آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

صحة المرأة النفسية والتمكين

دكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم * صحيفة اليوم

صحة المرأة النفسية من الجوانب المهم الحديث عنها عندما نتناول تمكين المرأة في رؤية المملكة 2030، فالمرأة تمر بدورات بيولوجية واجتماعية تعرضها للضغوط، وتؤثر على مسؤولياتها وعلى مجريات حياتها، وينبغي مراعاتها بما لا يعرضها لاضطرابات في صحتها حتى تحقق ذاتها للمشاركة في ازدهار الوطن.

بحسب منظمة الصحة العالمية 13% من النساء يعانين من أمراض واضطرابات لها علاقة بالحمل وما بعد الولادة أهمها الاكتئاب، كما تصاب 12-16 بالمائة من النساء بالاكتئاب، وتشكل المراهقات ربع هذه النسبة، أي أن امرأة بين كل 6 نساء تعاني من الاكتئاب.

عندما تصاب المرأة بالاكتئاب، فهي تعيش حالة دائمة من الحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية بشكل مستمر لمدة تتجاوز الأسبوعين، ومن مسببات اكتئاب ما بعد الولادة التغيرات الهرمونية السريعة، ومدى صعوبة الولادة، والارتباط النفسي بين الأم والمولود، ويؤثر دعم الزوج وأطراف الأسرة المقربين وظروف السكن والمعيشة والوظيفة، ومتطلبات الحياة الأخرى على نوع وشدة الاكتئاب والتعافي منه، ويزداد الأمر سوءاً مع المرأة المعنفة أو مَنْ تعيش ظروفاً غير مستقرة اجتماعيا مثل الانفصال أو الترمل أو فقد شخص عزيز، أو ضغوط اقتصادية وأسرية.

كان إطلاق منظمة الصحة العالمية الإستراتيجية العالمية لصحة المرأة والطفل والمراهق 2016-2030 عاملا رئيسا لتحقيق التنمية المستدامة في صحة المرأة.

وقد أولت المملكة صحة المرأة أهمية أكدها نظام الحكم الأساسي للحكم بأحقية العلاج للمواطنين والمواطنات في تلقي الرعاية الصحية، ونالت المرأة حقوقها في التمكين الصحي وتلقي الرعاية الصحية بدون شروط تقييد.

في 2016م، تم تعديل المادتين 5,4 من النظام الصحي، الصادر بالمرسوم الملكي رقم «م / 11» وتاريخ 23/ 3 /1423، بإضافة فقرتين تتعلقان بصحة المرأة من حيث تخصيص برامج صحة المرأة، ووضع السياسة الوطنية لصحة المرأة، لضمان تقديم الرعاية الصحية الشاملة، التي لا تقتصر على سنوات الإنجاب، والتوسع في الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية للأمراض غير السارية والمتزايدة بين النساء.

وفي الصحة، شملت الخدمات الصحية محاولات الاكتشاف المبكر لحالات الاكتئاب والقلق، ومتابعة حالات الأمراض المزمنة، عن طريق الإرشاد الصحي الشامل «الرعاية النفسية الأولية»، والربط بين العلاج الطبي وتأمين الدعم العاطفي في مجموعات الاهتمام بمشاركة الأفراد المنضمين لها تجاربهم وخبراتهم مع المرض وتشجيع بعضهم.

أمنت الخدمات الصحية في السعودية ما يقارب 21 مستشفى للصحة النفسية و99 عيادة نفسية، في مختلف المناطق، وتطبيقا إلكترونيا «قريبون» على الهواتف الذكية، ورقما للاتصال بتعزيز الصحة النفسية 920033360.

كذلك اهتمت المملكة بالمرضى النفسيين المشردين والمرفوضين، وخصصت مركز أجواد للعناية بهم، وتقديم الرعاية والتأهيل، الذي يحتاجون إليه.

لتتجاوز المرأة ما تمر به من ضغوط نفسية واضطرابات فلا بد من تكريس الجهود المجتمعية وتشجيع التحدث عن المشاكل والأمراض النفسية، التي تمر بها المرأة، فهي عمود الأسرة، والأسرة لبنة المجتمع.

وكذلك نشر ثقافة طلب المساعدة وتخطي حواجز الصمت ووصمة المرض النفسي. كما يتطلب نشر الوعي بالأمراض النفسية وأماكن الوصول للمساعدة وكيفية مساعدة المرأة للتعافي من خلال:

1. مراجعة المراكز الصحية في الرعاية الأولية لطلب الاستشارة، والعلاج أو التحويل للرعاية النفسية المتخصصة في حالات الأمراض النفسية الشديدة.

2. تثقيف المرأة وزوجها في فترة الحمل على الاضطرابات النفسية في فترة الحمل وما بعد الولادة ورعاية المولود.

3. طلب وقبول المساعدة من أفراد العائلة والمقربين.

4. تعزيز التواصل الإيجابي المستمر مع الآخرين، والارتباط بالجماعات الداعمة.

5. إكساب المرأة مهارات حياتية داعمة كتعليم الهوايات والحرف وتقدير الذات وإدارة الوقت ومواجهة الضغوط.

استشارية طب أسرة
مستشار الجودة وسلامة المرضى
مستشار التخطيط والتميز المؤسسي
كاتبة رأي