آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

استبدلوا الكبار بأصغر وأجمل - سلسلة خواطر في أوانها

المهندس هلال حسن الوحيد *

ما قصدتُ هو السيَّارة القديمة التي اشتريناها يوم كنّا زوجًا وزوجة وخمسة أطفال، نقطع بها عشرات الكيلومترات كلّ يومٍ جيئةً وذهابًا للعمل وآلاف الكيلومترات في السَّفر في إجازةِ الصَّيف. الآن وقد كبر الصّغار وكلٌّ مضى في حالِ سبيله واستقلّ بنفسه، ومشَاويرنا اليوميّة لا تتعدى الخَضَّار والسَمَّاك والجَزَّار والنَّادي الرياضي، فلماذا لا زلنا نركب السيَّارة القديمة التي لا يقل طولها عن 3 أمتار وعرضها عن مترين، وماكيناتها بحجم 8 أو 6 اسطوانات تستهلك كميَّةً كبيرة من الوقود الذي ترتفع تكلفته يومًا بعد يوم؟!

لا يحتاج الفرد الواحد - صغيرًا أو كبيرًا - كلّ تلك الطَّاقة والحجم في السيَّارة التي تكلف الكثير من أجل الصِّيانة والتَّأمين والوقود في حين أنه حتى الزَّوجة أصبحت تملك سيَّارتها الخاصَّة، ولو جرَّبنا لوجدنا أن السَّيارة الصَّغيرة هي أمتع في القيادة وأسهل في الحركة والمواقف في أوقاتِ الزّحام، وفيها من الخصائص ما لا يتوفر في الكبيرة. أما عن السَّلامة، فليست هناك من سيَّارة صمَّمها مهندسوها لتناطح السيَّارات الأخرى، بل صمَّموها للمتعة والأناقة وسهولة الوصول بشيئ من الأمان.

حتمًا سوف تتغير عقليتنا مع مرورِ الزَّمن، وسوف تختفي معظم السيَّارات الضّخمة مع ارتفاع تكلفة الوقود ويحلّ محلّها، كما في كثير من دول العالم، سيَّارات صغيرة وفخمة وأقلّ كلفة وتطورا وسعرا. وفعلًا بدأنا نرى سيّارات صغيرة على الشَّوارع - 3 اسطوانات - أكثر من الماضي. لهذا، فمن أصبحت سيَّارته تستحقّ الطَّلاق فعليه بالصَّغيرة التي تستهوي العين، حجمها أصغر وصورتها جميلة لكلّ من ينظر إليها.

يروى أن النبيّ محمّد صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّم قال: ”أربع من السَّعادة وأربع من الشَّقاوة فالأربَع التي من السَّعادة: المرأة الصَّالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب البهيّ والأربَع التي من الشَّقاوة: الجار السّوء، والمرأة السّوء، والمسكن الضيّق والمركب السّوء“، فهذه السّيارة واحدةٌ من أربع أمنيات، متّعكم الله بهم كلهم.

مستشار أعلى هندسة بترول