آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

منصة مدرستي.. درس في أخلاقيات المهنة

ياسر آل غريب *

بعد ثمانية أشهر من انطلاق منصة مدرستي في المملكة، أستطيع أن أكتب هذه المقالة - التي أجلتها كثيرا - بعد أن خضنا غمار هذه التجربة بكل تفاصيلها المقلقة والمبهجة. فيض من الساعات «الأونلانية» قضيناها معا تحولت البيوت عبرها إلى خلايا عمل تضج بالحيوية والنشاط.

هذه المنصة الإلكترونية أتت بديلا عن التعليم الحضوري بسبب تداعيات جائحة كورونا المتتابعة واستطاعت بها وزارة التعليم أن تتحدى كل العقبات لتسجل تاريخا من الإرادة الوطنية الحقة، فاستمر التعليم عن بعد وشيئا فشيئا استطاع المجتمع التأقلم مع هذا الظرف الاستثنائي.

لا ننسى جميعا البدايات المرتبكة؛ لكن الجميع كانت لديه القابلية مع التعامل مع المنصة من قبل الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. كذلك تبقى مبادرات المجتمع الخيرة منقوشة في الذاكرة الجمعية، فلقد كانت الكثير من المساعدات والتبرعات بأجهزة إلكترونية قدمت دعما للمحتاجين، لإنجاح عملية التعليم عن بعد.

أخلاقيات المهنة كانت حاضرة بقوة مع السلوك الرقمي الجديد إلى درجة أصفها بالمثالية التي تجلت عند المعلمين والمعلمات في أبهى صورها، إن الانضباط ومراعاة الطلاب وتشجيعهم وقبول أعذارهم بسبب انقطاع الإنترنت في المنازل وغيرها.. كل هذه الأمور خلقت جوا من الأريحية في التعامل معهم على أساس الثقة بهم، وهنا لم تكن اختبارات «التيمز» المقياس الأدق، بل كانت المشاركة هي الفيصل في التمييز بين الطلاب إضافة إلى الواجبات والمشاريع، وهذا ما تنبهت إليه الوزارة في تعديل الدرجات حيث تم تخفيض ما يتعلق بالاختبارات وزيادة ما يتعلق بالمشاركة لتحقيق التوازن الذي فرضته هذه الظروف.

أعطتنا هذه المنصة درسا في التفكير الإيجابي وعدم الالتفات كثيرا إلى السلبيات مهما كانت، نقاط مضيئة وجدناها في تحمل المسؤولية عند طلبتنا وهم يعدون مستقبلهم خلف شاشاتهم، ماحدث في هذا العام يدعو إلى البهجة بهذا المنجز الكبير الذي حققه الوطن بجدارة في بناء الإنسان أولا.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
نقاء السماء
[ تاروت ]: 8 / 4 / 2021م - 3:58 م
جميل رأيكم ، ولكم الإحترام والتقدير ،،، إذ استعرضتم الجانب الإيجابي فقط ؛
يبقى الجانب السلبي الذي عانى منه ذوو الدخل المحدود الذين لديهم أكثر من طالب وطالبة ، إذ البعض الأسر لديهم أربعة أو أكثر وطبعا هذا العدد مع حال الآباء الذين بالكاد يستطيعون توفير قوت الأسرة ، ويعانون من قلّة ذات اليد ومشكلة توفير الأجهزة والنت ، هذا وإرهاق الأم بمتابعة أولادها كلاً على حدَّه ،،
يبقى تسيِّب الطلاب وعدم إنضباطهم في المنصَّة مما يجعل الأمهات في سباق مع الوقت وتدخلهم في الإجابة بل وحتى حل الواجبات ،، مما يضعف المحصلة التعليمية للطلاب والطالبات .