آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

الأطفال المتعرضون للعنف المنزلي يعانون من تطور إدراكي ضعيف

عدنان أحمد الحاجي *

تستكشف دراسة جامعة ميزوري تأثير الشخصيات الأبوية المتعددة في تأخير التطور/ النمو العصبي للرضع.

17 سبتمبر 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم :  262 لسنة 2021

Infants exposed to domestic violence have poorer cognitive development

September 17,2021

أثناء تقييمها حالة امرأة حامل في حالة ولادة مبكرة في عام 1983، لاحظت ليندا بولوك Linda Bullock كدمات على المرأة. عندما سألتها عما حدث لها، أخبرتها تلك المرأة أن ثلاجة سقطت عليها أثناء تنظيفها المطبخ.

”يبدو أن هناك مشكلة، لكنني لم أكن أعرف ماذا أقول في ذلك الوقت.“ ولذا أكتفيت بأن أنتقل إلى سؤالي التقييمي التالي ”، كما قالت بولوك، وهي الآن بزفسورة فخرية في كلية التمريض بجامعة ميزوري سنكلير Missouri Sinclair.“ أوقفنا مخاضها وأرسلناها إلى البيت، لكنني سأراهن أنني أرسلتها إلى حيث تتعرض إلى معاملة تعسفية، وقد أثار ذلك اهتمامي بمساعدة الممرضات الأخريات في مساعدة النساء المعنفات. ما لم نكن نعرفه في ذلك الوقت هو تأثير العنف على الرضع ".

ساعدت بولوك في تنفيذ برنامج DOVE للزيارات المنزلية للمعنفات وهو عبارة عن تدخل تقوم ممرضات الصحة العامة بتوزيع كتيبات تهدف إلى منع وتقليل عنف شركاء الحياة ضد النساء الحوامل وبعد ولادتهن وأطفالهن الرضع في ريف ولاية، ميزوري، والذي يمكّن من التخطيط من أجل سلامة وخفض العنف المنزلي لمئات من النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لسوء المعاملة. من خلال زياراتنا المنزلية عرفنا أن العديد من النساء اللواتي تعرضن لإساءة للمعاملة لديهن ما يصل إلى تسعة شركاء رومانسيين مختلفين أثناء الحمل وبعده، أجرت بولوك دراسة لمعرفة تأثير الشخصيات الأبويةالمتعددة «للتعريف، راجع [1] » على التطور المعرفي للرضع حديثي الولادة.

بعد إجراء فحوصات التطور / النمو العصبي أثناء الزيارات المنزلية بعد ثلاثة وستة و12 شهرًا من الولادة، فوجئت عندما وجدت أن أطفال النساء اللواتي لديهن شريك حياة واحد فقط قد أساء معاملتهن كانت لهن مخرجات ادراكية / معرفية «مثل، صعوبات في الذكاء واللغة والوظائف الابصارية المكانية ومعالجة المعلومات والذاكرة والانتباه والوظائف التنفيذية، كما فهمناها من [2] ، وللوقوف على معني الوظائف الابصارية المكانية، راجع [3] » أسوأ مقارنةً بأطفال النساء اللاتي لديهن شركاء حياة ذكور متعددون البعض منهم فقط كانت معاملتهم اياهن تعسفية.

”النتائج التي توصلنا اليها تسلط الضوء على مجموعة متنوعة من الأساليب التي يمكن لشخصيات الآباء المتعددة[1]  أن تساعد بها الأم في إعالة الطفل، سواء أكان ذلك في توفير الطعام أو السكن أو رعاية الأطفال أو العوائد المالية“ كما قالت بولوك:. ”بالنسبة للنساء اللاواتي لكل واحدة منهن شريك حياة واحد فقط أساء معاملتها، والد الرضيع، ربما لم يقدم أي دعم مادي أو مالي أو لعب دورًا فعالًا في حياة الطفل. قد يكون من الصعب على الأمهات العازبات single moms [المترجم: ربما هنا يختلف التعريف حسب الدولة والثقافة وغيرها، وعمومًا، هن الأمهات اللاتي يتولين تربية أطفالهن بدون زوج أو في غياب أزواجهن لسبب أو آخر] المنشغلات اللواتي يجدن صعوبات في تغطية نفقاتهن، ناهيك عن استطاعتهن على توفير الألعاب والتحفيز الذي يحتاجه أطفالهن الرضع للوصول إلى مراحل التطور / النمو الأساسية“.

”عندما تزور الممرضات المنازل للاطمئنان على النساء الحوامل وأطفالهن الرضع الذين هم في طور النمو، نريد أن يُدرَّبنَّ على التعرف على العلامات التحذيرية لممارسة العنف المحتمل من قبل شريك الحياة،“ كما قالت بولوك. ”ما زلت أفكر في حدث عام 1983 حين أرسلت تلك السيدة إلى بيتها حيث الوضع كان مروعًا، وأنا الآن متحمسة للتأكد من أنني أستطيع مساعدة الممرضات اليوم على عدم ارتكاب نفس الخطأ الذي ارتكبته حينئذ.“

”الأطفال المعرضون لعنف شريك الحياة: تأثير شخصيات الأباء المتعددة“ في مجلة صحة الأم والطفل Child Health Journal «انظر [4] »

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - ”الشخصية الأبوية هي عكس مشاعر - ضمن المستوى النفسي العميق - على شخص آخر «طفل، مثلًا» وعادة من قبل شخص أكبر سنًا، وذي سلطة وقوة، حيث يتولد تجاهه نفس المشاعر التي تتولد تجاه الأب البيولوجي، وبالرغم من ذلك، فإن المصطلح الحرفي لا يقتصر فقط على الوالد البيولوجي للشخص - وخاصة الطفل - ولكن يمكن أن يلعبه الأعمام، أو الأجداد، أو الأخوة الأكبر، أو الأصدقاء وغيرهم. لقد اقترحت عدة أوراق بحثية أن هناك ارتباطًا عامًّا بين الشخصية الأبوية الإيجابية وبين النمو الصحي للطفل سواء لدى الفتيان أو الفتيات. حسب القاموس الدولي لعلم النفس فإن الشخصية الأبوية هو رجل يتم النظر إليه والتعامل معه وكأنه أب، لكن لدى القاموس النفسي لجمعية علم النفس الأميركية تعريف أكثر شمولا، فهو بديل عن الأب البيولوجي والذي يقوم بتأدية وظائفه الأبوية ويكون محورًا في تحديد الهوية وهدفًا للتعلق به، وقد تشمل الشخصية الأبوية أشخاصا كالآباء بالتبني وأزواج الأمهات والأخوة الأكبر سنا والمعلمين وغيرهم، ويشير هذا القاموس أن المصطلح مرادف للوالد وأب بديل فهو يستثني بهذا الوالد البيولوجي، بينما يقترح التعريف الأول أن المصطلح ينطبق على أي إنسان وضمنا الوالد البيولوجي. يقوم الأب أو صاحب الشخصية الأبوية بدور رئيس في حياة الطفل كمقدم رعاية أولية، وتشرح نظرية التعلق كيفية ارتباط الطفل بوالده ومتى يبحث عن شخصية أبوية منفصلة، ووفقا لدراسة أجريت عام 2010 فإن نموذج تعلق الرضيع بمقدم الرعاية الأولية [كالزب والأم أو أحدهما أو شخص آخر] له تأثير مباشر على كيفية استجابة هذا الرضيع للآخرين وهذه الاستجابة قد تستمر مدى الحياة، كما أظهرت دراسات أخرى أجريت عام 2011 أن الآباء يميلون لممارسة اللعب الخشن أكثر من الأمهات مع أبنائهم. وتوفّر الشخصية الأبوية وظائف أخرى: كالمساعدة في تأسيس حدود شخصية بين الأم والطفل، وتعزيز الانضباط الذاتي والعمل الجماعي وتطوير الهوية الجنسية. تقول دراسات أن عدم وجود شخصية أبوية في حياة الطفل يمكن أن يكون له آثار سلبية شديدة على نفسية الطفل وشخصيته، في حين أن وجود الشخصية الأبوية الإيجابية له دور كبير في النمو الصحي للطفل.“ نقلناه بالكامل لأهميته مع بعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/شخصية_أبوية

[2] - https://journals.lww.com/jbisrir/fulltext/2020/03000/cognitive_outcomes_of_children_who_have.7.aspx

[3] - "تشير الوظيفة الإبصارية المكانية إلى العمليات المعرفية الضرورية لتحديد ودمج وتحليل الشكل الفضائي والمرئي والتفاصيل والهيكل والعلاقات المكانية في أكثر من بُعد واحد. تُعتبر المهارات الإبصارية المكانية مهمة في الحركة، وإدراك المسافة والعمق، والتنقل المكاني. وقد يؤدي الضعف في هذه المهارات إلى ضعف القدرة على القيادة لصعوبة التحكم في المسافات أو صعوبة التنقل في الأماكن مثل الارتطام بالأشياء. تشير عملية الإبصار المكاني إلى «القدرة على إدراك وتحليل وتوليف والتحويل والتلاعب بالأنماط والصور البصرية». تنخرط الذاكرة الإبصارية المكانية العاملة في استدعاء ومعالجة الصور لتبقى موجهة في الأماكن وكذلك تتبع موقع الأجسام المتحركة. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/وظيفة_إبصارية_مكانية

[4] - https://link.springer.com/article/10,1007%2Fs10995-021-03184-6

المصدر الرئيس

https://showme.missouri.edu/2021/infants-exposed-to-domestic-violence-have-poorer-cognitive-development/