آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 5:05 م

قبول المحبين

كاظم الشبيب

يقبل المحبون بعضهم، لا يطلبون من محبيهم المستحيل، يحبونهم بما هم عليه من صفات خارجية وداخلية، فقد أحبوهم لأنهم كذلك، ولم يحبوهم كي يغيروهم. القبول عند المحبين هو رضا وتسليم بما عليه المحبوب. هو تسامي على متطلبات الأنا ورغباتها الصرفة. هو ارتياح لجريان مياه المحبة بينهم وفق الطبيعة الفطرية التي تفاعلت كيميائياً بينهم. القبول بين المحبين على مستوى الأفراد والجماعات هو باب للتعايش الأليف والودود بين الناس.

في القبول، كما يقول د. ديفيد هاوكينز، نستمتع بتجربة التناغم، نشعر وكأن الأحداث تتدفق، نشعر بالأمان وأننا يمكننا أن نخدم الآخرين بدون أن يراودنا شعور التضحية بالذات، بل يوجد شعور: ”أنا بخير“ و”أنت بخير“... في القبول، يوجد المرح والشعور بالتوازن والاسترخاء، وشعور بأنه لا مشكلة أن نكون فقط أنفسنا... في هذه الحالة، نبدأ حقاً بإدراك معنى الحب، ففي هذا المستوى من القبول يصبح الحب حالة مستقرة ودائمة في العلاقة، فنرى أن مصدر الحب داخلنا، ينبع من طبيعتنا الخاصة ليصل إلى الخارج ويشمل الآخرين... في القبول، نتمتع بحرية أن نوجد في الحاضر. وكذلك، بقبولنا طبيعتنا الخاصة المنسجمة مع وسائل الكون كما تنعكس في عالمنا، فلا يعود هناك أسف على الماضي ولا خوف من المستقبل. [1]  وفي المقطع المرفق إفادة بعنوان ”فن التقبل والتغافل“:

 https://yout.ub/BIFGb6neuCU

[1]  السماح بالرحيل ص 187 - 192 بتصرف