آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

القطيفيون وجينات الكرم.. صفة بالوراثة!

المهندس هلال حسن الوحيد *

يتعلم القطيفيّ الكرمَ قبل القراءة والكتابة، وإن شئتَ فقلْ يتعرف على صفةِ الكرم في بطنِ أمّه وصلبِ أبيه. لا يظنن القارئ الكريم أنني أعني أن غيرَ القطيفيين بخلاء - لا سمحَ الله - ولا أن القطيفيين تفردوا بالكرم، وكلهم كرماء. وما عنيته أن فيهم جرعة زائدة من الكرم يلحظها الزائرُ والغريب.

لو نصحتهم بترشيد الولائم في مناسباتِ الفرح، لن يستطيعوا فعل ذلك، ليس لأنهم غير مدركين الحاجة للترشيد، لكن عذرهم أن الكرم محمولٌ في جيناتِهم، ومَجبولة عليه طِيناتهم. وهم على هذا جرت عاداتهم في الأفراح وإكرام الضيف وعموم المناسبات. أزعم أنني تعرفتُ على عاداتِ وخصال الكرم عند بعض المجتمعات الشَّرقية والغربيَّة. أما الغربيَّة، فلم أجد فيها ما يمدح من الكرم. والشرقيَّة أكثر كرمًا بتفاوت بينها، وللقَطيفيين حظ وافر من الكرمِ الشرقيّ.

عرفوا استحبابَ الوليمة في العرس ودعوة المؤمنين، فترى غنيهم وفقيرهم لا يترك هذا الاستحباب - كل بحسب قدرته وطاقته - فعلى من أرادَ أن يثنيهم عن عاداتهم الطيِّبة أن يعرف أن الوليمة في العرس من سنن الأنبياء. قال رجل لأبي عبد الله «عليه السَّلام»: إنا نجد لطعامِ العرس رائحة ليست برائحة غيره، فقال لنا: ما من عرس يكون ينحر فيه جزور، أو تذبح بقرة، أو شاة إلا بعثَ الله إليه ملكًا معه قيراط من مسكِ الجنة، حتى يذيفَه في طعامهم، فتلك الرائحة التي تشم لذا.

عن جعفر القلانسي، «عن أبيه»، عن أبي عبد الله «عليه السَّلام» قال: قلت له: إنا نتخذ الطعام، ونُجيده، ونتونَق فيه، «فلا يكون» له رائحة طعام العرس، فقال: ذاك لأن طعام العرس تهب فيه رائحة من الجنَّة، لأنه طعام اتخذ للحلال.

لهذا تشم الروائح الطيبة في مثل هذه الأيام في أعراس القطيف، كل بقدر ما يستطيع. فإذا دعيتم إلى مثل هذه المناسبات السَّعيدة، أجيبوا الدعوة وتذكروا سجايا وطباع كرم القطيفيين. والمهم بعد هذه الولائم، أن يكون الزواج مباركًا مستقرًا، وحاملًا بين طياته استمرار هذه الجينات في الأولاد والأحفاد.

اعذرني حيث أنني ذكرت شاهدًا واحدًا على الكرم لكي لا تضيق المساحة بالحبر، وكم من القضايا يكفي فيها شاهد واحد؟! وعلى هذا المثال قس بقية المناسبات التي يتمظهر فيها هذا الكرم حتى يصل إلى أعلى رقي مراتبه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
نقاء السماء
[ تاروت ]: 25 / 10 / 2021م - 6:09 م
جميل جداً ،،، أحسنت
معلومة جميلة الحديث المذكور
أول مرة أسمعه ،،،
ولهذا يكون لوليمة العرس ( غدا المعاريس ) نكهة خاصة مميزة محببة للنفوس .
شكراً جزيلاً للطرح اللطيف والخفيف .
مستشار أعلى هندسة بترول