آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 10:54 م

باحث علوم أحياء: ”بقايا القهوة“ كنزٌ دفينٌ لتحسين خصوبة التربة في الشرقية

جهات الإخبارية وسام الناصري - القطيف

كشف باحث علوم أحياء وبيئة حسين الشيخ علي عن فوائد جمة لبقايا القهوة في تحسين خصوبة التربة، خاصةً في الأراضي القلوية التي تُعد سمةً بارزةً للمنطقة الشرقية.

وأوضح أن إضافة بقايا القهوة إلى التربة تُساهم في رفع مستوى حموضتها، مما يُحقق التوازن المثالي لدرجة ال pH, وهو عاملٌ حاسمٌ لنموّ النباتات وازدهارها.

وقال يُؤثّر مستوى الحموضة، سواءً انخفاضه أو ارتفاعه، على تواجد العناصر الغذائية في التربة بشكلٍ مباشر، وبالتالي على سهولة امتصاصها من قبل جذور النباتات.

وأشار إلى انه لا يمكن للنباتات امتصاص النيتروجين ”N“ في شكله الغازي ”N2“ إلا إذا تم تحويله إلى أيونات النيترات ”NO3 -“، وهو ما يتطلب وجود أنواعٍ محددةٍ من البكتيريا في التربة.

وأضاف تُعدّ بقايا القهوة كنزًا دفينًا للنباتات، إذ تُمدّها بعناصرٍ غذائيةٍ هامةٍ مثل النيتروجين والبوتاسيوم، كما تُحفّز نموّ ديدان الأرض وتُطرد القواقع والحلزونات الضارّة من التربة.

ولفت أن فوائد بقايا القهوة تختلف باختلاف نوعية المحصول. فبينما تُفيد محاصيل مثل البطاطا ”بأنواعه“ والتوت والزهور ”كالجاردينيا“، إلا أنها قد لا تُناسب محاصيل أخرى مثل الطماطم.

ونصح بخلط بقايا القهوة مع السماد قبل إضافتها إلى التربة، وذلك لمنع التأثير الحمضي المُباشر على النباتات، ولِتسهيل عملية التخمّر وتفكّك العناصر الغذائية لتصبح جاهزةً للامتصاص.

وأشار إلى انه يُمكن الاستفادة من بقايا القهوة في تحضير خليط الكمبوست، وهو عبارة عن مزيجٍ من المواد العضوية مثل قشور الفواكه والخضار، وبقايا الطعام، وأوراق الشجر، والزهور، والقهوة، مع إضافة بعض الرطوبة وكميةٍ قليلةٍ من السماد الحيواني.

وقال مع تكرار زراعة نفس الأرض دون إضافة موادّ عضوية، تُصبح التربة قلويةً بشكلٍ متزايد، ممّا يُؤدّي إلى انخفاض قابلية ذوبان العناصر الغذائية المهمة للنباتات، مثل حمض الفوسفوريك والحديد، ممّا يُصعّب امتصاصها.

وبين ان نقص العناصر الغذائية في التربة القلوية يُؤثّر سلبًا على جودة المحصول، ممّا ينعكس على قيمته الغذائية ونكهته، لافتا إلى انه لمعالجة مشكلة التربة القلوية، يُمكن استخدام سمادٍ حمضيٍ غنيّ بالنيتروجين، أو بقايا القهوة المُخمّرة.

وأضاف في الماضي، اعتمد المزارعون على الأسمدة العضوية مثل روث الحيوانات وإعادة استخدام المواد العضوية لتحسين خصوبة التربة.

وأشار إلى ان الزراعة الحديثة تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الأسمدة الكيميائية، ممّا يُؤدّي إلى نقص العناصر الغذائية النادرة في المحاصيل، وبالتالي تراجع قيمتها الغذائية.

ولفت إلى ان نقص العناصر الغذائية في الغذاء يُؤدّي إلى مخاطر صحيةٍ جسيمةٍ للإنسان والحيوان، مثل الإصابة بالأمراض المزمنة.