آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

سادنُ بيتِ القصيد

ياسر آل غريب *

الشاعر البحريني الكبير غازي الحدادسادنُ بيتِ القصيد 

في رثاء شاعر الولاء الكبير الأستاذ غازي الحداد .. الصوت القمري الذي تربَّى على أنواره جيل بأكمله. 

موَّجْتَ صوتَكَ فاستحالَ شُعَاعَا
ونسجتَ من جَفْنِ الولاءِ شراعا

أرثيكَ أم أرثي (الكُمَيْتَ) ؟ فأنتما
تتشابهانِ شمائلا وطباعا 

ياسادنًا بيتَ القصيدِ بهمَّةٍ 
ترعى الخيالَ وتحرسُ الإيقاعا 

(غازي) ، ولم تَلِجِ القلوبَ مُسَدَّدًا 
إلا لتبنيَ باليقين قلاعا 

زفَّتْكَ قابلةُ (البلادِ) إلى المدى 
واجتزتَ في المسرى قرى وبقاعا 

أُعْطِيتَ حَنْجَرَةَ الضياءِ، فصنْتَهَا 
ووهبتَ بوحَ سراجِها الأسماعا 

ومضيتَ حيثُ تشيرُ بوصلةُ الهدى
وحملتَ أجملَ نجمتينِ مَتَاعَا

من أنتَ حينَ قطفتَ أوراقَ الحشا 
ونَحَتَّ من قصبِ الضلوعِ يراعا ؟ 

 ياشاعرَ البحرين : بحرِ مودةٍ
 طامٍ ، وبحرٍ يحضنُ الإبداعا 

شعراءُ (عبدِ القيسِ) أنتَ سليلُهُمْ 
وورثتَ مِنْهُمْ خافقًا ونُخَاعَا    

ماكنتَ في غيبوبةٍ ، كلَّا، فكمْ 
كان الحسينُ بطيفِهِ يَتَدَاعَى 

أولستَ من أثريتَ ساحاتِ النَّدَى  
ورفعتَ رايةَ (كربلاءَ) دفاعا؟ 

أرثيكَ أم أرثي أنايَ؟  فطالما
خَطَفَ الأسى مني فَمًا وذراعا 

وأشكُّ في موتٍ يغيِّبُ شاعرًا 
وبذلكَ الناعي غداةَ أذاعا 

حتى الدموعُ بمقلتيَّ غريبةٌ 
فالآنَ أذرفُ : وحشةً وضياعا 

عذرًا ؛ فلا أقوى على تلويحةٍ
إنِّي أحاذرُ أن أقولَ : وداعا