آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

كي لا يتلاشى شغفك

سوزان آل حمود *

الأيام السعيدة دائمًا ما يحصُل فيها شيء من الممكن أن يقلب يومك رأسًا على عقب ويجعله يومًا سعيدًا ولطيفًا، لكن أغلب الأشخاص ينتظرُون هذه اللحظات أن تأتي وتجعل يومهُم سعيدًا وهذا هُو الشيء الذي يجعل ايامهُم لا تمُر بسرعة وكل يوم مثل الآخر والملل يكتسحُ كل الوقت فيدخُل هذا الشخص في دوامة الملل والأيام التي لا يُنجز فيها أبدًا وتكُون مملة ويبدأ شغفه يتلاشى، كُن شخصًا لا ينتظر اللحظات السعيدة!، بل يصنعها بنفسه ويُنجز دائمًا وكُل يوم ويفتخر بحياته اللطيفة المليئَة بالإنجازات والتفاصِيل اللطيفة علَى عكس ذاك الشخص الذي ينتظُر هذه اللحظة السعيدة، اللحظات سعيدة ولطيفة من الممكن أن تقلب يومك من يومٍ مُمل وروتِيني، إلى يومٍ مليء بالابتسامات والأشياء الرقيقة واللطيفة ونظافة الروح!، لذا اصنَع لحظاتك السعيدة بنفسك ولا تنتظرهَا.

أؤمن أن السعادة تنبع من عالمك الداخلي بتصالحك مع ذاتك والرضا بعطايا الله لك وشكره على نعمه وأما الأسباب الخارجية فالتلذذ بها بحسب سعادتك من الداخل…

فكم من قصر جميل أصبح أضيق من ثقب الإبرة لأنه صاحبه ليس سعيداً من داخله وكم من إنسان بسيط يتلذذ بحياته بسبب تصالحه مع عالمه الداخلي!

وليس معنى هذا ألا تسعى لأجمل الأشياء بالحياة لكن إيمانك أن سعادتك من الداخل يجعلك في نعيم بما وهب الله لك الآن، لا بما تريد أن تصل إلى شيء معين يحقق لك السعادة، ويبقى شغفك بالأشياء متصل.

ختامًا

لا شيء أحَبّ لناظري، وأكثر بهجة لقلبي، من أن أرى الحياة تدبّ في قلب إنسان يائس، وأغلال الحُزن تتفكّك عن فؤاده، والبسمة ترتسم على وجهه، والأمل يلمع في عينيه، وكأنه استيقظ من سُبات ثقيل، أدركُ حينها جيدًا بأن كل شمسٍ غربت ستُشرِق حتمًا من جديد.