آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 5:59 م

النِّساء يروضن الأسود فهل يُعجزهنّ الأزواج؟

المهندس هلال حسن الوحيد *

يحكى أنه حصلَ خلافٌ بين امرأةٍ وزوجها، وعلى أثرِ ذلك الخلاف انقطعت العلاقةُ بينهما. شقّ الفراقُ على المرأة فذهبت إلى أحدِ المختصين، طالبةً المشورة. قال لها المختصّ: لكي أستطيعَ أن أعيدَ إليكِ زوجك أحضري لي شعراتٍ من شارب أسد!

فكرت المرأةُ في خطورةِ الطلب، لكن لم يكن في يدها حيلة أخرى. اشترت لحمًا طريًّا وأخذت ترميه نحو الأسد من بعيد، ومن ثم ترميهِ في مسافةٍ أقرب، وهكذا أعتادَ الأسدُ القربَ منها شيئًا فشيئا، حتى استطاعت بعد أيَّامٍ أن تجعله ينام بهدوءٍ في حجرها واستلت الشعرات من شاربه بكلِّ أمان.

عادت المرأةُ فرحةً بإنجاز المهمة، فقال لها المختصّ: ويلكِ يا امرأة! أنتِ من استطاعت أن تروض أسدًا حتى نامَ في حجرها، كيف لا تستطيعين أن تعيدي زوجكِ إليك؟!

هذه من تسليات القصَّاصين؟! كم عند الزوجة من سحرٍ وسلاح في حوزتها، فقط لو استخدمته في أوانه وأحسنت استخدامه؟ أظنّ أن المرأةَ العاقلة تستطيع أن تروض جيوشًا من الأسودِ العتاة، وكذلك النِّساء العاقلات يستطعن أن يستعدن بريقَ العلاقة مع الزَّوج متى ما اشتدت بها عواصفُ القطيعة، بالطبع ليس بالصراخ ولا بأن تكونَ المرأة آلةً من آلاتِ جهنم!

أمرَ الله النِّساء «ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن»، على هذا لا تستهينوا بذكاءِ المرأة - الزَّوجة - العاطفيّ وزينتها الجسديَّة وعقلها، وإن كانت كتلتها لا تساوي نصفَ كتلة الرَّجل من الشَّحمِ واللَّحم. أليس يقال لهن: محدِّثات وندماء اللَّيل؟! وكم وجدنا في الماضي والحاضر من رجلٍ يرتمي على قدمي امرأة؟!

- عن أبي عبد الله «عليه السَّلام» قال: ”خير نسائكم التي إذا خلت مع زوجها خلعت له درعَ الحياء وإذا لبست لبست معه درعَ الحياء“. هذا تأكيدٌ آخر على أن الغنج والتدلل على الزوجِ والملاحة ليس مكروهًا، بل محبوبًا، ويدعو له الدِّين!

خلاصة الكلام: كم من زوجةٍ - قلتم عنها جميلة - لم تحسن استعمالَ ما في جعبتها من نبالٍ غير الجَمال لتصطادَ قلبَ زوجها، فخسرته وخسرها، وكم من امرأةٍ هي دونها في الجَمال، احتالت واستعملت جميعَ أسلحتها المشروعة فانقادَ لها زوجها، الأسد؟!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أبو حسين
[ تاروت ]: 27 / 11 / 2021م - 7:05 م
أحسنت أبا علي.. كلام جميل، بالفعل لو أن كل زوجة إستعملت جميع أسلحتها لمال قلب الأسد إليها. الجمال ليس في لون البشرة بل الجمال هو ما تحسنه هذه الزوجة إذا ما خلت بزوجها. الكلمة الجميلة والهمس الخفيف قد يشعل الحب بين الزوجين ويقرب بين قلبيهما، وعلى العكس من ذلك الصراخ وكثر التشكي والعتاب لن يبني بيتاً.
مستشار أعلى هندسة بترول