آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

شكراً لكم جميعاً... انقضت أيامي في المجلس البلدي

محمد زكي الخباز *

في 13 ديسمبر 2015م، بعد فوزي بمقعد في المجلس البلدي بمحافظة القطيف، كتبت: ”هذه الثقة، والصداقة، وسام أتشرف بحمله“ وأن ”ثقتكم شرف لي، وتكليف علي“.

وفي يوم 31 مايو 2020م بعد مرور 4 سنوات ونصف، إنتهت عضويتي في المجلس البلدي بمحافظة القطيف.

لقد تعودتم مني الشفافية في العمل البلدي، واليوم أودُ إخباركم أنهُ وبِقرارٍ من معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المكلَّف، واعتماداً على المادة 34/2 من نظام المجالس البلدية، أنني فقدت صفة العضوية في المجلس البلدي لأنني - بحسب الوزير - تجاوزت الحد المسموح به نظاماً من التغيب عن حضور الجلسات الرسمية.

وقد تغيبت فعلا عن جلسات رسمية كثيرة نسبياُ لظروف مختلفة، متصلة بكثرة سفري، أوإلتزاماتي المهنية، أوحضور اجتماعات مرتبطة بالعمل البلدي نفسه، وقد أوضحت جميع هذه التفاصيل لأعضاء المجلس البلدي بمحافظة القطيف، وقرر المجلس بالإجماع قبول إعتذاري عن حضور الجلسات.

وللتوضيح، عملنا البلدي لم يكن مقتصراً على الجلسات الرسمية للمجلس، كان هنالك الكثير من اجتماعات اللجان، والعمل خارج الاجتماعات، وقد قُدْت لجنتيْ التقنية والإستثمار في فترات مختلفة، وكنتُ عضواً فاعلاً في معظم لجان المجلس الأخرى، أنقل هموم المواطنين وأتابع المهام حتى خلال أسفاري. لم أتوانى للحظة عن متابعة جميع المسؤوليات التي كانت على عاتقي.

ما زلت أستذكر شغف الداعمين والداعمات لي أيام الحملة الإنتخابية المميزة عام 2015م، فشكرا لكن/لكم مجدداً.

تجربتي في المجلس البلدي من أجمل تجارب حياتي. تعلمت الكثير من الناس، الداعمين لي، والمعارضين، من الساعين بشغف للعمل الجاد من أجل تحسين مدنهم في مملكتنا الحبيبة، ومن العاملين على استحياء في هذا المجال، وحتى من أولئك الذين فقدوا الأمل في التغيير، تعلمت منهم الكثير، فشكرا لكم جميعا.

تعلمت من زملائي وزميلاتي في المجلس البلدي وزملائي في بلدية محافظة القطيف، وزملائي وزميلاتي في باقي المجالس البلدية، وخارج المجالس البلدية من المهتمين جداً بالعمل البلدي، فشكراً لكم جميعا.

قد يرى كثيرون أن المجالس البلدية لا فائدة منها، لكنني اقتنعت أكثر أن المجالس البلدية مهمة جداً، وكلما زاد تفاعل المواطنين معها كلما كبر تأثيرها وتطورت حتى تكون بحق، الأداة التي يدير الناس من خلالها شؤونهم البلدية. فأدعو كل المهتمين بالعمل البلدي للمشاركة بما يستطيعون من أجل تحسين مدنهم، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وأدعو من يودون الترشح للدورة القادمة، والتي من المفترض أن يبدأ الإعداد لانتخاباتها بعد عام من الآن، أن يبدؤوا في الإعداد لترشحهم من اليوم، فالأمر ليس سهلا كما يظن البعض، ويحتاج لعمل جاد وطويل. وأنا على استعداد تام لمساعدة كل من يفكر/تفكر في الترشح للدورة القادمة بما أستطيع.

عندما أستذكر أداء البلدية في بداية دورتنا الحالية للمجلس وأقارنه بأدائها اليوم، أرى التغير الكبير، والفضل لا يعود للمجلس وأعضاءه فقط، بل يعود لكل موظفي البلدية في كل المستويات، والذين ساعدتهم جائحة كورونا الحالية على ابراز واثبات قدراتهم التي كانت غائبة عن كثيرين. كما أن الفضل أيضا يعود لكل الناس الذين اهتموا وساهموا بخبراتهم وعملهم وحتى أولئك الذين ساهموا بالقليل، ولو بشكوى واحدة أو مقترح واحد. كل هؤلاء ساهموا في تحسين مدينتهم، وتحسين العمل البلدي، وبكل تأكيد، قيادة المملكة كان لها الدور الأكبر في تمكين وتوجيه الجميع لخدمة هذا الوطن ومواطنيه.

لم يكن العمل في المجلس البلدي سهلا، ولا مفروشا بالورد، لكنني عملت جاهداً لتقديم كل ما أستطيع لخدمة وطني ومجتمعي وأظنني وفقت لترك بصمة ستذكر ورسم مثال يحتذى به.

شكرا لكم/لكن جميعاً وسامحونا على القصور. ونراكم في تجارب حياتية قادمة.

تحياتي

محمد زكي الخباز

مو عضو مجلس بلدي

* «مو» تعني لست، أو لم أعد.