آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

زهير يحكي شجونه مع سعاد في مدحِ النبيّ.. النبيّ يهديه بردة وثانية تشفي البوصيري!

المهندس هلال حسن الوحيد *

يفرح الشّعراءُ بجوائز المالِ والذَّهب - إن هم مدحوا الأغنياء - لكن، كيف ترون أن تكون بردة النبيّ محمد صلى الله عليهِ وآله التي لامست جسده، هديَّةً لشاعر؟ هديَّة أفضل ما أشرقت عليه الشمسُ وغربت من متاعِ الدّنيا!

هي اللَّامية الشَّهيرة في مدحِ النبيّ صلى الله عليهِ وآله التي أنشأها بعدَ غزوةِ تبوك كعبُ بن زهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رياح المازني المتوفى سنة 26 هجرية. يقال لها البردة لأنه لما أنشدها النبيَّ صلى الله عليهِ وآله خَلَعَ عليه بردته، ومطلعها: ”بانت سعادٌ فقلبي اليومَ متبولُ * متيمٌ إثرها لم يفدَ مكبولُ“. لم تشتهر قصيدة في مدحِ النبيِّ محمد مثل هذه القصيدة التي أنشدها زهير عندما جاءَ إلى النبيّ مسلمًا متخفيًا ومعتذرًا فكساهُ بردته بعد أن كان قبلَ ذلك هجا النبيَّ صلى الله عليهِ وآله.

أما البوصيري فكانت بردته في المنامِ جزاءَ ميميته العصماء: ”أمن تذكر جيرانٍ بذِي سلمِ * مزجتَ دمعًا جرى من مقلةٍ بدمِ“. يُحكى أن البوصيري أصيب بالفالج، فنظمَ هذه القصيدة مادحًا النبيّ ومستشفعًا به، فرأى النبيَّ ﷺ في المنامِ يمسح على وجهه ويُلقي عليه بردته فبرئ، وهي تسمى أيضًا قصيدة البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدحِ خيرِ البرية.

أيها الشعراء أقولُ لكم: إذا مدَحتم النبيّ لا تشبِّهوه بالقمر، كيف والقمر يغيب؟ ولا تشبّهوه بالشمس فهي تشرق وتغرب، ونور محمَّد منذ أن اختاره الله لا يغيب! غمرَ الكفرُ والشركُ والجهلُ العالم، فإذا بنبيّ يأتي من بطاحِ مكة، به ماتَ الشركُ ونمَت العقولُ وحييت الأرض، وصارَ الله معبودًا وحده لا شريكَ له، فمن يلوم المؤمنين إن هم أكثروا من مدحه والثناء عليه واعتبروها عبادة؟!

يخلع النبيّ بردته على زهير، ويشفع في شفاءِ البوصيري، لأنّ ذلكَ من شيم الكرام، وقد روي عن الإمام الرِّضا «عليه السَّلام»: ما قالَ فينا مؤمنٌ شعرًا يمدحنا به إلا بنى اللهُ تعالى له مدينةً في الجنَّة أوسع من الدنيا سبعَ مرَّات يزوره فيها كل ملك مقرب وكل نبي مرسل.

ولأننا في أيام مولده، إليكم هذه البشرى: قال النبيّ ﷺ: أكثروا الصَّلاة عليّ، فإن الصَّلاة عليّ نورٌ في القبر ونور على الصِّراط، ونور في الجنَّة.

مستشار أعلى هندسة بترول