آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

خطوات في الدبلوماسية مع الناس

رضي منصور العسيف *

قال النبي ﷺ: «المداراة نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش» [1] 

وقال ﷺ: «أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض» [2] .

يعتقد كثير من الناس أن الدبلوماسي أو الدبلوماسية تعني السفراء ورجال السلك الدبلوماسي في الدولة.. إلاّ أنه وحسب تعريفها تعني الشخص الذكي الراقي الذي يتصف بأسلوب حوار جميل يستطيع من خلاله الخروج من الأزمات بسرعة وسهولة تامة.. كما انه عبر دبلوماسيته يجد الحل الجذري للمشكلات التي يقع فيها.. وصفات الشخص الدبلوماسي كما حددها «هارولد نيكسون» هي المصداقية والرقة والهدوء والصبر والتواضع والاخلاق الطيبة.

كذلك فإن للتعامل مع الناس دبلوماسية معينة، وهي ليست من النفاق في شيء، بل هي عين العقل، وعين الحكمة، وهي ما عبرت عنها أحاديث أهل البيت بالمداراة.

يقول أحدهم: قبل أن أسلم لم اكن أهتم بالإسلام لكن الذي جذبني اليه هو سلوك الشخص المسلم الذي تعاملت معه وأخلاقه العالية... أي أنه وجد من يتعامل معه بطريقة دبلوماسية، وهكذا انجذب إلى الإسلام.

وإليك بعض صور الدبلوماسية مع الناس:

1/ تعامل مع الآخرين بدون تكلف أو تملق أو مجاملة، بل بكل أريحية.

2/ تقبل الانتقاد من الآخرين: إن النقد شيء لابد أن تواجهه مهما كان مستواك العلمي أو الوظيفي أو الاجتماعي. لذلك يجب عليك أن تتآلف معه.

3/لا تتسرع في الحكم على الآخرين وأعط مجالاً للتبرير ومجالاً للتوبة، فكثير ما تكون الأمور خلاف ظواهرها. فكما قال أمير المؤمنين في كلام له: «ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا». [3] 

4/كن باسماً مع الآخرين واستخدم معهم الذوق في القول والفعل.

وهذا ما يؤكده خبراء الاحاسيس الإنسانية، ان الشخص الذي يبتسم كثيرا يكون له تأثير ايجابي في الاخرين اكثر من الشخص الذي يبدو وجهه عبوسا دائما، وكما ورد عن الرسول الأكرم فإن: « تبسمك في وجه أخيك صدقة » [4] 

5/ احترم آراء الآخرين ولا تجرح مشاعر الأخرين.

ورد أن الحسن والحسين مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن، فأخذا بالتنازع، يقول كل واحد منهما: أنت لا تحسن الوضوء، فقالا: أيها الشيخ! كن حكما بيننا يتوضأ كل واحد منا سوية، [فتوضئا]، ثم قالا: أينا يحسن؟ قال: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن، وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما.

فما أروعها من دبلوماسية في فن التعليم.

6/حاول أن تستمع للآخرين باهتمام وتركيز.

يقول الإمام علي : «عود اذنك حسن الاستماع» [5] 

فالاستماع الجيد هو بداية للتواصل الفعال والناجح مع الآخرين.. وعندما تتقن هذه المهارة.. ستجد حب الناس لك وانهم مستمتعين بالجلوس معك!

7/تجنب الجدال غير المفيد مع الآخرين ففي ذلك مضيعة للوقت، ويورث الضغينة والعدواة.

8/ابدأ الناس بالسلام دائماً، في وصايا لقمان أنه قال: «يا بنيّ ابدأ الناس بالسلام، والمصافحة قبل الكلام» [6] 

9/كن صادق الحديث: قال الإمام علي : «مَن صَدَق لسانُه زكا عملُه،» [7] . وتحدث مع الناس بكل لطف وتأني، وفكر قبل أن تقول أي شيء قد تندم علية فيما بعد.

10/عامل الناس بأحب الأشياء التي تريد أن يعاملوك بها حتى يتأثروا بك وتكون لهم أعز الأحباب. ورد عن الإمام الحسن : «صاحب الناس مثل ما تحب أن يصاحبوك به» [8] 

وحينما تتعامل مع الناس بهذه الكيفية، فأنت دبلوماسياً ونتيجة هذا العمل هو النجاح في الحياة، ونيل السعادة.

[1]  الفضيلة الإسلامية

[2]  الفضيلة الإسلامية

[3]  الكافى ج 2 ص 362.

[4]  كنز العمال ج6 ص410 حديث 16305.

[5]  ميزان الحكمة

[6]  الاختصاص 338، مستدرك الوسائل 8 | 357 ـ 358.

[7]  غرر الحكم ودرر الكلم

[8]  اعلام الدين، ص‏297.
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف