آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

الدّنيا ما تسوى زعل - سلسلة خواطر متقاعد

من ذكريات بعض المتقاعدين أن واحدًا كنت أعرفه في سنواتِ عملي في مدينةِ الظّهران مع شركة أرامكو، انتهت خدمته في نهاية الثمانينات، أو أوائل التسعينات، ومع الأسف حين سألتُ عنه صديقًا لي أخبرني: أنه بعد يومٍ واحد - تقريبًا - من مغادرةِ العمل تشاجرَ مع رجل في السّوق فأصابته نوبةٌ قلبية، ماتَ على أثرها!

في هذه الحياة ما يُزعج ويُغضب، لكن لا شيءَ يستحقّ أن يكون سببًا في الموت أو في مرضٍ أو تأجيل شفاءٍ من مرض. فمن يكبر مرضه سريع وشفاءه بطيء، هذا ما يقوله الباحثون. في أحايين كثيرة يخيفني أن وصلتُ في العمرِ حيث أنا، وأكثر ما يخيفني هو: هل أبقى سليمًا معافى لا يخدمني غيري، وتبقى لي ذاكرتي التي فيها كل سجلّاتِ حياتي منذ أن بَدَأت ترتسم فيها المشاهد؟ فها هي السنوات تقول: تقدَّم واشرب من كأسي ولكن بحذر!

بإمكان معظم الناس في هذا الزمن، أن يتوقعوا لأعمارهم أن تمتدّ حتى ما بعد الستينات. وهذه السنوات الإضافية - التي لم يعشها من قبلنا - تحمل فرصاً جديدة من أجلِ مواصلةِ التعلّم أو الاهتمام برغبة صرفنا عنها أنظارنا مدَّةً طويلة، والمشاركة في شؤونِ الأسرة والمجتمع. على أنَّ هذه الفرص معلّقة بشكلٍ كبير على جودةِ صحّتنا لا غير. وبحمد الله؛ معظم كبار السّن اليوم يتمتعون بصحّةٍ نفسيّة وجسديّة جيّدة، إلا أن العديد منهم معرضون لخطر الإصابة باضطراباتٍ نفسيّة وعصبيّة، وكشكول من عللٍ صحيّة مثل: السّكري، ضعف السمع، فقدان الذاكرة، وأمراض القلب.

وبحسب إحصائية منظمة الصّحة العالميّة: ”أكثر من 20% من البالغين بأعمار 60 سنة فما فوق يعانون من اضطرابٍ نفسي أو عصبي «ما عدا اضطرابات الصداع» و6,6% من جميع حالات العجز «سنوات العمر المصحَّحة باحتساب العجز» بين من تجاوزوا الستين تعزى إلى اضطراباتٍ عصبيّة ونفسيّة. وأن هذه الاضطرابات في الفئة السكانيّة كبيرة العمر تؤدي إلى 17,4% من سنوات العمر التي قضيت مع العجز. وأكثر الاضطرابات العصبيّة النفسيّة شيوعاً في هذه الفئة العمريّة هي الخرف والاكتئاب. واضطرابات القلق تصيب 3,8% من السّكان المسنّين، ومَشاكل تعاطي المخدرات تصيب ما يقرب من 1%، وحوالي ربع حالات الوفاة الناجمة عن إيذاء النفس تكون بين من هم بأعمار 60 سنة فما فوق. وإن مشاكل تعاطي المواد بين كبارِ السن غالباً ما يُتَغاضى عنها أو تُشخَّص بشكلٍ خاطئ“.

مستشار أعلى هندسة بترول