آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

الهجرة الأحسائية إلى قرية مُهر من خلال الوثائق

محمد علي الحرز

 ضمن المناطق التي وقع اختيار الإحسائيين للهجرة إليها قرى ومناطق الساحل الفارسي، سواء العربية أو الفارسية، مما أدى إلى تفرقهم على مناطق مختلفة ممتدة على طول الشريط الساحلي، والمناطق الزراعية القريبة منه، وكان ضمن اختيارهم قرية «مُهر» القريبة من مدينة «لار»، التي هي محل تركيزنا في هذا المقال وفيها برزت أسرة الحاجي الراجعة بأصولها إلى بلدة التويثير، وانجبت على مدى عدة قرون العديد من العلماء والفضلاء، ولا ننسى هنا بالشكر الجزيل للمهندس السيد علي بن محمد الحاجي لما قدمه من معلومات ووثائق كانت أساس هذا الموضوع.

تتبع منطقة مُهر من الناحية التاريخية إلى منطقة بوشهر الواقعة في جنوب إيران على الخليج العربي وتابعة لها، التي حكمها قديماً وتاريخياً آل مذكور، المتحدة معها في العادات والتقاليد والموقع الجغرافي والتاريخ والعشائر القاطنة فيها، وحتى اللغة العربية، وهي اليوم ضمن التنظيم الإداري تابعة محافظة فارس.

وقد شهدت طوال تاريخها هجرة كبيرة من البحرين والأحساء والقطيف، وربطتهم بها علاقة وطيدة وهجرات علمية كبيرة.

الهجرة الأحسائية إلى قرية مهر:

يعود أقدم ذكر لوجود أحسائي في منطقة مهر إلى الثلث الأول من القرن الحادي عشر الهجري، وهذا ما تؤكد عليه المصادر والوثائق.

ففي مقدمة كتاب «الإفاضات»: هناك دلائل على أن هذه الهجرة بدأت في القرن الحادي عشر للهجرة أبان الحكم الصفوي في إيران ويروى إن المهاجرين وفدوا إلى السلطان الصفوي أولاً، فأكرم وفادتهم، وأمر لهم بهذه القرية ليسكنوا بها وختم لهم بذلك، ومن هنا سمّيت القرية مُهر بمعنى الختم واستمر تبادل الهجرات بين من سكن قرية التويثير في الأحساء، ومن انتقل منهم إلى الجانب الآخر من الخليج السنوات، وقد استمر تبادل الزيارات بين الضفتين حتى سنوات متأخرة[1] .

وعن هذه العلاقة يقول المقدم للكتاب: قد سمعنا أثناء زياراتنا المتكررة للقرية أحاديث عن زيارات كانوا يقومون بها من سكنوا مُهر لبني عمومتهم

الذين لم يغادروا قريتهم التويثير، ونقل بعض كبار السن منهم: أنهم لازالوا يتذكرون أولئك الزوار. فقد كان بعضهم يطيل الاقامة في القرية.

كما أنني اطلعت خلال تلك الزيارات على وثائق تبادل الأراضي والمزارع بين البعض من سكان التويثير، وآخرين من سكان مُهر وهو ما يدل على وجود هجرة معاكسة من قبل، وبعضهم ممن قام بالعودة إلى التويثير بعد أن كان هو أو والده هاجر منها، ومن ثم بادل ما كان يملكه من أراض ومزارع في مُهر بأخرى يملكه من كان ينوي الهجرة من التويثير إليها[2] .

الارتباط الوثيق بالأحساء:

والأحسائيون رغم هجرتهم وغربتهم فقد كانوا شديدِ التعلق بموطنهم الأحساء بما يحمله من أرث وتاريخ لذا نقلوا ثقافتهم وبعض أرثهم الحضاري والزراعي معهم:

يقول السيد المهري: كما وجدت في الوثائق التي اطلعت عليها في قرية مُهر أثناء سفرتنا اليتيمة إليها أن توقيعات المتقدمين منهم في أغلبها تحمل كلمة الأحسائى، أو اللحسائى، اضافة إلى ألقابهم المعتادة، مما يدل على حرصهم الاحتفاظ بانتمائهم إلى موطنهم الأصلي الذي هاجروا منها، أي الأحساء، وسمعتهم يطلقون على النخيل المزروعة لديهم ذات الأسماء التي يطلق عليها في الأحساء.

مما يحمل على الاعتقاد بأن المهاجرين نقلوا معهم أيضا فسائل النخيل الأحسائى ليزرعوها في موطنهم الذي انتقلوا إليها.

ورأينا أيضا تشابها في العادات الغذائية، خاصة فيما يتعلق بإعداد بعض الأطباق[3]  .

وفعلاً هذا ما أكدت عليه الوثائق المحلية القادمة من مُهر إلى الأحساء، ففي وثيقة تعود إلى 29 من شهر شوال سنة 1039 هـ ، وهي عبارة عن قسمة وكالة بين السيد إبراهيم بن السيد أحمد، والسيد محسن بن حسن بن عباد، بوكالته عن نفسه ولوكالته أيضاً عن ولد عمه أحمد، وعن أخواته فاطمة وشريفة وآمنة وعن أمه وعن بنات عمه وهم مكية وأختها بشهادة عارفيهما وهم عبد الرزاق وعلي بن إبراهيم وعن أهل مهر لولايته عليهم من قبلهم ولظهور الغبطة والمصلحة لهم في تلك القسمة.. .

وقد شهد عليها السيد حاجي أبو سطام، وعبد الرزاق بن عباد، والسيد محمد بن عبد المحسن، وكاتب الأحرف علي بن حسين[4] .

فالوثيقة تشير إلى هجرة عوائل عديدة أحسائية بداية القرن الحادي عشر، حدود بعد سنة 1035 هـ ، وقد أرسلوا واحد منهم لأخذ حقوقهم وأملاكهم في الأحساء في بلدة التويثير، ومعظمهم من السادة بفروعهم التي سنأتي لذكرهم في السطور القادمة.

ونلاحظ في الوكالة نقطة مهمة:  وعن أهل مهر لولايته عليهم ، وفي هذا إشارة للعديد من الأسر الأحسائية التي وكلته لأخذ حقوقهم في الأحساء من العوائل المختلفة العائدين لعدة مناطق، وإحضارها إليهم، مما يؤكد وجود هجرة جماعية أحسائية وليس هجرة فردية إلى مُهر.

كما بين أيدينا وثيقة تؤكد وجود عدد من الأسر الأحسائية في منطقة مُهر تعود لعدة قرى أحسائية بتاريخ سنة 1161 هـ .

ملخص الوثيقة:[5] 

المشتري: السيد الأمجد الأشرف السيد علي بن المرحوم المبرور السيد أحمد بن عبد[النبي] .

البائع: السيد الأمجد السيد حسين بن السيد محمد بن السيد إبراهيم التويثيري.

المبيع: قطعة من الزريبة الكبيرة الكائنة بساحة القرية الشهيرة بالمهر، إحدى قرى العجم على ساقية فارناب.

تاريخ الوثيقة: 24 ربيع الثاني سنة 1161 هـ .

شهود الوثيقة:

1- علي بن إبراهيم بن أحمد بن بكي.

2 - علي بن سلطان أبو هجرس.

3 - عبد الحسين بن علي بن يحيى بن بطال.

4 - السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد أحمد ابن السيد عبد الله، وغيرهم.

كاتب الوثيقة: السيد علي بن إبراهيم الحسيني التويثيري.

 جرى ذلك حسبما ذكر بمحضر من الأقل الجاني علي بن إبراهيم الحسيني، عفى الله عنه .

فقد ورد في الوثيقة مجموعة من الأسر الأحسائية الذين يمثلون عينات من الهجرة الأحسائية خلال القرن الحادي عشر.

بقي أن نشير إلى أن بعض أفراد الأسرة وقع اختياره على مناطق أخرى ك «جهرم» الإيرانية، وهي تقع على مسافة 200كم، من مدنية شيراز عاصمة محافظة فارس، ومن هذه الأسرة التي تعرف هناك ب «أبو ترابي جهرمي»، وهي من البيوت العلمية لم نتوصل إلى معالم أعلامها ولكن منهم العلامة الجليل الفقيه السيد أحمد الواحدي المقيم بجوار السيد زينب÷، يقول السيد رحمه الله: > أسس هناك مشاريع علمية وخدمية رائدة المدرسة العلمية، والحسينية، ومرکز طبي، وغير ذلك من المشاريع. نفع الله بها وتقبل من سماحة المؤسس ووفقه للمزيد..

وقد أكد السيد الواحدي أن العائلة التي ينتمي إليها في مدينة جهرم وتسمى «أبو ترابي جهرمي» هي من العوائل التي هاجرت من قرية التويثير في الأحساء وهم من أحفاد السيد الشريف أحمد المدني، حيث استقرت في مدينة جهرم.

كما أطلعنا السيد الواحدي حفظه الله ورعاه، على شجرة العائلة حيث تتصل نسبها الشريف إلى السيد عبد النبي بن السيد علي بن السيد أحمد المدني الأحسائي التويثيري [6] .

وللسيد الفقيه أحمد الواحدي مجموعة من المصنفات منها: الزواج الإسلامي، أعرفونا ثم أحكموا، وغيرها.

أيضاً من النماذج التي هاجرت السيد نور أبو الحسن من آل عباد المهري، كان مقيماً في المحمرة وهو عالم وقور وإمام جماعة فيها. [7] 

والنتيجة التي ننتهي إليها إن الهجرة الأحسائية إلى مُهر وغيرها على أقل التقادير تعود إلى بداية القرن الحادي عشر، وإن كان لا يبعد رجوعها إلى القرن العاشر الهجري، بعد دخول الدولة العثمانية إلى الأحساء سنة 957 هـ ، والضغط على الأهالي بضرائب مالية أنهكت كاهل السكان، مع انعدام الأمن، أدت إلى هجرات جماعية إلى مختلف المناطق كالبحرين وعمان وهرمز وبلاد فارس ونجد وغيرها.

من العوائل الأحسائية في مهر:

أشارت الوثيقة إلى أن مُهر قطنها عدد من العوائل الأحسائية وبالخصوص السادة وقد ذكرت بعضاً منها:

- أحفاد السيد عبد الرضا بن عبد النبي، وهو من ذرية السيد أحمد بن محمد المدني الأحسائي الذي نزح إلى الأحساء حدود القرن الثامن الهجري وسكن بلدة التويثير، وهم من أبنائه الأربعة:

1 - آل الديهي: نسبة إلى السيد ديهم «ديهي» بن عبد الرضا بن عبد النبي بن علي بن محمد بن عبد الرضا بن عبد النبي بن علي بن السيد أحمد المدني، وهو أخ السيد أبو طالب المعروف ب «حاجي» جد أسرة السادة الحاجي بالتويثير، ولم يبقى لهم ذرية في الأحساء[8] .

2 - آل الحاجي: وهم ذرية السيد أبو طالب «حاجي» بن السيد عبد الرضا بن عبد النبي الحسيني، وقد أنسلوا فيها، وبرز منهم عدد من العلماء الأجلاء في مهر على مدى العصور.

3 - آل عباد: وهم السادة ذرية السيد عبَّاد الله بن السيد عبد الرضا بن السيد عبد النبي الحسيني، وهو من أجلاء البيوت في 

مُهر، وقد لمع في هذا البيت عدد من العلماء الأجلاء على مرّ السنين.

4 - آل الحسن: وهم ذرية السيد حسن بن السيد عبد الرضا بن السيد عبد النبي الحسيني، وهم ممن هاجر مع أبناء عمومتهم لكن ليس لدينا تفصيل عن هذا الفرع من الأسرة وعن أعلامهم.

وقد عرف أبناء الفروع الأربعة من أبناء العمومة في مُهر بمرور الزمن ب «آل المهري» نسبة للبلدة التي نزحوا لها، أو الحسيني، وكانوا لفترة يلقبون أنفسهم ب «الأحسائي» أو «اللحسائي».

وقد ثبت نسب سادة الحاجي في مُهر النسابة الشهير السيد عبد الرزاق كمونة، في مشجرة أثبتها من خلال مصادره، وقد صادق عليها سبعة من كبار الأعلام، ضمن إجابة سؤال عن نسب هذه الأسرة وأصولها إجابة لسؤال العلامة السيد عباس بن حسن المهري.


 ونص الوثيقة:[9] بسم الله تعالى، وله الحمد، تم استنساخ هذه المشجرة منتصف ليلة الجمعة الثامن من شعبان سنة 1409، بقلمي وأنا راجي عفو ربي الغني هادي بن السيد يس آل باليل الموسوي، وقد كتب أصلها باسم العالم الفاضل السيد عباس بن السيد حسن الموسوي المهري المتوفى سنة 1408، وعليها شهادات جماعة من كبارِ علمائنا ومشاهير علماء النسب في زماننا مُعترفين بصحتها بالعبارات التالية:

1 - بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين..وبعد فإن هذه المشجرة كتبت باسم العالم الفاضل السيد عباس بن السيد حسن بن السيد هاشم الموسوي المهري، وهكذا سياق نسبه مطابق لما في متن المشجرات التي بيده والسادة المهرية معروفون بصحّة النسب وعلو الحسب، انتقلوا من التويثير من قرى الأحساء إلى قرية مهر، فأولدوا وانتشروا بها. وكتبه الراجي عفو ربه أقل العباد عبد الرزاق بن السيد حسن كمونه. حرره في 12 من جمادى الأول سنة 1388 هـ جرية «ختم السيد عبد الرزاق».

2 - بسم الله الرحمن الرحيم. وبه ثقتي وبعد فإن ما كتبه العلامة النسابة الثقة المعتمد مولانا السيد عبد الرزاق بقلمه النزيه، مما استخرجه من كتب الأنساب وبعض المشجرات المعتبرة مما يثبت به صحة إيصال نسب العلامة الفهامة صدر الأفاضل الأعلام ملاذ الشيعة في سائر الناس مولانا الحاج السيد عباس الموسوي المهري - دامت بركات وجوده - حرره الفاني الشهير بآقا بزرك الطهراني، عفي عنه في غرة ج2 سنة 1388 . «ختم الشيخ آقا بزرك الطهراني».

3 - بسم الله الرحمن الرحيم. أن ما في هذه المشجرة المباركة باستخراج حضرة العلامة النسابة السيد عبد الرزاق كمونة - حفظه الله تعالى - العالم بأنساب السادة الأطهار أدام الله عزهم من اتصال نسب سيدنا العلامة السيد عباس المهري دام عزه بأهل البيت سلام الله عليهم أجمعين صحيح موجب للوقوف والاطمئنان. كتبه أقل السادات محمد تقي بحر العلوم  ختمه.

4 - بسم الله الرحمن الرحيم. إن ما في هذه المشجرة المباركة باستخراج العلامة النسابة السيّد عبد الرزاق كمونة، دامت بركاته وشهادة الأعلام بذلك يثبت اتصال نسب سيدنا العلامة الحاج السيد عباس المهري أيده الله بأهل البيت عليهم الصلاة والسلام. وحرره في النجف الأشرف في 29 رجب المرجب سنة 1388، أبو القاسم الموسوي الخوئي. ختمه.

5 - بسم الله الرحمن الرحيم. إن هذه المشجرة المباركة التي توصيل نسب سيدنا العلامة الجليل السيد عباس المهري، بأجداده الأئمة الطاهرين عليهم الصلاة والسلام تبعث على الأمل في أن تنطلق هذه الأسرة مواصلة لخدماتها الدينية الكبيرة ومتحلية بمقاماتها العلمية والروحية ولي التوفيق. محمد باقر الصدر. ختمه.

6 و7 - وفي المشجرة شهادتان أيضاً للشيخ محمد حسين حرز الدين، والسيد محمد صادق بحر العلوم، بصحة النسب تحقيقاً واعتماداً على تحقيق العلامة آقا بزرك الطهراني والنسابة السيد عبد الرزاق. أنتهى.

ومن الأسر الأحسائية الأخرى التي سكنت مُهر:

- بن بطال: وهي أسرة تعود بأصولها إلى قرية البطالية، وتعرف بلادهم قديماً ببلاد بن بطال، ويرجع سبب التسمية إلى بطّال بن مالك بن بطال بن إبراهيم العيوني «ت 538 هـ ».

- أبو هجرس: عائلة أحسائية قديمة، لا يعرف مسكنها بالتحديد في الأحساء، من رجالات هذه الأسرة: علي بن سلطان أبي هجرس كان على قيد الحياة في عام 1161 هـ ، ومحمد علي أبي هجرس ورد اسمه في وثيقة عام 1176 هـ .[10] 

هذه الأسر تمثل عينات من الوجود الأحسائي في منطقة مُهر خلال القرن الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، وهي جزء من الأسر التي هاجرت إليها من الأحساء.

أعلام الأحساء المهريين

ساهمت المصادر في التعرف على عدد من أعلام السادة من ذرية السيد عبد الرضا بن عبد النبي، ممن سكن في قرية مُهر، نستعرض من توصلنا لترجمته وهم جميعاً من ذرية السادة إما إل الحاجي أو آل العباد، وسوف نستعرض أعلام كل مجموعة لوحدها من هاتين الأسرتين:

السادة آل الحاجي المهري:

1 - السيد علي بن إبراهيم الحسيني الحاجي «كان حياً سنة 1161 هـ »:

السيد علي «عليخان» بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الحسين بن السيد عبد النبي بن عبد الحسين بن عبد الرضا بن عبد النبي بن أبوطالب «المعروف بحاجي» بن عبد الرضا بن عبد النبي بن علي بن محمد بن عبد الرضا بن عبد النبي بن علي بن السيد أحمد المدني الموسوي المدني الأحسائي المهري، لا يعرف بالتحديد تاريخ ولادته وهل ولد في الأحساء أو في قرية مُهر، كان على قيد في 24 ربيع الثاني سنة 1161 هـ ، فقد صادق على وثيقة مبايعة، ولعله عاش إلى بعد هذا التاريخ.

سجل أسمه هكذا:  جرى ذلك حسبما ذكر بمحضر من الأقل الجاني علي بن إبراهيم الحسيني، عفى الله عنه .

خلف هناك ثلاثة من الأبناء وهم:

1 - السيد عبد الحسين: ستأتي ترجمته.

2 - السيد محمد خان: عرف من أبنائه عبد النبي.

3 - السيد هاشم: سنأتي على ذكره.

وهو ممن عاش خلال القرن الثالث عشر، ولا يعرف بالتحديد تاريخ وفاته.

2 - السيد عبد الحسين بن علي خان الحاجي «كان حياً سنة 1206 هـ »:

السيد عبد الحسين بن السيد علي خان بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الحسين بن السيد عبد النبي الحسيني الحاجي الموسوي الأحسائي المدني المُهري، سكن «مُهر» من خرم شهر، وفيها كان ينسخ الكتب.

منسوخاته:

في المشجر للسادة المهري يقول النسابة الكبير السيد عبد الرزاق كمُّونة تحت أسم السيد عبد الحسين:

 وجدت بخطه مجموعة كتب في آخرها: >تمَّت وبالخير عمّت، بخط الفقير قليل البضاعة كثير التقصير؛ عبد الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الحسين بن عبد النبي الحسيني اللحسائي المدني، نزيل قرية مُهر تابعة للفال، وأسير بلدة من فارس، في يوم الخامس عشر من شهر شوال كثير الخير والإقبال سنة 1206 هـ ، ونلتمس من القارئين والمستمعين المسامحة أعني بهم الإخوان، وإن صدر في الخط سهو أو غلط في الكتابة، فإني في طريق مكة ونسخته كثيرة الخلط، ومع والدتي في قرية تُسمَّى التويثير، قرية من قرايا اللحسا.

وكنا على رحيل والخرجيَّة قليل، وحصل لنا بعض تألمٍ من هذا السبب، فإن صدر في الخط زلل أو خطأ نلتمس منكم المسامحة والإحسان، نرجو من الله الغفران أن يغفر لنا ولكم ولجميع إخواننا المؤمنين والمؤمنات ويجعلنا وإياكم من العائدين إلى بيت الله الحرام، السنة السادسة بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية[11] .

وقد خلف أربعة من الأبناء وهم:[12] 

1 - عباس: وقد أنجب علي أكبر.

2 - أحمد: ومن أبنائه موسى.

3 - عبد علي: وقد أنجب أسد خان.

4 - إبراهيم: وأبنائه: عبد الحسين وجعفر وعلي خان.

3 - السيد هاشم بن السيد علي الحسيني الأحسائي المهري «القرن الثالث عشر»:

السيد هاشم بن السيد علي خان بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الحسين بن السيد عبد النبي الحسيني الحاجي الموسوي الأحسائي المدني المُهري، سكن «مُهر»، من أعلام القرن الثالث عشر.

درس على والده السيد علي خان، وأخذ على أعلام عصره سواء في مُهر أو المراكز العلمية المختلفة.

يظهر أنه بلغ الاجتهاد والفقاهة، قال عنه السيد عبد الرزاق كمّونه: >كان علماً جليل القدر يعمل بفتواه[13] .

4 - السيد علي بن هاشم الحاجي الأحسائي المهري «القرن الثالث عشر»:

السيد علي بن السيد هاشم بن السيد علي خان بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الحسين بن السيد عبد النبي الحسيني الحاجي الموسوي المدني الأحسائي المُهري، ولد كما يظهر في مُهر وعاش فيها، تلقى أوائل علومه على والده وبعض أعلام عصره، ولعله هاجر إلى المراكز العلمية لأخذ الدرس العلمي.

ذكره السيد كمّونة، في مشجرة آل المهري، فقال: كان عالماً فاضلاً قاضيا[14] .

5 - السيد هاشم بن علي بن هاشم الحاجي الأحسائي المهري «توفي سنة 1318 هـ »:

هاشم بن السيد علي بن السيد هاشم بن السيد علي خان بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الحسين بن السيد عبد النبي الحسيني الحاجي الموسوي الأحسائي المدني المهري، ولد بقرية مُهر خلال القرن الثالث عشر، فأخذ دروسه على والده وبعض أعلام عصره.

عالم فاضل جليل القدر، ذكره السيد عبد الرزاق كمونه ضمن مشجره لأسرة السادة آل المهري، فقال: كان عالماً فاضلاً توفي سنة 1318 هـ .[15] 

6 - السيد حسن بن السيد هاشم الحسيني الأحسائي المهري «ت 1344 هـ »:

السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد علي بن السيد هاشم بن عليخان بن إبراهيم بن عبد الحسين بن عبد النبي بن عبد الحسين بن عبد الرضا بن عبد النبي بن أبوطالب آل حاجي المدني الأحسائي المُهري.

ولد في قرية مُهر وفيها نشأ وترعرع.

تزوج في مهر وخلف خمسة من الأبناء هم:

1 - حاجي درج.

2 - هاشم.

3 - عبد الله.

4 - محمد تقي درج.

5 - العلامة السيد عباس المهري.

ذكره السيد عبد الرزاق كمونة، فقال: كان سيداً فاضلاً توفي في محرم سنة 1344 هـ .[15] 

7 - السيد هاشم بن حسن الحاجي المهري «1318 - 1384 هـ »:

السيد هاشم بن السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد علي بن السيد هاشم بن السيد علي خان بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الحسين بن السيد عبد النبي الحسيني الحاجي الموسوي المدني الأحسائي المهري.

ولد في بلدة مُهر سنة 1318 هـ ، وفيها نشأ وترعرع وأمضى جميع حياته بين أخوته وأهل بلدته.

بدأ السيد هاشم مسيرته العلمية في بلدة مُهر، وكان طموحه التوجه للدراسة الدينية في النجف الأشرف، لولا الظروف الصعبة التي منعته نتيجة لرحيل والده السيد حسن وتصديه لرعايته أخوته، إلا أن هذا لم يقف أمام إرادته وحلمه، فبدأ بالدراسة الدينية عند أعمامه وبعض العلماء الموجودين في البلاد، حتى حاز مرتبة علمية جيدة، وأتقن الأحكام الشرعية وأصبح مربياً وموجهاً في مجتمعه، مشهود له بالفضيلة العلمية.

من أبرز صفاته المشهود له بها الجود والكرم والشجاعة والأقدام مساعدة الآخرين، ومضى حياته على هذا النهج حتى وافاه الأجل سنة 1384 هـ ، في بلدة مُهر، ورثاه الشعراء والأدباء، فكان ممن رثاه الشاعر عبد العزيز العندليب، وقد أرخ فيها وفاته: >ضيف الإله عبده هاشم[16] .

8 - السيد عباس بن حسن الحاجي المهري «1333 - 1408 هـ »:

السيد عباس بن السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد علي بن السيد هاشم بن السيد علي خان بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الحسين بن السيد عبد النبي الحسيني الحاجي الموسوي المدني الأحسائي المُهري.

ولد في مدينة مُهر، سنة 1333 هـ ، وهي من توابع مدينة «لار»[17] ، والدته السيد خديجة التي يرجع نسبها إلى السيد هاشم البحراني، وفيها كانت نشأته وبداياته العلمية، توفي والده وهو ابن 12 سنة، فكفله أخوه الأكبر السيد هاشم.

دراسته الدينية:

توجه للدراسة الدينية الى النجف الأشرف بعد تحمل مشاق الطريق وبدأ منذ وصوله بتلقي العلوم الدينية بشغف بالغ وبدون أن يقضي يوماً في غير الدراسة حتى أيام العطل كان لا ينفك من المطالعة والتحقيق في زوايا الكتب.

كان يقول: دروسي كانت مركزة جداً كنت أتلقى ثلاثة دروس يوميا وأقوم بتدريس درسين بالإضافة الى مباحثة ثلاثة دروس أخرى مع أصحابي[18] .

فكان من أساتذته:

1 - السيد محمود الشاهرودي.

2 - السيد محمد تقي بحر العلوم.

3 - السيد محمد باقر المحلاتي.

ثم طلب منه جماعة من أهل الكويت أن ينتقل اليهم ويرشدهم ويعلمهم، فلم يتنازل عن الهجرة من النجف الا بعد استشارة كبار أساتذته وفي مقدمتهم المحلاتي الذي كان يرى فيه صورة المربي والوالد والمعلم في آن واحد فأصروا جميعهم على استجابة طلب أهالي الكويت، وعند وصوله بنوا له مسجداً «يُدعى مسجد شعبان».

يقول ابنه السيد محمد جواد في مخطوطة عن حياة والده: دخل عليه رجل عادي في أيام عجزه وكبر سنه ومرضه فقام احتراماً له ولكن بصعوبة شديدة حتى اتّكأ على الجدار ليتمكن من الوقوف على قدميه.

ولمّا خرج ذلك الشخص من عنده قلت له: أبي لِمَ تؤذي نفسك؟ لا داعي للقيام وأنت بهذه الحال من الضعف والمرض علما بأن الرجل لم يكن ذا مكانة خاصة تستدعي هذا الاحترام.

نظر إليّ نظرة ذات مغزى وبعد لحظات قال: من أين تعلم أن مقامي عند الله أعلى من مقامه؟ أنا لم استطع إلى الآن أن أعطي هذه الآية حقها ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، ثم لا تنسَ يا ابني أن أولياء الله مجهولون وقد أخفاهم الله بين عباده فيا تُرى ماذا أُجيب ربي لو كان هذا الإنسان المجهول وليّاً من أوليائه ولم أوفّه حقّه من التبجيل والتقدير[19] .

ويقول أبنه السيد مرتضى المهري من صفات والده:

 فوالدي سماحة العلامة السيد عباس المهري - رحمه الله تعالى - كان شديد الورع والزهد بحيث كان يصعب علينا نحن اولاده تحمل زهده بالرغم من شدة حبنا واحترامنا له وقد تحمل مصاعب شديدة في هذا البلد لنشر احكام الشريعة وتثقيف الناس بمعارف دينهم وكان متعبدا بالمستحبات وترك المكروهات مهما أمكن .

ويقول السيد محمد جواد المهري عن والده:

كان رحمه الله دائم الوضوء ويهتم بالمستحبات كإهتمامه بالواجبات ويتجنب المكروهات كتجنبه المحرمات، يصلي بتأن وهدوء، ولا يترك النوافل حتى في الأيام الصعبة. يقوم من نومه قبل الفجر بساعتين حتى لو لم يمض من نومه واستراحته الا القليل فما رأيناه نائما قبل الفجر أبدا.

استيقظت ذات ليلة بعد منتصف الليل فرأيته واقفا في ساحة المنزل، تحت السماء وفي الظلام رافعا يديه الى السماء خاضعا خاشعا يدعو ربه ويبكي بكاء شديدا. استغربت ذلك فظننت أن به ألما أو يشكو من أمر، وفي اليوم التالي نقلت القصة للوالدة رحمها الله فضحكت وقالت: هذه عادته منذ عرفته وليس أمرا جديدا. وفي السنوات الأخيرة من حياته كنت أراه يستيقظ قبيل الفجر أكثر من ثلاث ساعات أي أنه قليلا من الليل ما يهجع ويقضي ساعات الليل الأخيرة في الصلاة والدعاء والقرآن، وكان يتلذذ بقراءة القرآن والدعاء خاصة في ليالي شهر رمضان المبارك.[20] 

أبنائه:

خلف سماحة السيد المهري سبعة من الأبناء، وأربع من النبات، والأبناء هم:

العلامة السيد محمد المهري، والسيد محمد رضا، والسيد محمد جواد، والسيد مرتضى، والسيد أحمد، والسيد علي، والسيد محسن.

وفاته:

دنت منه الوفاة بعد حياة حافلة بالنشاط عن عمر 75 سنة بجوار السيد فاطمة المعصومة بتاريخ 26 جمادى الثاني سنة 1408 هـ ، ودفن في حرم السيد المعصومة سلام الله عليها.[21]   


فكان ممن رثاه الشيخ محمد باقر الإيرواني، وقد أرخ تاريخ وفاته:

قد كان للأحباب ذخراً وقد

خيبنا الدهر من الذخرِ

وحوزة العلم به أفجعت

بعد الهنا وبهجة البشرِ

وجوده كان لنا نافعاً

لم نك ننساه مدى العمرِ

أرّخت «بل شفيعه المصطفى

عباس نجل الحسن المهري»

9 - السيد محمد بن عباس الموسوي الحاجي المهري «ت 1423 هـ »:

السيد محمد بن السيد عباس بن السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد علي بن السيد هاشم بن السيد علي خان بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الحسين بن السيد عبد النبي الحسيني الحاجي الموسوي المدني الأحسائي المُهري.

ولد في الكويت بعد انتقال والدها إليها، فنشأ نشأة علمية على يدي والده وأخذ على يده بعض معارفه، درس المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة في الكويت، وعندما شب تزوج أبنة المرجع الديني السيد محمود الشاهرودي.

دراسته الدينية:

هاجر إلى النجف الأشرف وتتلمذ على عدد من أعلامها، ثم سنة 1400 هـ ، أنتقل إلى إيران لإكمال مشواره العلمي، وبقي فيها إماماً للجماعة ومدرساً وخطيباً حسينياً إلى سنة 1414 هـ ، حيث رجع إلى وطنه الكويت وتولى إمامة الجماعة مكان والده في مسجد شعبان.

توفي رحمه الله أول ذي القعدة سنة 1423 هـ ، ودفن في مقبرة الصليبخات بالكويت.[22] 

10 - السيد مرتضى بن عباس الحاجي المهري «1366 -»:

السيد مرتضى بن السيد عباس بن السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد علي بن السيد هاشم الموسوي الحاجي الأحسائي المدني المُهري، ولد في الكويت في 24 من شهر محرم الحرام سنة 1366 هـ.[23] 

ذكر في سيرته الذاتية عن نباهته وعلو همته: >دخلت المدرسة الوطنية الجعفرية في الكويت ولم أكمل ست سنين وأنهيت الصف الثاني المتوسط ولم أكمل الحادية عشرة لأني بدأت بالصف الثاني<.

في بداية عهده العلمي أعتمد على التثقيف الذاتي واستفاد من مكتبة والده التي كانت غنية بالمصادر العلمية المختلفة، كما حضر بعض الدروس على والده العلامة السيد عباس المهري.

إلا أن شغفه بالعلم والرقي إلى أعلى المراتب العلمية دفعه للهاجرة إلى النجف الأشرف في شهر شوال سنة 1382 هـ ،

حضر دروس الخارج في الفقه والأصول على السيدين:

- الإمام السيد روح الله الخميني.

- السيد أبو القاسم الخوئي

- الميرزا محمد باقر الزنجاني

- السيد علي السيستاني.

ثم اتجه لظروف قاهرة إلى حوزة قم المقدسة وفيها قام بإعطاء الدروس الخارج في الفقه والأصول والتفسير.

بعدها رجع إلى الكويت وفيها راح يؤم الجماعة ويلقي دروس في التفسير ويجيب على الاستفتاءات المختلفة وفق مباني السيد السيستاني.

11 - السيد إسماعيل بن هاشم الحاجي المهري:

السيد إسماعيل بن السيد هاشم بن السيد حسن بن السيد هاشم بن السيد علي بن السيد هاشم الموسوي الحاجي الأحسائي المدني المُهري.

ولد في مُهر التي يقيم فيها والده السيد هاشم، ولعله درس على يديه بعض الدروس ثم توجه إلى قم المقدسة فأخذ على أعلامها حتى نال حضه من المعرفة والعلم.

وعند تأسيس مؤسسة المعارف الإسلامية، على يد عمه السيد عباس في 15 ربيع الأول سنة 1405 هـ ، عين السيد إسماعيل مديراً للمؤسسة.

من العلماء المعاصرين، لم نتوصل لتاريخ مولده، وأساتذته في قم المقدسة.

السادة آل العباد المهري:

12 - السيد محمد بن عباس العباد المهري «1309 - 1388 هـ »:

السيد محمد بن السيد عباس بن علي بن إبراهيم بن محمد بن علي بن هيبة الله بن عبَّاد الله بن عبد الرضا بن عبد النبي بن محمد بن عبد الرضا بن عبد النبي بن علي بن السيد أحمد المدني الأحسائي المُهري.

علماً فاضلاً، ولد في مُهر سنة 1309 هـ ، وقد هاجر إلى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية سنة 1329 هـ ، عن عمر عشرين سنة وحضر عند عدد من العلماء:[24] 

1 - الشيخ محمد علي بن الشيخ محمد رضا القوجاني.

2 - السيد أبو تراب الموسوي الخونساري.

3 - السيد أحمد اللاهيجاني.

وغيرهم من أجلاء العلماء، بعدها عاد إلى موطنه مُهر، وهناك جاء إليه بعض أعيان «خُرَّمشَهر» من أقليم خوزستان أن يحط رحاله عندهم ويقوم بواجبه الديني من الوعظ والإرشاد وإمامة الجماعة، يقول ابنه السيد عباس المُهري في كتاب «الإفاضة في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات»: «منهم سماحة الحجة الوالد الحاج السيد محمد المُهري نزيل المحمَّرة «خرمشهر» سلمه الله تعالى، فقد طلب منه جماعة من أعيان البلدة بعد رجوعه من «النجف الأشرف» أن يقيم هناك رحله، ويقوم بمهمة العالم الديني من إقامة الفرائض وحل مشاكل الناس والوعظ والإرشاد وما إلى ذلك.

وهو يعرف بالجود والكرم، وبيته مأوى للضيوف، ولا يخلو بيته عن الضيف في حال. وهو دام فضله معروف بالفضل والزهد، وله مكانة في النفوس، وهو أهل لذلك، وله سعة إطلاع في أبواب الحديث ودقة نظر في كتاب الله، ونظرة ثاقبة فيما يعرض عليه من الأمور وفهم.

وله مكانة محترمة في العراق وإيران عند ذوي الفضل، ولا غرو، فلا يعرف ذوى الفضل إلا ذووه. وهو كثير الشفقة عليَّ وما بلغت ما بلغت من التوفيق إلا ببرکات دعواته المباركة، أطال الله بقاه وسلمه، ووفقني الله لتحصيل مرضاته»[25]  .

وفيها أنشأ حسينية تعرف ب «حسينية آية الله مُهري».

كان مشجعاً ومحفزاً لولده السيد عباس لدراسة العلوم الدينية، وربما أخذ أبنه عليه قبل هجرته إلى النجف الأشرف والاستقرار فيها.

توفي المرحوم السيد محمد المهري في يوم الخميس ۲۷ رجب من عام ۱۳۸۸ه، ونقل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف حيث دفن إلى جوار ولده المترجم له في مقبرة وادي السلام[26] .

13 - السيد عباس بن محمد العباد المهري الأحسائي «ت 1380 هـ »:

السيد عباس بن السيد محمد بن السيد عباس بن علي بن إبراهيم بن محمد بن علي بن هيبة الله بن عبَّاد الله بن عبد الرضا بن عبد النبي بن محمد بن عبد الرضا بن عبد النبي بن علي بن السيد أحمد المدني الأحسائي المُهري.

ولد في بلدة مهر التابعة لمدينة لار جنوب إيران عام 1328 هـ ‍ الموافق لعام 1907م، نشأ في ظل أسرة علمية فوالده أحد العلماء، بدأ بتعلم القرآن الكريم والكتابة والحساب في السابعة من عمره، ثم حضر المقدمات عند: والده السيد محمد[27] .

وكانت فيها بدايته إلا أن طموحه لطلب العلم كبير، حتى واتت الفرصة وقد تحقق الحلم القديم للشاب الطموح بوصوله إلى العتبات المقدسة حيث تشرف، إلى جانب المرحوم والده السيد محمد الموسوي المهري، بزيارة الإمام الحسين×، وأخيه أبوالفضل العباس بن أمير المؤمنين سلام الله عليه، بمناسبة يوم عرفة وعيد الأضحى لعام ۱۳4۳ هـ..

وبعد الانتهاء من زيارة كربلاء المقدسة توجها إلى النجف الأشرف، ليغادرها المرحوم العلامة السيد محمد الموسوي المهري، تارك بها ولده فيها ليرتع من حياض العلم فيها[28] .

أساتذته:

وفي النجف الأشرف بدأ بجد ومثابرة، يقول عن هذه المرحلة:

«کنت طالبا في إحدى مدارس الحوزة العلمية النجفية، وكنت شاباً لم أتزوج بعد وفي العادة كنت وغيري من الطلبة نقضي كل ليلة، حتى ساعة متأخرة منها، في مراجعة ما کنا درسناه في النهار أو ما سوف ندرسه في يوم غد. وفي بعض الليالي كان ينتابني الإحساس بالتعب مبكراً، فأهم بالنوم، ولكن عندما كنت أطفئ السراج وأشاهد أن هناك من الطلبة من لا يزال سراجه مشتعل، وهو ما يعني أنه لا يزال يدرس أو يراجع دروسه، فأتراجع عن قرار النوم وأعود إلى القراءة مرة أخرى، قائلا لنفسي أفهل أنت أقل طاقة من أولئك الذين لا زالوا يدرسون...

وهكذا حتى تنطفئ كل السرج، وأتأكد بأن زملائي من الطلبة بأجمعهم استسلموا للنوم، ولم يبق أحد منهم لازال مستيقظا...»[29] .

فكان من أساتذته:[30] 

دروس السطوح عند:

- السيد علي النوري.

- الشيخ الميرزا فتاح الشهيدي.

- الشيخ الميرزا أبو الحسن المشكيني.

- الميرزا محمود الشيرازي.

ثم حضر البحث الخارج عند:

- الشيخ الميرزا محمد حسين النائيني.

- الشيخ آقا ضياء الدين العراقي.

- الشيخ محمد حسين الكمپاني الأصفهاني.

- الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء.

- الشيخ موسى الخوانساري.

- السيد محمود الشاهرودي.

- السيد أبو القاسم الخوئي: يقول ابنه عنه: > وكان من الملازمين لأبحاث الخارج التي كان يلقيها زعيم الحوزة النجفية آنذاك المرجع السيد الخوئي، سمعت منه قوله: «لم يفتنى درس استادى الخوئي منذ وصولي النجف الاشرف ولمدة عشرين سنة إلا يوماً واحداً لم اتمكن من الحضور إلى الدرس بسبب المرض»[31] .

وفي عام 1356 هـ ‍ طلب منه السادة أبناء عمه السفر إليهم في الكويت للتعليم والإرشاد فاستجاب لهم وظل يتردد على النجف الأشرف في كل عام فكان في الكويت يؤم الجماعة ويعلم الأحكام الشرعية والمعارف الحقة والأخلاق الفاضلة وحل المشاكل الاجتماعية ويرقى المنبر.

مؤلفاته:

1 - الإفاضات في حكم مشكوك التذكية.

2 - تقريرات بحوث الشيخ النائيني في الأصول.

3 - رسالة في الاجتهاد والتقليد.

4 - رسالة في المتعة.

5 - رسالة في جملة من الفروع الفقهية.

انتقل إلى رحمة الله في العاشر من شوال1380 هـ ‍، في حادث مؤسف وهو راجع من النجف الأشرف للكويت قرب البصرة، ووري الثرى بوادي السلام، بعد أن صلى عليه الشيخ الميرزا باقر الزنجاني.

14 - السيد محمد باقر بن عباس العباد المهري «1368 -1436 هـ »:

السيد محمد باقر الموسوي المهري بن السيد عباس بن السيد محمد بن السيد عباس بن علي بن إبراهيم بن محمد بن علي بن هيبة الله بن عبَّاد الله بن عبد الرضا بن عبد النبي بن محمد بن عبد الرضا بن عبد النبي بن علي بن السيد أحمد المدني الأحسائي المُهري، ولد في الكويت يوم السبت 25 صفر 1368 هـ .

فنشأ نشأة دينية على يد والده العلامة السيد عباس المهري، فعاش محباً للعلم والمعرفة.

درس في الحوزة العلمية في النجف على نخبة من أعلامها منهم:

1 - الشيخ مجتبى اللنكراني «الرسائل والمكاسب» و«الكفاية».

2 - صدرا البادكوبي.

3 - الشيخ حسين الراستي الكاشاني، وغيرهم.

وبعد أن تجاوز هذه المرحلة من الدراسة حضر البحث الخارج «الفقه والأصول» لدى:

4 - السيد أبو القاسم الخوئي.

5 - السيد الشهيد محمد باقر الصدر.

عرف السيد المهري بنشاطه الاجتماعي وعلاقاته الواسعة، تولى إمام مسجد الإمام علي×، في منطقة العمرية في الكويت، وكذلك رئيس لجنة العلاقات الإسلامية - المسيحية، وتولى منصب أمين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت الذي كان من مؤسسيه.

من مؤلفاته:[32] 

- فلسفة الحج.

- سيرة الشهيد محمد باقر الصدر.

وله بعض المقالات المتفرقة في الصفحافة.

وفاته:

توفي في منزله الكائن في منطقة الجابرية يوم السبت 17 رمضان 1436 هـ ، بعد عمرٍ حافل بالعطاء.


 




 

من صور أعلام آل المهري ​السادة آل الحاجي الأحسائي المهري

السيد هاشم بن السيد حسن المهري

السيد عباس بن السيد حسن المهري



​السيد محمد بن السيد عباس بن السيد حسن المهري



​سماحة العلامة السيد مرتضى المهري



السادة آل عباد المهري

​السيد محمد بن السيد عباس العباد الأحسائي المهري


 

سماحة السيد عباس بن السيد محمد بن السيد عباس العباد الأحسائي المهري



​السيد محمد باقر بن السيد عباس بن السيد محمد المهري

 





 

 

[1] الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات، سماحة آية الله السيد عباس الموسوي المهري «1328 - 1380 هـ : 19.

[2] الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات: 19.

[3] الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات: 20.

[4] وثيقة زودنا بها المهندس السيد علي بن السيد محمد الحاجي.

[5] حصلنا على صورة الوثيقة من المهندس السيد علي بن السيد محمد الحاجي.

[6] هامش كتاب: الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات: 19.

[7] نقل لنا ذلك السيد علي بن السيد محمد الحاجي وقد التقى به في منزل السيد محمد باقر المهري في الكويت.
[8] معلومات أفادنا بها المهندس السيد علي بن السيد محمد الحاجي، بتصرف عن كتاب مخطوط كتبه طه الهنداوي بطلب من السيد محمد بن السيد سلمان الحاجي «ابو سيد غالب» ونقل طه الهنداوي هذه المعلومات عن السيد عبد الله بن السيد علي بن السيد إبراهيم الحاجي التويثيري، وكان زعيم ورأس سادة الحاجي في الأحساء، والمقيم بكربلاء والمدفون في صحن العتبة العلوية الشريف بالنجف الاشرف، وهو والد الأستاذ الدكتور السيد علي الحاجي.

[9] زودنا مشكوراً بالوثيقة المهندس السيد علي بن السيد محمد الحاجي

[10] أسر أحسائية منقطعة، حسين جواد حسين الرمضان، مقال نشر على موقع المطيرفي.

[11] الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات، مشجرة السادة المهري: 131.

[12] مشجر السادة المهرية.

[13] مشجرة السادة آل المهري

[14] مشجرة السادة آل المهري

[15]  مشجرة السادة آل المهري.

[16]  أضواء على سيرة سماحة العلامة آية الله السيد عباس السيد حسن المهري: 23 - 27، بتصرف وإيجاز

[17]  أضواء على سيرة سماحة العلامة آية الله السيد عباس السيد حسن المهري، محمد جواد المهري، دار المرتضى: بيروت، الطبعة الأولى: 1432 هـ : 21.

[18]  أضواء على سيرة سماحة العلامة آية الله السيد عباس السيد حسن المهري: 28

[19]  أضواء على سيرة سماحة العلامة آية الله السيد عباس السيد حسن المهري: 75

[20]  أضواء على سيرة سماحة العلامة آية الله السيد عباس السيد حسن المهري: 69.

[21]  أضواء على سيرة سماحة العلامة آية الله السيد عباس السيد حسن المهري: 95.

[22] أضواء على سيرة سماحة العلامة آية الله السيد عباس السيد حسن المهري: 106.

[23]  استفدنا سيرته من موقعه وسيرته الذاتية التي كتبها بقلمه.

[24] أعلام هجر من الماضين والمعاصرين، هاشم بن السيد محمد الشخص، مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية: قم، الطبعة الأولى: 1435 هـ : 5/21.

[25] أعلام هجر: 5/22

[26]  الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات: 22.

[27]  صفحة رياض العلماء على الفيس بك

[28]  الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات: 20.

[29]  الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات: 22.

[30]  صفحة رياض العلماء على الفيسبوك.

[31]  الإفاضات في حكم مشكوك التذكية من الحيوانات: 23.

[32]  أعلام هجر: 5/26.