كيف يمكن للفلسفة أن تغير فهمنا للألم
فريق بحثي ألماني كندي يدعو إلى اتباع مقاربة أكثر شمولية للألم.
23 أبريل 2021
بقلم : جوليا ويلر
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم : 122 لسنة 2021
How philosophy can change the understanding of pain
A German-Canadian research team is calling for a more comprehensive approach.
23 April 2021
Julia Weiler
الدكتورة سابرينا كونينكس، من جامعة الرور في مدينة بوخم الألمانية Ruhr-Universität Bochum، والدكتور لبيتر ستيلويل Peter Stilwell، من جامعة ماكغيل الكندية McGill، قاما بدراسة كيف تُستخدم المقاربات الفلسفية للتفكير بطرق جديدة في الألم وإدارته. هذان الباحثان لا يساندان اختزال إدارة الألم المزمن فقط في البحث عن التغيرات البدنية الكامنه وراءه وعلاجها، ولكن بدلًا عن ذلك، يتبنيان مقاربةً تتركز حول الشخص ككل. نُشرت نتائج دراستهما في مجلة سينثيسيس ”Synthese“ الإنترنتية في 15 أبريل 2021 «انظر [1] ».
علاج الآلام المزمنة في كثير من الحالات لم يكن كافيًا حتى الآن.
لا يمكن حاليًا علاج الآلام المزمنة بشكل فعال في كثير من الحالات. وقد شجع هذا الباحثين من مختلف التخصصات على التفكير في مقاربات جديدة للألم وإدارته خلال السنوات الأخيرة. تقول سابرينا كونينكس، مساعدة أبحاث في مجموعة التدريب المعرفة الوضعية Situated Cognition البحثية للتدريب في بخوم «انظر[2] للتعريف المعرفة الوضعية»: ”أبحاث الألم والممارسات السريرية لا تُجرى في فراغ، ولكن تتضمن افتراضات ضمنية بشأن ماهية الألم وكيف يمكن علاجه“. ”هدفنا هو تسليط الضوء على هذه الافتراضات واكتشاف كيف يمكننا التفكير بطرق جديدة بشأن الألم وإدارته بمساعدة المقاربات الفلسفية.“ وضع الباحثون في دراستهم مقاربة شمولية holistic وتكاملية وذات طابع عملي.
رؤية المريض ككل
بعبارات محددة، اقترح الباحثون ثلاثة أشياء: أولاً، يجب أن تتضمن دراسة الألم أكثر من مجرد البحث عن التغيرات الفسيولوجية الكامنة وراءه وعلاجها. المقاربة الشمولية تضع التركيز على المرضى ككل وتخلق مساحة لتجاربهم ومخاوفهم وتوقعاتهم وسردياتهم. يجب أيضًا الأخذ بعين الاعتبار تأثير الممارسات الاجتماعية - الثقافية socio-cultural [أي التي تدخل فيها الجوانب الاجتماعية والثقافية] في تسبيب الألم المزمن. على سبيل المثال، غالبًا ما يُشجع المرضى الذين يعانون من الألم في البداية على حماية أنفسهم من الإصابة injury «ومنه الجروح» وتجنب النشاط البدني، وهو ما قد يكون مفيدًا في البداية ولكن يمكن أن يساهم في انتقاله من مرض عابر الى مرض مزمن «يُعرف ب chronification» على المدى الطويل «انظر [3] و[4] ».
ثانيًا، وفقًا للباحثين، يجب فهم الألم المزمن على أنه عملية ديناميكية تتفاعل فيها العديد من العوامل المختلفة بطريقة غير خطية non-linear. السبب الأولي للألم، على سبيل المثال، ليس بالضرورة سببًا لانتقاله من مرض عابر الى مرض مزمن chronification ولا يحتاج أيضًا إلى أن يكون العامل الأكثر أهمية في العلاج. لذلك يجب أخذ عوامل التفاعل الشخصية المعقدة للتجربة والتوقعات وأنماط السلوك المكتسبة وإعادة التنظيم العصبي «اللدونة العصبية / مرونة الدماغ، انظر [5] » والوصم stigmatisation «انظر[6] » وعوامل أخرى في الاعتبار.
ركز على امكانية الفعل
ثالثًا، وفقًا لكونينكس Coninx وستيلويل Stilwell، يجب تشجيع المرضى على التفاعل مع بيئتهم والتعرف على إمكانيات الفعل «انظر التعريف في [7] ». يعتمد هذا على افتراض أن الألم المزمن يغير بشكل أساسي الطريقة التي ينظر بها المرضى إلى أنفسهم وعلاقتهم ببيئتهم. لذلك، علاج الألم يمكن أن ينطوي على مساعدة المريض على ملاحظة الخيارات ذات المغزى الشخصي والمتعلقة بشكل إيجابي بالفعل، والنظر إلى أنفسهم على أنهم قادرون على أخذ زمام المبادرة مرة أخرى. وبعدها يكون هناك تركيز أقل على الجسم كعائق، وبدل ذلك يولي المرضى اهتمامًا أكبر لكيفية تغلبهم على القيود التي تعوق قدراتهم.