آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

ثقافتنا ماذا تعني؟‎

حكيمة آل نصيف

كثيرا ما نقرأ ونسمع عن نساء مثقفات ومفكرات وقد بلغن من الثقافة مبلغا كبيرا، فما مقياس الثقافة والفكر الواعي الذي من خلاله نطلق على هذه المرأة بأنها مثقفة وفكرها واسع وناضج؟؟

هل يكون بكثرة ما تقرأه من الكتب وما تتلقاه من معلومات تخزنها في عقلها؟!

كثيرا ما يكتب بأن فلانة مثقفة ولها العديد من الشهادات في مجالات متعددة من العلم والمعرفة، فهل بالفعل هدا هو مقياس الثقافة أم أمر آخر؟

مقياس الثقافة ليس بكثرة القراءة والاطلاع على مختلف الكتب وإن كان جانبا مهما للثقافة والمعرفة والفكر النير، فكم من شخص يقرأ ويخزن معلومات ولكنه يكون كالغربال، كل ما وضع فيه الماء انسكب أو كالحاوية التي تجمع فيها مختلف الأشياء بدون الاستفادة منها وهذا الأمر غير مقبول.

فالمراة الواعية المثقفة هي من تستفيد من كل معلومة وفكرة وموقف يمر بحياتها، وتحوله إلى ومضات مشرقة تنير دربها وعلاقاتها ومنطقها.

فهي تمحور حياتها في إطار ما استفادته من علوم ومعارف وتجارب فتستفيد منها، ويظهر ذلك جليا في تعاملها مع مختلف الشخصيات والأفراد وسلوكها وأخلاقها وتعاملها مع أي موقف ومشكلة قد تقع فيها، فالفكر النير والثقافة العالية تقدم للمرء مجموعة من الاحتمالات والحلول الممكنة لأي مأزق أو مشكلة يصادفها، وما لم تكن تلك الثقافة مفعلة في مفاصل حياتنا فلا تعد شيئا يذكر.

تستفيد من تلك الثقافة والكتب في كسب محبة ومودة الآخرين تكون محط أنظار الجميع بحسن تعاملها، وليس بالتعالي عليهم بما تمتلك من مكتبة ضخمة وشهادات معلقة على الحائط، وإنما تستفيد من كل كلمة وعبارة قرأتها في كتاب معين.

ولكي تكون الفائدة كبيرة فلابد من انتقاء أفضل الكتب والموضوعات كما ينتقي الطير الحب الطيب من الرديء، كذلك أنت كفتاة انتقي من الكتب ما تستفيدين منها نوعا لا كما وعددا.

تلك الكتب المنتقاة بإطلاع واسع هو ما ينفع المرأة في دينها وحياتها الدنيوية، وتكون لها سلاح ضد الحرب الفكرية والثقافية التي يشنها أعداء الدين الاسلامي، والتي يسعى لها العدو من أجل خرق كرامة المرأة وتعريتها من كل فكر بناء لشخصيتها وكيانها الأنثوي، فكم من الكتب والمقالات التي لا هدف لها سوى تجريد المرأة مما رسمه لها الإسلام من طريق قويم يبني شخصيتها وينميها، إلى مجرد أداة يحركها الفكر الهدام كيفما يريد بمسمى الحرية الشخصية والانفتاح العالمي والفكري، وأخذوا ينعقون بفكرتهم وإقناع تلك الفتاة بأنها ما هي إلا أداة لتقليل من شأنها، وأنها مجرد دمية يحركها الرجل بيده سواء كان والدها أو زوجها، ولكن المرأة المثقفة التي تتخير ما تقرأ وما تقتنيه من كتب ومؤلفات مختلفة تقف صامدة في وجه كل ناعق ومناد باسم الحرية الشخصية، وأن الدين أمر وسلوكها وما تقوم به شيء آخر، فترد بكل جرأة وشجاعة بأن الدين هو الحياة وكل ما فرضه الله علينا ما هو إلا الصالح لأي فرد مسلم، فتكون بالفعل ممن تزودت بخبز الزاد من ثقافتها وكتبها المختلفة، واستطاعت أن تخوض مختلف مجالات الحياة بوعيها وفكرها النير.