آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

أديان حب أم أديان كراهية؟

كاظم الشبيب

الأديان جميلة في باطنها وتصب تعاليمها في دروب الحب والمحبة، ولكن قد يحولها الاجتهاد البشري إلى أداة للتكاره والكراهية. وهناك فرق بين أن يكون الدين باعثاً على الجمال والحب أو أن يكون باعثاً على الكراهية والعنف. لذلك لا يمكن أن تتأنسن هوياتنا المختلفة لتتعايش ما لم يعود الناس إلى أديانهم الأصيلة ليستنشقوا منها الجمال والحب. الجمال الذي يجذب كل الناس لبعضهم البعض، والحب الذي لا مساحة فيه لتكاره الناس لبعضهم البعض.

جمال الأديان في دعوتها الأتباع للتسامي في أخلاقهم، والتغاضي في تكارههم، والتسامح في تخاصمهم، والتواصل عند القطيعة. وأجلى صور لجمال الأديان دعوتها للمحبة، ليس بين الأتباع، لأنه أمر مفروغ منه، وإنما المحبة تجاه أهل الهويات المختلفة لأنهم شركاء المرء وأخوته في الإنسانية وفي العيش المشترك على الكرة الأرضية. وأي دين أو مذهب على وجه المعمورة يدعو لغير ذلك فهو خارج عن جادة الدين الأصيلة.

إن ربط الدين بالجمال يفضي إلى جعل الدين مصدراً للإبداع والخلق. بدلاً من أن يكون مصدر نزاع وخصومة بين الإنسان وأخيه الإنسان. يجب أن نضع في حسابنا أن اليوم الذي تتفق فيه البشرية على دين واحد لن يأتي. فعلى التعددية الدينية إذاً أن تكون مصدراً للغنى الفكري والتنوع. وهذا الغنى لا يمكن أن تكتب له الحياة المطمئنة ما لم يكن ينبوع استيحاء لعطاءٍ لا ينضب. لقد تلمس الفنانون عبر العصور وفي الحضارات المتنوعة القيمة الحقيقية للدين فجعلوه في أعمالهم أساساً لقيام الحب والرحمة والأمل.*

في المقطع المرفق فائدة لطيفة تخدم الموضوع بعنوان فلسفة الحب:

*الدين والجمال، ص 158، د. أنور أبي خزام