آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

العفو بين الحب والكراهية

كاظم الشبيب

من الفوارق بين الحب والكراهية أن المحب يستطيع أن يتغاضى عن جراحه، بينما الكاره يستحيل عليه التغاضي. أن المحب يتمكن من تناسى آلامه بينما الكاره يستصعب أن ينسى من آلمه. المحبة تتحول في وجدان المحب إلى آلة يمكنها شفط كل شوائب الكراهية وأوجاعها وذكرياتها ثم كنسها وكأنها، في لحظات الذروة من الهيمان والحب، لم تكن ولم تحدث. بينما فترات الكراهية تجعل المتكارهين يعودون لتذكر مشاعر ووقائع الأذية التي تناسوها.

لذلك نجد أنفسنا متفهمين لما ذكرته الدكتورة هيلين إيكمان وزميلها أليكس لوك حول العفو: إن مبدأ ”أعف وأنس“ ليس سهلاً كما يبدو. فقد وجد استطلاع للرأي أجراه معهد جالوب لاستطلاعات الرأي على الأمريكيين بخصوص موضوع العفو أن 94% يؤمنون بأنه من المهم أن تعفو، ولكن 85% قالوا إن العفو ليس شيئاً يمكنهم القيام به دون بذل مجهود والحصول على مساعدة الآخرين.

ورغم أن أغلب الأديان تعلم أتباعها الحاجة إلى العفو، ومع ذلك فهو يمثل واحداً من أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية، لا سيما مع غياب وعي الحب وروح المحبة. ومما يؤسف له في زماننا المعاصر أن ثقافة الكراهية وروح العداوة يتسللان إلى المجتمعات البشرية، لذا نرى أن كثيراً منا يحملون في داخلهم مشاعر الضغينة، ويتركونها تشكل شخصيتهم وأسلوبهم في التعامل مع الآخرين، ولكن من المهم أن نتخلص من هذه المشاعر، وإلا سوف تحدد جراحنا العميقة شخصيتنا التي نحيا بها.*

في المقطع المرفق إفادة رائعة بعنوان ”التسامح للأقوياء“:

*مبادئ بسيطة للاستمتاع بالحياة وبلوغ السعادة: ص 43-47 بتصرف.