آخر تحديث: 20 / 5 / 2024م - 10:40 م

بالصبر تتحقق الآمال

زينة فايز العليوي *

قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .

ما أعظمه من شعور بِذكر آية كريمة لتذكيرنا بأنه لا شيء مستحيل وأننا سوف نصل إلى ما نريده يوماً ما.

لم يُخلَق الكون بيومٍ وليلة، وإن شاء ربُّ السماوات والأرض لخلق كل شيء بلمح البصر، لكنه سُبحانه تأنى وخلق الكون في ستةِ أيام، ثُم استوى على العرش بعظمة وجوده وسُلطانه.

لذلك لا بأس من أن تتأخر أحلامنا من التحقق، لا بأس من أن تتكاثر حولنا العثرات، لا بأس إن كان هنالك أشخاص يقومون بقمعنا وإحباطنا.

لن نسمح لشخص أو عثرةٍ من أن تقوم بردعنا عن الوصول لأحلامنا وأهدافنا، فالله عز وجل لم يخلقنا عبثاً ولم يخلق بِنا الشغف والأمل لشيء إلا لأنه يثق تماماً أننا سوف نصل إليه ونحققه يوماً ما، جُلّ ما علينا فعله عدم الاكتراث والإنصات لتلك الفئة من الأشخاص المحطمين للآمال والأهداف.

لا للاستسلام، لا للخوف، لا للتراجع بعد الآن.

إن كنت قد بدأت هذا الطريق فلا تتراجع أبداً ولا تستلم مطلقا، فالرجوع والاستسلام للضعفاء، وهذه الحياة قد أصبحت صالحة للعيش للأقوى فقط.

فإن لم نكن ذوي عزم صارمين مصممين على تحقيق ما قد رسمناه في أيام حياتنا الماضية، والتي قد قمنا بعدم تحقيقها بسبب ظروف الحياة الحالكة التي قد أودت بنا منذ مدةٍ إلى قعر جُبٍّ لا نهاية له، لكننا رغم أنف ذلك تشبثنا بِبصيص الأمل بأن الله معنا، وأن الله قد زرع في قلوبنا قوة وإيماناً وثقة كبيرة به، فإشارات الله الكريمة لنا لازالت رغم خطايانا تحوط بنا في كل مرةٍ نقع فيها، لنعلم أنه قد آن الأوان لنقمع هذا الخوف، ونثق بالواحد سبحانه لنفيق من تلك الغفلة، ولنرفرف من قعر هذا الجُبّ إلى أعالي السماء، لنمسك بتلك النجمة اللامعة التي طالما قد كانت لنا كإشارة خيراً وبصيص أمل لنا كي لا نموت ونفقد ذلك الأمل، ونحاول بأقوى من قبل وبكل ما تبقى لدينا للاستمرار وللسعي والمضي بهذه الحياة، وللوصول لجميع تلك الأحلام التي قد ضاعت منا منذ مدة، لكننا رغم تلك العثرات ورغم تلك الظروف والأشياء والأشخاص، قد تخطينا كل ذلك، وجعلنا منهم درجةً لنمشي من فوقها، ونتخذ منها سلماً للنجاة ولتحقيق لتلك الأحلام الماضية، والتي سوف نجعل منها مستقبلاً منيراً وواعداً لتلك الأجيال القادمة، لنتعلم ونعلّم أنه مهما طال الانتظار وكثُرت العقبات والعثرات، ومهما سمعنا من كلامٍ لاذع قاسٍ سوف نرمي هذا خلفنا، ونتخذ سلماً للنجاة، ولن نجعل من شيء يقف في طريق أحلامنا أبدا وإن تطلب منا ذلك أياماً وسنيناً طويلة، ولا ننسى كتذكير في آخر ما سوف أقوله لكم ولا أجمل من نهاية تكون بذكر آية كريمة، قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ فإن كان الله سبحانه بعظمته معنا فمن علينا؟.