آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 9:08 م

الجاهل يحتقر الحكمة

فراس حسين الشواف *

منذ ظهور جائحة كورونا المستجد «كوفيد - 19» لم تتوانى حكومة المملكة في اتخاذ عدد من القرارات والإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس والحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين وحمايتهم، حيث صدرت تلك القرارات تِباعاً وفق ما تقتضيه المصلحة العامة إمعاناً في التصدي للفيروس ومواجهته بمزيد من الوعي والحكمة، ودعت المملكة الجميع إلى استشعار المسؤولية والتقيد بالتعليمات والتوجيهات التي تكفل الحفاظ على الصحة العامة وتحول دون انتقال العدوى من خلال الالتزام بأوامر منع التجول واتباع الإرشادات والضوابط الصحية إلا أنه ومع وجود تلك الإجراءات الصارمة حفاظًا على سلامة الوطن والمواطن ظهرت الكثير من المخرجات والتصرفات التي أنتجتها الجائحة تدل على جهل واستهتار الكثيرين من أبناء المجتمع تسببت في ارتفاع عدد الإصابات بحسب الأرقام المعلنة لوزارة الصحة السعودية.

في هذا المقال سوف نطرح عددا من المواقف التي عجزت فعليا عن إيجاد مسمى لها سوى أن «الجهل عدو صاحبه» فلو بدأنا بالاحتياطات الغذائية أولاً فمن بداية الأزمة لحين كتابة المقال والمملكة ولله الحمد وبتوجيهاتٍ حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه متوفرة وبكميات تكفي المواطنين والمقيمين ومع ذلك رأينا ما رأيناه من جهلٍ من البعض تسبب في شُحٍ لبعض السلع مما دعى الكثيرين للتنقل من مكان لآخر والخروج بشكل مستمر لتوفير الاحتياجات اللازمة وبالتالي التعرض بشكل أكبر للعدوى، من جهة أخرى التجمعات غير المبررة والمناظر المخجلة لمجموعات قررت أن القهوة والحلويات من الضروريات التي تستدعي الخروج والاصطفاف لساعات وما تلاها من مناظر أخرى لمحال يمكن الاستغناء عنها وتعتبر من الكماليات.

رغم التحذيرات المتتالية من وزارة الصحة والجهات المختصة من خطورة رمي الكمامات والقفازات على الأرض في غير أماكنها المخصصةوتسببها بنقل العدوى في حال الاصابة إلا أن جهل البعض ذكرني بقصة لمدينة الأغبياء ، كانت مدينتهم تعاني من وجود حفرة كبيرة فقرروا أن ينتخبوا ثلاثة من الحكماء من مدينتهم ليجدوا حلًا لهذه المشكلة فكانت النتيجة أن الأول اقترح أن يجتمع الناس حول الحفرة وكل ما سقط فيها أحد نقلوه للمستشفى فعارضه الثاني وقال لا هذا الحل غير مناسب والحل هو أن نضع سيارة اسعاف وكل ما سقط أحد نقلناه بسرعة للمستشفى! فعارضه الثالث وقال لا لا الحل هو أن نردم الحفرة بالكامل ونحفر حفرة بجانب المستشفى وكل ماسقط فيها أحد أنقذناه؟!

إن المملكة العربية السعودية ومن اليوم الأول لظهور أول حالة مصابة جندت جميع الوزارات والطاقات لتجنب انتشار المرض والقضاء عليه وبقي فقط وعي المواطن والمقيم اتجاه هذه الآفة فإما انتشار أو انحسار ، يقول الله تعالى في محكم آياته بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَقِفُوهُمْإِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ صدق الله العلي العظيم ، ف9نستشعر حجم المسؤولية ونقف يدا واحدة مع الوطن لنحمي انفسنا وأبنائنا حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأدام وحدتها وأمنها واستقرارها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
حسناء
[ الدمام ]: 5 / 6 / 2020م - 1:23 م
كما عهدتك استاذ فراس مقال رائع اسلوب مميز ودعوة لجميع ان يسأل نفسه هو من اي صنف
الوباء كان اختبار قاسي جدآ على وعي مجتمعنا الذي وللأسف فشل فشلا ذريعا
2
بوحوراء
[ الاحساء ]: 7 / 6 / 2020م - 9:52 م
كلام جميل يحاكي الواقع ..

لا جف قلمك استاذ فراس
حسابات التواصل الاجتماعي:
تويتر: AlshawafFeras@
انستقرام : alshawaf_feras
سناب شات : feras-hussin
فيس بوك: Al-shawaf Feras