آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 1:31 م

الأسرة والمنصة التعليمية

سعاد محمد الزاكي

ينساقُ الإنسانُ إلى الخلودِ والراحةِ ويسترسلُ بسباتهِ إذا لمْ يتنبهْ..!! في جوّ منْ المتعِ والترفيهِ قدْ نستغرقُ فيها ونغرقُ فرحينِ تارةً.. وغافلينَ أخرى!!

في الأجواءِ الصافيةِ المريحةِ التي لا نتحملُ فيها الكدُ والمشقةُ ننجذب كثيرا لها لكنها قدْ تكونُ وبالاً علينا إنَ استغرقنا ولمْ نلتفتْ! إنَ لمْ نصحوَ ونتخذُ موقفا فسيكونُ مستقبلَ أبنائنا، مجتمعنا في خطرٍ!!

قدْ نغفلُ أحيانا كمربينَ لبعضِ تصرفاتنا ودورٍ المنتبهِ اليقظِ أنْ يسلطَ الضوءُ ليسدَ الثغراتِ، لنْ أطيلَ عليكمْ التشويقُ وإليكمْ التفصيلُ، وعليكمْ التبصرُ والتحليلُ.. نعمَ التفصيلُ.. عبرَ موقفٍ طالما يتكررُ بأشكالهِ المختلفةِ.. لكنهُ بلونٍ واحدٍ ينحى بنفسِ الاتجاهِ.

في يومٍ جميلٍ بالنزهةِ يملؤوها، بالعائلةِ سعادتها.. ولكنْ في وقتٍ اغتصبَ حقهُ واستحقاقهُ!! في حكمِ التعليمِ عنْ بعدٍ، ماذا يحدثُ؟ يقومَ الأستاذُ بواجبهِ كمدرسٍ فيقدم الفكرةُ بالتوضيحِ.. ويحكي القصةَ بالتشويقِ، ويلهو ويعبثُ الطالبُ بينَ أرجاءِ الطبيعةِ وملحقاتها يحضرُ الأدواتِ ويضيعُ المهاراتِ... نعمْ هوَ كذلكَ حقيقةَ واقعةٍ!

الطالبِ الافتراضيِ هوَ حاضرٌ، موجود ومستمعٍ، والحقيقةُ غائبٌ في عالمٍ آخرَ والمستمعَ الحقيقيَ للأسفِ الأمَ فقطْ وفقطْ!!! ولا ينتهي المشهدِ عندَ هذا وحسب!! حدِ اللامبالاةِ والغفلةِ!!! بلْ يشتدُ الموقفُ جرأةً ويتضاخمْ!!

أكملَ لكمْ الصورةُ لنتفهمَ. ينتهي الدرسُ ويختمُ الأستاذُ حتى تتراكضَ الأمُ بالنداءِ لابنها المدللِ ليقومَ منْ بينِ أحضانٍ لعبهُ مؤديا واجبَ الشكرِ وواجبِ التقديرِ لأستاذهِ: «يعطيكَ العافيةَ أستاذ»..!!!!!

لكمْ التأملُ والإبحارُ في المعاني والغوصِ في المباني التربويةِ التي غرستْ منْ هكذا موقفٌ!!

هذا تفصيلٌ واحدٌ منْ عشراتِ المواقفِ التي يتلاعبُ بها الأبناءُ تارة وأخرى الأهالي بدافعِ الشفقةِ والرحمةِ المبالغِ فيها …. والتي تهدمُ ولا تبني!!! خلفَ المنصةِ منْ الذي يؤدي الاختبارُ؟ منْ الذي يبذلُ الجهدُ؟ وإذا صدقَ أداءَ الطالبِ فهلْ جدَ واستذكرَ أمْ أنهُ اعتمدَ على فتحِ الكتابِ؟! أوْ استعانَ بمحركاتِ البحثِ..!!! عفوا بلْ هيَ مسكناتُ العقولِ ومخدراتِ الطاقاتِ!!

أخبرني لمنْ تعملُ المنصةُ التعليمةُ عندما يكونُ الطالبُ نائما!! يدخلُ فقطْ عندَ بدايةِ كلِ حصةٍ منْ الدرسِ!!! هلْ يتعلمُ أبناؤنا حقا؟! كيفَ ينظرُ أبناؤنا إلى التعليمِ؟! هلْ يحترمُ أبناؤنا التعليمَ عنْ بعد؟! هلْ يهتمونَ وهيَ حقا محور وهدف!!؟ أمُ أنها أصبحتْ هامشَ والهدفِ اللهوِ واللعبِ.. والترفُ!!

هلْ يتعلمُ الأبناءَ منْ أجلِ إحرازٍ. الدرجاتُ فقطْ؟ والانتقالُ لمرحلةٍ أخرى؟!

نحنُ كوالدينِ هلْ ساعدنا أبناءنا على تقديسِ العلمِ..؟ أوْ إشعارهمْ بأهميةِ العلمِ؟ هلْ نسعى لتربيةِ عقولِ أمينهِ تتحملُ المسؤوليةُ في المستقبلِ؟! هلْ نتحملُ مسؤوليتنا أوْ نهمشَ العقولُ …؟ هلْ نربي حقا أوْ نتغابى قليلاً لأجلِ بعضِ متعتنا … أوْ راحتنا؟!!

في ظلِ الكورونا ماذا أعطينا منْ حقِ التعليمِ؟ إذا استمرَ الوضعُ كحكمٍ وقائيٍ للجائحةِ هلْ سيستمرُ اللامبالاةَ بالتعليمِ؟ أوْ أننا نحتاجُ لأستاذِ كحارسٍ يؤتمنُ على العلمِ ويحفظُ حقهُ ويصونهُ!!!

أعلم جيدا أنهُ قدْ يكونُ صعبا وثقيلاً أنْ نكونَ البيتَ والمدرسةَ معا وهيَ ابتلاءُ وعقباتِ جديدهُ وقفتْ أمامنا.. ولابدَ أنْ نتحدى …. ونكابرُ على الصعابِ، وإنْ لمْ نبادرْ ونعملُ سيخسرُ أبناؤنا الكثيرَ! بلْ سنصبحُ مجتمع متكاسلٍ. لنعيدَ منْ جديدٍ صياغةَ الاهتمامِ بالعلمِ مهما كانتْ تواجهنا منْ عقباتٍ وضغوطاتٍ. وهوَ أمرٌ راجحٌ عقلاً بلْ والقرآنَ يمجدُ العلمُ والأحاديثُ عنْ الرسولِ ﷺ كثيرةً في هذا الجانبِ قالَ تعالى ﴿وقلَ ربي زدني علما طه: 114 قالَ تعالى ﴿يرفعَ اللهُ الذينَ آمنوا منكمْ والذينَ أوتوا العلمَ درجاتٍ «المجادلةُ: 11».