آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

لو كنت شاعرًا لكتبت أجملَ قصائدي في محمد (ص)

مرّ يوم الثامن من مارس / آذار على أنه يومٌ عالميّ للمرأة وكتب الناسُ عن ما فيه وعن ما ليس فيه من معان. لكنني لم ألحظ أنّ كاتبًا واحدًا ذكر النبيّ محمّد ﷺ في هذا اليوم على أنه أعظم شخصية كرّمت المرأةَ ودعت إلى حبّها ومناصرتها، حتى غرتُ أنا الرجل من هذا الحبّ العظيم للمرأة. وها نحن بعد ثلاثة أيام نمرّ بذكرى مبعثه ﷺ، في اليومِ السابع والعشرين من شهر رجب.

سوف أعطيك مثلًا في كيف كان حال المرأة قبل وبعد أن جاءَ هذا الرجل الكريم: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ «58» يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ «59» : النحل. هذا يعني أنّ العرب كانوا يئدون البنات أحياء ويدسوهنّ في التراب. يستخفي المُبَشَّر منهم بالبنت من سوءِ ما بُشِّر به - على عقيدته - ويتفكر في أمرها أَيمسكها على ذِلة من إمساكه وحفظه أم يخفيها في التراب؟ كان ذلك عادتهم في المواليد من البنات، وقيل إن أحدهم كان يحفر حفيرةً صغيرة فإذا كان المولود أنثى جعلها في الحفيرة وحثا عليها الترابَ حتى تموت تحته، وكأنّ الميت يهمه عمق الحفرة أو حجمها؟!

قارن بين هذا الحال وبين ما بثه النبيُّ محمّد ﷺ في الجزيرةِ العربية - والعالم - من ثقافةٍ حضاريّة تكرم المرأةَ وتمدح حبّها والعناية بها في كلِّ أشكال الحياة. حالة العمى والضلال في ذلك الزمان وسوء المعاملة للمرأة وغيرها من الضعفاء، كيف، وكم عانى النبي محمد ﷺ في قلبها رأسًا على عقب؟ فلو قارنا نسبةَ النجاح بصعوبة المهمّة لوجدنا أنّ غيره ما كان ليحقق هذه النّسبة مع كلّ العقبات الممتدة من تجذر الحالة منذ قدمِ التاريخ.

فلو سألني صديقي الغربي اليوم: بِماذا تمدح النبي محمد ﷺ؟ وكأنني أمام بحر من المدائح سوف أغرق فيه. لن أنسى صفات الجمال والكمال الجسدي لكنها صفاتٌ وضعها الله فيه من لوازمِ الرسالة. وسوف أمدحه بما جاء به في هذا العنوان، الذي يفتخر به الغرب أيما فخر. وفعلًا، في بعض الجوانب يحق للغرب أن يفتخر على الشرقِ في المسافة التي قطعتها المرأةُ على طريقِ العلم والتقدّم والمشاركة، وإن في الطريق كثير من الشوك والعقباتِ والتجاوزات!

وسوف أخبره أن امتداد هذا النبي ﷺ البيولوجي كان في امرأة، هي ابنته السيّدة فاطمة ، ولم يكن في ولدٍ ذَكَر. كيف ربّاها وكبّرها وعلّمها واحترمها، في حين أنّها لو ولدت لغيره قبل البعثة ربما انتهت دفينةً في حُفَيرَةٍ صغيرة تحت التراب!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبو علي
[ القطيف ]: 13 / 3 / 2021م - 2:25 م
أحسنت و أجدت و جزاك الله كل خير.
مستشار أعلى هندسة بترول