آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

عتق الرقاب

سلمان العنكي

من غير شك ولا ريب عتق الرقاب امر مندوب اليه شرعاً ومرّغب فيه ”ان كان في محله“ جزى الله خيراً واحساناً من ساهم بمال ولسان أوجاه وقلم لانجاحه. ولكن الايُستحسن ويجدر بنا ان نتحرى عن اسباب القتل وطريقته؟ وماهي سلوك القاتل والمقتول في المجتمع والاثار التي تلت عملية القتل على الطرفين ومَن يعنيهم. وما يُتخذ ويُراعى عقيب ذلك؟. 

بعضنا لايمانه بما لهذا من اجر عظيم عند الله يباذر سراعاً الى العفو او المشاركة في جمع المبلغ المطلوب للعتق. هنا من حيث المبدأ عمل طيب يُشكر عليه. ولكن هل هو في مكانه الصحيح؟ ننظر الى ورثة المقتول ان كان له زوجة واولاد والفقيد هو الراعي لهم والتزم بعده في تلبية احتياجاتهم ان كان كذلك فلابأس به والا فقد ظلمهم واضر المجتمع؟ صنف من الناس ”بعض هذه الحالات حصلت“ يتقدم احد ورثة المقتول بالتنازل من طرف واحد تلبية لرغبات الوسطاء والوجهاء ليتقرب منهم اولمصلحة خاصة به دون مقابل مالي تاركاً الورثة وكانهم بعد التنازل لايعنوه بشيء. وهم لاحولة لهم ولاقوة. قلب ام ثاكل يحترق ويعتصر الماً كيف لا وهي تسمع وترى قاتل ولدها حراً طليقاً واولاد جياع في ضياع الامِن اهل المعروف. 

وربما القاتل كان مجرماً عصياً على العقوبات المتعدد تنفيذها عليه لامبالٍ بها ولا بغيرها. أعَمل مثل هذا يرضي الله اويقبل به الضمير الانساني؟ ارى انه في هذا الموقف جانَب الصواب وارتكب منكراً بفعله بل عمل محرماً يُؤثم عليه. 

في المقابل يتسارع الخيرون من المجتمع بجمع مبالغ طائلة طُلبت لعتق الرقبة. البعض حبس انفاسه يتساءل متى يكتمل المبلغ المطلوب ويتحرر المحكوم؟ تشتغل مواقع التواصل الاجتماعي "وكأنه في حالة العجز عن اكمال المبلع كارثة تحل بالبشرية جمعاء اوحلت" مَن يقول بقي شهر عن القصاص بقي يومان اينكم يااصحاب المال والهمم والمعروف افرحوا امه بخروجه؟ وام الفقيد مالها ومَن لها وكأنها دون قلب على مفقودها؟ بعض الديات مبالغ فيها لاحباً لها وانما لتعجيز حصولها ورغبة بالقصاص. 

نحن مجتمع موحد نعاني كثيراً من عمليات القتل وبعد هدوء العاصفة قليلاً كأنها عادت من جديد. لنتذكر عندما نخسر شاباً نترقب خسران قاتليه واحداً كان اواكثر. لذا علينا ان نعتبر وتستيقظ ضمائرُنا ونستحضر قلوبنا وتكون عيوننا مفتحة على اولادنا حتى نسلك بهم طريقاً لايشجعهم على القتل اويكونوا في مأمن من القصاص. 

كفى اثكلن أمهات ورملن نساء ويتمت اطفال واصبحنا نعجو بالكثير من هذه الحالات وفي الختام ”موفق لعتقك رقبة ولكن احذر ان تقطع بها رقاباً“.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ل.إ
[ القطيف ]: 26 / 5 / 2021م - 8:14 م
شكرًا لهذا الكلام الذي يعتمل في صدورنا منذ وقت طويل ..

البعض يسارع للمشاركة بدفع الدية بدون دراية عن حيثيات الجريمة وطريقتها منجرًا وراء عاطفته ..
نحن محاسبون على مالنا فيم نفنيه وسنُسأل عنه يوم القيامة. سنسأل عن اليوم الذي نبادر فيه للمشاركة بدفع دية قاتل من دون علم وتقصي عن حيثيات الجريمة وما إذا حدثت عن طريق الخطأ فعلا أم كانت بسبق إصرار وترصد .. لا تخبرني أن استدراج فتى في الثامنة عشرة من عمره لمزرعة وطعنه عدة طعنات ومن ثم رميه بالصرف الصحي هو قتل من دون إصرار وترصد وتدبير.. في الوقت الذي تشعر أنك تحيي نفسًا بالملايين تذكر كم من ألوف من الأسر المتعففة كنت ستنقذها بهذه المبالغ التي تدفع لأجل قاتل. وكم من أيتام وأرامل وثكالى خلفتها هذه الجرائم. "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"
لا تسأل بعدها عن أسباب ازدياد الجرائم وشناعتها إذا وجد كل قاتل من يتدبر المبلغ باستدرار العواطف.