آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

كرة القدم والعنصرية

أمير بوخمسين مجلة اليمامة

قررت السلطات الرياضية في إسبانيا معاقبة سبعة أشخاص من قبل لجنة مناهضة العنف والعنصرية وكراهية الأجانب والتعصب؛ لتورّطهم في حوادث عنصرية مختلفة ضد فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد.

وغرّمت السلطات الرياضية أربعة منهم ب 60001 يورو ”64255 دولاراً“ ومنعتهم من دخول الملاعب لمدة عامين بعدما فتحت الشرطة الإسبانية تحقيقاً في جريمة كراهية بعد العثور على دمية معلقة ترتدي رقم 20 الخاص باللاعب فينيسيوس عند جسر أمام مقر تدريبات ريال مدريد وبجوارها لافتة عملاقة طولها 16 متراً باللونين الأحمر والأبيض الشهيرين للغريم أتليتيكو مدريد كُتب عليها ”مدريد تكره ريال“.

وتم تغريم ثلاثة آخرين خمسة آلاف يورو ”5354 دولاراً“ ومنعهم من دخول الملاعب لمدة عام بعد هتافات عنصرية تجاه لاعب منتخب البرازيل خلال مباراة فالنسيا على ملعب ميستايا في 21 مايو/أيار في دوري الدرجة الأولى الإسباني.

وتأتي العقوبة بعد 11 يوماً من اعتقال الرجال الأربعة للاشتباه في قيامهم بتعليق الدمية وإطلاق سراحهم بكفالة من قبل محكمة في مدريد.

تعتبر التفرقة العنصرية في الملاعب الأوروبية من أكثر المشاكل التي يواجهها اللاعبون، وكذلك الأندية، وقد طالب الكثيرون من رؤساء ومدربين ولاعبين الابتعاد عن مثل هذه الظاهرة التي من شأنها أن تسيء إلى المساواة، والتكافؤ، والحقوق الإنسانية، وأن ما تعرض له لاعب بلاك بيرن ”بيني مكارثي“ الجنوب أفريقي من إساءة عنصرية من قبل مدافع نادي وزيلاكراكوس الصربي نيكولا ميكلوفيتش خير مثال على هذه التفرقة، ويذكر أن بيني مكارثي قدم طلبا يدعو فيه للتحقيق بخصوص هذه الإساءة. وقد صرح مدير نادي بلاكبيرن الإنجليزي مارك هيوز قائلا: يجب أن نجعل هذه الحالات بعيدة عن كرة القدم، وإذا تجاهلناها فهذا يعني أننا نقبل بها، ويجب ألا يكون هناك مكان للتفرقة العنصرية في الرياضة، ولا في حياتنا اليومية.

من جانب آخر، صرح ريمون كالديرون رئيس نادي ريال مدريد في اجتماع مجلس الشيوخ قبل تشكيل اللجنة الخاصة لدراسة مكافحة التمييز العنصري في الملاعب الاسبانية قائلا: ‘إن هذه المكافحة ضرورية لإزالة المخاوف المتواجدة لدى اللاعبين الأجانب منها، واستمرار الرياضة في التطور والنماء، بعيدا عن هذا التمييز، كما أكد أن على الأندية الإسبانية أن تتحمل مسؤولياتها، والاستفادة من خبرات الغير، من الذين سبقونا في هذا المجال.

وأضاف: نحن ببساطة نمثل الواجهة للناس، ومشاهدة الرياضة تعتبر متعة.

كما أضاف محامي ريال مدريد قائلا: إن العنصرية في الكرة هي مجرد نموذج سلبي لما هو موجود في المجتمع، بل وأكثر؛ لكون الرياضة لها تأثير كبير على الشعوب.

ويذكر أن الاتحاد الأوروبي قرر إيقاف اللاعب نيكولا خمس مباريات مع فريقه كعقوبة لما صدر منه من إساءة عنصرية، وأكثر حالات العنصرية تصدر من مشجعي النوادي. الرياضة توحّد الشعوب والمجتمعات رغم اختلافاتهم، إلا أننا نرى بين فترة وأخرى أصوات نشاز تنادي بالعنصرية، وتمارس التمييز من خلال سلوكيات مسيئة تدعو لها بالرغم من صدور الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تدعو لنبذ العنصرية، فسياسة التمييز العنصري لا تزال تمارس من قبل بعض الأنظمة والمجتمعات. وقد أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1973 اتفاقية دولية بشأن قمع ومعاقبة جريمة الفصل العنصري، وأصبحت سارية المفعول بتاريخ 18 1976، حيث جاء في المادة الأولى من هذه الاتفاقية ما يلي: ”تعلن الدول الأطراف أن الفصل أو التمييز العنصري جريمة ضد الإنسانية وأن الأفعال غير الإنسانية الناتجة عن سياسات وممارسات الفصل العنصري والتمييز العنصري المشابهة لها هي جرائم تنتهك مبادئ القانون الدولي، وتنتهك خصوصا مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين“. ولن تتوقف هذه الممارسات إلا باتخاذ أقسى العقوبات والإجراءات تجاه مثيري العنصرية سواء في المجتمع أو الألعاب الرياضية بكافة أشكالها. يقول نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا -2013 ”أنا أمقت العنصرية، لأنني أعتبرها شيئا من الهمجية، سواء جاءت من رجل أسود أو رجل أبيض“.