آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 8:10 ص

ثقب أسود عملاق بكتلة 33 شمسًا يهدد درب التبانة

جهات الإخبارية

كشف تلسكوب ”غايا“ الفضائي الأوروبي، المخصص لرسم خرائط مجرة درب التبانة، النقاب عن ثقب أسود هائل لم يسبق له مثيل، يمتلك كتلة هائلة تفوق كتلة شمسنا ب33 مرة. ويُعد هذا الاكتشاف بمثابة إنجاز علمي ضخم يُعيد رسم تصوراتنا حول طبيعة الثقوب السوداء في مجرتنا.

يُطلق على هذا الثقب الأسود اسم ”غايا بي إتش 3“، ويقع على بعد 2000 سنة ضوئية من كوكب الأرض. وينتمي إلى فئة الثقوب السوداء النجمية، والتي تتشكل نتيجة انهيار النجوم الضخمة في نهاية حياتها. وتُعد هذه الثقوب أصغر بكثير من الثقوب السوداء الهائلة الموجودة في مراكز المجرات، والتي لا يزال غموض يحيط بآلية تكوينها.

أوضح الباحث باسكوالي بانوزو، من المركز الوطني للأبحاث العلمية في مرصد ”باريس - بي إس إل“، والمعد الرئيسي للدراسة، أن اكتشاف ”غايا بي إتش 3“ جاء بمحض الصدفة. حيث تم رصد نجم أصغر من الشمس بقليل ”نحو 75% من كتلتها“ وأكثر سطوعاً، يدور حول جسم غير مرئي، يمكن ملاحظته من خلال الاضطرابات التي يتعرض لها.

بفضل دقة تلسكوب ”غايا“ الفضائي في تحديد مواقع النجوم في السماء، تمكن علماء الفلك من تحليل خصائص مدارات النجوم وقياس كتلة الجسم المرافق للنجم غير المرئي. وأظهرت النتائج أن كتلة هذا الجسم الضخم تتخطى كتلة الشمس ب33 مرة، مما أكد كونه ثقبًا أسودًا هائلًا.

وللتأكد من طبيعة هذا الاكتشاف، قام علماء الفلك بإجراء عمليات مراقبة إضافية باستخدام التلسكوبات الأرضية.

وأثبتت هذه المراقبات أن الجسم المكتشف هو بالفعل ثقب أسود، ويمتلك كتلة تفوق بكثير كتلة الثقوب السوداء النجمية الأخرى المعروفة في درب التبانة، والتي تتراوح كتلتها عادةً بين 10 و20 مرة كتلة الشمس.

يُعد اكتشاف ”غايا بي إتش 3“ إنجازًا علميًا هامًا يُقدم نظرة جديدة على طبيعة الثقوب السوداء في مجرة درب التبانة. ويُشير هذا الاكتشاف إلى وجود ثقوب سوداء ضخمة ذات كتلة هائلة لم تكن متوقعة سابقًا، مما يُثير تساؤلات جديدة حول كيفية تكوين هذه الأجسام الفائقة الكثافة وتطورها.

يُمهد هذا الاكتشاف الطريق لمزيد من الدراسات والبحوث لفهم طبيعة الثقوب السوداء بشكل أفضل. كما يُؤكد على أهمية الاستمرار في رصد الفضاء واكتشاف أسراره المذهلة.