آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 5:34 م

المملكة العربية السعودية والنهضة الكبرى

منذ تولى صاحب السمو الملكي الأمير الطموح محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولاية عهد المملكة العربية السعودية ورئاسة مجلس الوزراء، أعلن سموه، بطموح الشاب المخلص المحب لبلده وشعبه، عن ”رؤية السعودية 2030“ وهي رؤية طموحة عملاقة تهدف إلى نقلة نوعية كبرى للمملكة، وتحقيق أقصى درجات التقدم والازدهار، وتنوع مصادر الدخل القومي ووضع المملكة في مقدمة الدول الكبرى المتقدمة.

ولم تكن هذه الرؤية مجرد شعارات أو قرارات، بل مبنية على أسس علمية تقنية اقتصادية جادة، ودخلت حيز التنفيذ بالعمل الجاد لتحقيق الأحلام إلى واقع، ولذلك فقد أعلن سموه في عام 2017 م ”مشروع نيوم“، المشروع الطموح الهادف العملاق، والذي يقوده صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ليكون مدينة المستقبل، التي تحول الصحراء إلى حياة اقتصادية تنموية متكاملة، وتعمل بنسبة 100% بالطاقة المتجددة، مقدمة نموذج فريد للحياة المستدامة مع النمو الاقتصادي والسياحي، في بيئة صحية تحافظ على كوكب الأرض.

مشروع نيوم:

تبلغ مساحة المشروع نحو 26500 كيلو متر مربع، ويمتد ساحل نيوم مسافة 468 كيلو متر شمال غرب المملكة بين تبوك وضبا، ويشمل 41 جزيرة، و 4 مدن متخصصة هي ذا لاين، اوكساجون، تروجينا، وسندالة.

وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 500 مليار دولار، وسيعتمد المشروع كليا على مصادر الطاقة المتجددة النظيفة، حفاظًا على البيئة، وكمحمية طبيعية للمشروع، ويشمل المشروع كذلك جزءاً من الأراضي المصرية والأردنية كمستثمرين عالميين، لتطوير شرم الشيخ، ومنطقة العقبة.

وستقوم المملكة بإنشاء 4 مدن صغيرة في مشروع منفصل بالبحر الأحمر، إضافة إلى 41 جزيرة، و 50 منتجعًا سياحيًا، ومرسى لليخوت، والمشروع يعتبر منطقة استثمار خاصة مستثناة من أنظمة وقوانين الدولة الاعتيادية كالضرائب والجمارك والقيود القانونية الأخرى على الأعمال التجارية وقوانين العمل، مع الاحتفاظ بالقوانين والأنظمة السيادية للدولة، مما يشجع على جذب الاستثمارات الكبرى المحلية والعالمية…

وتقع نيوم في شمال غرب المملكة، وتتميز بمناخها المعتدل وطبيعتها الساحرة، حيث تتنوع فيها التضاريس، وتضم شواطئ مشمسة، وجبالا تكسوها الثلوج شتاء، ويهدف المشروع إلى جعل 95% من مساحتها محمية طبيعية، توفر لسكانها معيشة خيالية من الجمال والسحر والطبيعة والسياحة.

وتوفر نيوم آلاف الوظائف، التي تحتضن وتستقطب الكفاءات والمواهب، في مجال العمارة والبناء والسياحة والإدارة والبنية التحتية والاقتصاد، من مختلف دول العالم، مما يؤكد دور المملكة العالمي الرائد في مجال الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة.

ومن المتوقع أن يتم انتهاء العمل بالمرحلة الأولى من المنطقة الصناعية في عام 2025 م، حيث ستدرج في الأسواق المالية، ويتم الطرح العام قبل 2030 م، حيث تساهم بالناتج المحلى السعودي بنحو 100 مليار دولار، مما يمثل إضافة قوية وتنويع دخل للاقتصاد السعودي، وتحقيق رؤية وفكر سمو ولى العهد الطموحة، ومن المنتظر إتمام المشروع خلال فترة بين 30 و 50 عاما، مما يجعله مشروعًا للأجيال القادمة في خطة تنموية مستدامة طويلة الأجل.

ذا لاين:

تعد ذا لاين إحدى مدن مشروع نيوم، وقد أطلق ولى العهد قرار إنشائها في عام 2021 م، وتمثل مفهومًا جديدًا للمدينة الحضرية، التي تركز على الإنسان مع الطبيعة، وهي نموذج فريد للمدن العاملة بالطاقة المتجددة 100%، وتمثل 95% من مساحتها محمية طبيعية، والمشروع يتكون من 170 كيلو متر مربع من المجمعات البشرية المصممة لراحة الإنسان، خالية من السيارات والانبعاثات الكربونية، ويبلغ أقصى حد للتنقل بين طرفي المدينة 20 دقيقة عبر قطار فائق السرعة، يعمل بالطاقة المتجددة النظيفة المحافظة على البيئة، ويستغرق الوصول سيرا على الأقدام لجميع المرافق 5 دقائق فقط.

أوكساجون:

هي المدينة الثانية التي يضمها مشروع نيوم، والتي أطلق ولى العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود قرار إنشائها عام 2021 م، وتمثل المدينة الصناعية للمشروع، وهي مدينة صناعية عائمة تقع في القسم الجنوبي الغربي من منطقة نيوم، حيث الاختيار العبقري للموقع، حيث تتمتع بموقع استراتيجي على ساحل البحر الأحمر، الذي يمر عبره 13% من التجارة العالمية، وتضم ميناء متكاملًا ومركزا لوجستيا يخدم طرق 3 قارات، مما يمكنها من الربط المباشر بالأسواق العالمية، وتبلغ مساحة المشروع 48 كيلو متر مربع، وعرضه حوالي 7 كيلو متر، ويستخدم الطاقة النظيفة بنسبة 100%، مما يجعلها مدينة فريدة، تجمع بين الأعمال والمعيشة والتقنيات والرفاهية، في تناغم وانسجام فريد مع طبيعة خلابة.

تروجينا:

وتمثل تروجينا الوجهة السياحية الجبلية لمشروع نيوم، وتعمل على مدار العام، مقدمة سلسلة متنوعة من رياضات المغامرة والتزلج في الهواء الطلق، ورحلات متنوعة للمرتفعات الطبيعية، والمغامرات الافتراضية المثيرة، وقد أطلق ولى العهد الأمير محمد بن سلمان قرار إنشائها عام 2022، وتروجينا مدينة سياحية فريدة، سوف تقدم تجارب فريدة لا مثيل لها، وسوف تستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029 م، بالإضافة إلى مهرجانات وفعاليات عالمية، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 413 كيلو متر مربع، منها 57 كيلو متر مربع فقط مخصصة للبناء، ويبلغ ارتفاع أعلى جبل فيها 2600 متر، ويبلغ طول البحيرة الصناعية التي توفر رياضات المغامرات المائية 208 كيلو متر.

جزيرة سندالة:

تمثل جزيرة سندالة وجهة مثالية للسياحة البحرية الفاخرة، حيث جمال الطبيعة مع سحر التصميم الهندسي والفن المعماري الجميل، والتقنية الحديثة صديقة البيئة، وقد أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولى العهد قرار إنشائها في عام 2022 م، وتشمل المدينة 3 فنادق فاخرة، و 75 عوامة وإرساء بحرية لعشاق رياضة اليخوت، و 86 رصيفًا متطورًا.

مشروع البحر الأحمر:

من ضمن مشاريع النهضة الاقتصادية الكبرى للرؤية الطموحة للأمير محمد بن سلمان مشروع البحر الأحمر، الذي تم الإعلان عنه من قبل ولى العهد، حفظه الله، في 31 يوليو 2017 م وافتتح في 9 أكتوبر 2023 م.

وتبلغ مساحة المشروع حوالي 28 ألف كيلو متر مربع، ويضم أكثر من 90 بحيرة طبيعية، وما يقارب من 50 بركان خامد بين منطقتي أبلج والوجه، والمشروع عبارة عن مشروع سياحي عالمي، يستهدف سياح العالم، ولذلك يتبع المشروع أنظمة مرنة، حيث لا يحتاج الزوار إلى تأشيرة دخول سعودية.

وقد بدأ العمل في المشروع العملاق في فبراير 2019 للمرحلة الأولى، التي تختص بتجهيز وإنشاء البنية التحتية والأساسية للمشروع، من شق الطرق المؤقتة اللازمة للعمل، وإنشاء سكن العمال، وإمدادات الكهرباء والمياه.

وعند اكتمال مشروع البحر الأحمر في 2030 م، سيتألف من 50 فندقًا يوفر نحو 8000 غرفة فندقية، وكذلك 1300 عقارًا سكنيًا موزعًا على 22 جزيرة، كما يضم مرسى فاخرا، والعديد من وسائل الاستجمام والترفيه والأنشطة السياحية.

ومشروع البحر الأحمر، رغم أنه في بداياته، إلا أنه حصل على معدل 84 من أصل 100 نقطة، في تقييم التصنيف العالمي المرتبط بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

من الاستعراض الموجز السابق، يتضح آفاق النهضة الاقتصادية التنموية الاجتماعية الكبرى، التي تمثل طموح وفكر الأمير الطموح سمو ولى العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التي ترجمها في ”رؤية السعودية 2030“ والهادفة إلى نقلة كبرى للمملكة في كافة المجالات، تجعلها في مقدمة الدول الكبرى المتقدمة، وعلى كافة الأصعدة: الاقتصادية، الاجتماعية، السياحية، والتنموية.

وفق الله الأمير المخلص الطموح، وكتب سبحانه وتعالى للمملكة كل الخير والازدهار والأمن والتقدم والرفاهية.

طبيب وكاتب مصري