آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

للجامعات أعيدوا النظر في الاختبارات الحضورية

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

«بكل صراحة نحن في مرحلة مقلقة»، «المرحلة الحالية حرجة جدًا»، «التجمعات الحالية مؤلمة»، «سوف نتخذ أي قرار لحماية المجتمع.»، «التراخي الذي نرصده «مؤسف»»، «الأمر ما زال بأيدينا جميعًا».

العبارات بعاليه هي لمتحدث وزارة الصحة الذي عبر فيها عن الخطر الناتج بشأن ارتفاع أعداد الحالات المصابة بفيروس كوفيد 19 خلال الأيام القليلة الماضية وهي بذات المستوى للعام الماضي حيث قفزت إلى أرقام كبيرة. في هذه الأجواء المقلقة سادت حالة من التذمر والاستياء بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام بعد انتشار صورة لتكدس عدد كبير من طالبات إحدى الجامعات السعودية أمام أحد المباني للتأكد من تفعيل تطبيق توكلنا. مغردو تويتر أطلقوا مجموعة من الهاشتاقات وكان أغلبهم من فئة الطلاب والطالبات في المرحلة الجامعية وقد استنكروا إصرار الكثير من الجامعات على إجراء الاختبار النهائية حضوريا مما يعرضهم ويعرض المجتمع لانتشار الوباء نتيجة التزاحم أمام البوابات في وقت الدخول والخروج إضافة إلى تجمعات في داخل قاعات الاختبار.

السؤال المطروح: لماذا تصر الجامعات على الاختبارات الحضورية لا سيما أن وزارة التعليم نفسها نجحت بعدد أكثر من 7 ملايين طالب وطالبة في الاختبارات عن بعد في التعليم العام في الفصل الدراسي الأول وها هي تريد تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني؟ لماذا لم يخرج لنا أحد مسؤولي الجامعات ليقطع حالة الجدل والخوف بين الطلبة والطالبات بشأن حضورهم لأداء الاختبار النهائي؟ لماذا لم يصرح أحد هؤلاء المسؤولين عن المعايير الصارمة التي اتبعوها في تحديد طريقة الاختبارات الحضورية للجامعات في الفصل الدراسي الأول؟ أعلم جيدًا ان بعض المواد تحتاج إلى اختبارات عملية لكن من الممكن إنهاء هذا النوع من الاختبارات خلال الفصل الدراسي أي بدون تجمع الطلاب في مكان محدد ووقت موحد؟ أقول قولي هذا لأننا نتحدث عن أكثر من مليون وتسعمائة ألف طالب وطالبة في درجة البكالوريوس والدبلوم المتوسط ودرجة الدراسات العليا «ماجستير ودكتوراة».

من ناحية أخرى نجد أن وزارة التعليم استحدثت طريقة عملية تنسجم مع «التعلم عن بعد» وقد وضعت أغلب درجات التقييم للطلبة في المشاركة والواجبات والمهام الأدائية والاختبارات الفترية بمجموع 40 درجة والاختبار النهائي 10 درجات في الفصل الدراسي الواحد. بمعنى ان تقييم الطالب لا ينحصر فقط وفقط في الاختبار النهائي.

ويبدو أن بعض الجامعات ما زالت على الشكل الكلاسيكي للامتحانات النظرية فهي خائفة من الغش والنتيجة هي أن الطالب يجب عليه حفظ كل ما تم تدريسه من نظريات ومفاهيم وصيغ وما إلى ذلك. بعض الدول المتقدمة في فترة الجائحة اعتمدت في جامعاتها على طريقة فحص الكتاب المفتوح أثناء الاختبار ووجدوها تحسن قدرة الطلاب على معالجة المعلومات المستفادة واختبار مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطالب بعكس الاختبارات ذات الكتاب المغلق والتي تهدف لاختبار مقدار محتوى المعلومات المخزنة في دماغه. هذا النوع من الاختبار يحتاج إلى أن يعمل أعضاء هيئة التدريس على العمل بجد ووضع اختبارات تقيس مهارات الطلاب في التحديات وحل المشكلات بعكس الكتاب المغلق الذي يقيس مفاهيم مقولبة يحفظها الطالب ويفرغها في الاختبار. ولم تكن لديهم مشكلة في الاختبارات عن بعد.

ما أود قوله، إنَّ من أبلغ واجبات الجامعات والكليات هو حماية طلابها وموظفيها من الأمراض ولا ينبغي أن يكون هناك حق من حقوق الإنسان يتجاوز في هذه الفترة أو يحل محل الحق في الحياة. أخيرًا: ما زالت هناك فرصة للجامعات أن تعيد النظر في الاختبارات الحضورية.