آخر تحديث: 18 / 5 / 2024م - 7:00 م

خلال ندوة الجمعة الأسبوعية في مجلسه

الشيخ الصفار: الناس بحاجة إلى الأحكام التي تيسر حياتهم في هذا العصر

جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار أن الناس في هذه المرحلة المهمة من الحياة بحاجة للأخذ بالأحكام الشرعية التي تسهل عليهم واقعهم المعاش.

وأضاف: إننا نعيش في بيئة مفتوحة، والضغوط تتكالب على الإنسان المسلم من كل الاتجاهات، وهذا ما يدعونا ان ننحو نحو التيسير والتسهيل على الناس حتى يعيشون منسجمين مع ذواتهم لا يشعرون بوخز ضمير أو تجري على الدين بسبب الأحكام المتشددة.

جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية التي يقيمها في مجلسه الأسبوعي مساء يوم الجمعة، وجاءت تحت عنوان: ”الالتزام الديني بين التشدد والتمييع“

مجلس الشيخ حسن الصفاروأكد أن تمييع الالتزام بالأحكام الشرعية خطأ كبير ولا يجوز، وهو لا يقتصر على الأحكام الدينية، بل ويشمل القوانين العامة. لكنه أشار إلى أن الالتزام بالدين ينبغي أن يكون كما يأمر الدين، والدين لم يأمر بالتشدد، بل بالعكس من ذلك، فهو ينهى عن التشدد، ويأمر باليسر.

وأضاف ان التشدد في الالتزام الديني خارج المنهج الديني، وخارج أحكام الدين أمر غير صحيح.

وعن انعكاس شخصية الفقيه في موضوع إصدار الفتوى نحو التيسير أو التشدد اوضح الشيخ الصفار: أن الفقهاء جزء من البيئة التي يعيشون فيها، لذلك هم يتأثرون بها، وبمستواهم العلمي، سواء كان على صعيد العلم بالأدلة أو كان بتشخيص الموضوعات.

وتابع القول: لذلك نجد بعض الفقهاء تنحوا فتاواهم نحو التشدد، والبعض الآخر فتاواهم نحو التيسير والتسهيل، وهذا راجع لعدة أسباب منها الاختلاف في المباني، واختلاف البيئات، فالفقيه الذي يعيش في بيئة يرى فيها المشاكل والضغوط والحرج على الناس تتأثر أرائه الفقهية.

وأستشهد بما نُقل في حياة المرجع الراحل السيد محسن الحكيم انه كان لا يرى طهارة أهل الكتاب، ولكن عندما سافر إلى لبنان للعلاج وعاش فترة من الزمن هناك، ورأى معاناة الناس أمام هذه المسالة، دفعه ذلك لدراسة الأدلة من جديد في هذه المسالة، وحكم بطهارة أهل الكتاب.

وفي موضوع الحرج الذي قد تسببه بعض المسائل الشرعية على المكلفين، وهل يجًوز الشرع لهم التبعيض والرجوع لفقيه آخر؟. بين ان هذا الموضوع يناقش من زاوية التقليد والذي هو قائم على اسءاس واجب تقليد الأعلم عند مشهور العلماء، وبناء لذلك فالمكلف الذي يرجع لمرجع وله في المسالة رأي واضح.

وقال يجب الالتزام بذلك، أما لو كان لديه احتياط وجوبي، أي ليس لدى الفقيه قطع في مسألة ما، فهنى بإمكان المكلف تقليد فقيه آخر بناء على ذلك الاحتياط.

وتناول الشيخ الصفار علاقة الشباب مع الأحكام الشرعية بين من يرى التسهيل عليهم في بعض الأحكام وبين من يرى التشدد في ذلك، مشيرا إلى ان العلماء المنفتحون على الشباب في هذا العصر يميلون في الغالب إلى التسيير والتسهيل.

وأشار ان هذا راجع إلى أن الدين يدعوا إلى التيسير والتسهيل.

وعلق الشيخ الصفار على وجهة النظر المقابلة والتي تؤكد على أهمية التشدد في الأحكام الشرعية، حتى تكون نفسية الشباب اقوي في الالتزام الديني.

ولفت إلى ان هذا الاحتمال قد يسبب النفور ولو آجلا عن الدين. 

واستغرب الشيخ الصفار التشدد الكبير في موضوع أكل الطعام من سوق المسلمين، خصوصا وان سوق المسلمين محكوم عند كل الفقهاء بالإباحة والحلية ما لم يعلم المكلف ان اللحم غير مذكى فتبني على حليته وإباحته، وهذا ما يقوله الفقهاء بعدم وجوب السؤال والفحص.

وأضاف "ان البعض يتشدد من خلال التأكيد على السؤال وانه قد يسبب آثار واقعية على النفس، وهو منحى لا داعي له ويسبب حرجًا ومشاكل للناس".

وبين ان الالتزام في الاحتياط في مجال التطبيق ليس شيئا ملزما، ولكن إذا ما أراد شخصا ان يلتزم فهو حر بذلك.

وأضاف "ان هناك مشكلة لدى بعض من يريد أن يحتاط، فيقوم بإعطاء عنوان شرعي بحرمة اللحوم من المطاعم وفقا لما يراه هو، فيمنع الناس من هذا الأكل بحجة انه حرام، وهذا افتراء لا يصح".

وتابع "حتى الفقهاء إذا كان الدليل غير واضح عندهم فهم لا يقولون بالحرمة، بل يقولون الاحوط لزوما الاجتناب، فكيف يجيز البعض لأنفسهم ان يمنعوا للناس ويقولون ان هذا حرام".

وتناول الشيخ الصفار قاعدة سد الذرائع المشهورة، مشيرا ان جمهور علماء أهل السنة يرون ان أي أمر قد يقود للحرام هو حرام. أما علماء الشيعة فيرون ان ما لا ينفك عن الوقوع في الحرام يكون حرام، أما مجرد الاحتمال في الوقوع في الحرام فهذا لا يكون حراما.

وفي معرض إجاباته، تناول الشيخ الصفار ما يسمى الآثار التي تكون على نفس الإنسان بسبب الأكل الحرام واقعاً وان كان حلالاً بحسب الظاهر، حيث أشار إلى ان الكثير من العلماء يناقشون في هذا الموضوع.

ومضى في القول ان الشرع يقول ان الأصل الإباحة والطهارة، فإذا كان الشرع يعلم ان هذا الأمر يضر الإنسان، فكيف يقول بجوازه.

وختم برواية عن رسول ﷺ حينا وقف في حجة الوداع تبين ما هو موجود من تيسير وتسهيل في الأحكام الشرعي، مؤكدا ان هذا المنهج هو المنهج العام الموجود في روايات أهل البيت .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 9
1
محمد ولد الداد
5 / 1 / 2017م - 3:25 ص
الله يحفظك شيخ حسن ويطول عمرك ويمتعنا بشوفتك سالم معافى باذن الله
يافخر القطيف
2
حداثي شرعي
[ القطيف ]: 5 / 1 / 2017م - 6:29 ص
مع خالص التحية لسماحة الشيخ وللحضور ولكم ، يجب عدم حمل كلام الشيخ على أنه الدعوة للتساهل في تعلم الأحكام الشرعية والذي هو لازم في المسائل الابتلائية، وبخاصة باب التقليد إذ هو مفتاح ساير الأبواب. والله الهادي إلى سواء السبيل.
3
البلورة
[ Saihat ]: 5 / 1 / 2017م - 10:16 ص
الله يحفظك
انت الوحيد الي تبرد القلب
الناس ماعاد تتقبل التعنت والتشددً
خلونا نرجع مثل ايام ايدادنا كانوا يعيشون بسلام وحياة طبيعيه
بدون تعقيد
الان طلع علينا من يتاجر باسم الدين
ويستشرف علينا
4
ابو زينب
[ القديح ]: 5 / 1 / 2017م - 10:33 ص
سئل السيد الخوئي قدس سره سؤالاً نصه: هل يجب السؤال عن اللحوم في سوق المسلمين، مع العلم بكثرة الميتة فيها؟

فأجاب قدس سره بقوله: إذا كان يعلم كما هو الفرض، فنعم لا بد من السؤال، والله العالم. (صراط النجاة 2/359).

ولا شك أن العلم بكثرة اللحوم غير المذكاة في سوق المسلمين حجة، ولا ينبغي تقديم أمارة سوق المسلمين الظنية على العلم القطعي، وحينئذ لا يكون ذلك السوق أمارة على الحلية في هذه الحالة؛ لأنه معارَض بالعلم، والأمارة الظنية إذا عارضها العلم لا قيمة لها.

ونلاحظ في بعض البلاد الإسلامية في هذا العصر كثرة اللحوم المستوردة من بلاد الكفار؛ لقلة تكلفتها مقارنة باللحوم المحلية، ولحلية ذبائح الكفار عند أهل الخلاف الذين يستوردون هذه اللحوم ويشكلون غالبية الباعة في هذا السوق، وهذا يستوجب الحذر من هذه اللحوم يل يستوجب اجتنابها.

 (منقول من موقع الشيخ علي آل محسن حفظه الله ...)
5
علي
[ الربيعية ]: 5 / 1 / 2017م - 11:33 ص
في الواقع اننا اذا اردنا وضع قاعدة عامة مريحة فهي (كل شيء في هذه الدنيا اما ان يلزم الدين به او لا يلزم) فمن جعل ما لا يلزمه الدين واجبا فعمله ليس بدين,ومن جعل ما يلزمه الدين غير واجب فعمله ليس بدين,
فيتضح حينئذ ان كلا العملين خارج عن الدين ولا فررق بينهما من هذه الجهة
نعم من اراد ان يوصل نفسه الى المراتب العالية فله ان يلتزم بالمستحبات والاحتياطات ويترك المكروهات كما هو واضح لكن بشرط عدم جعلها الزامية لئلا يكون مبتدعا ومشرعا
(آلله أذن لكم أم على الله تفترون)
6
خيرية الدخيل
[ صفوى ]: 5 / 1 / 2017م - 12:16 م
تحية اجلال وتقدير لسماحتكم نريد نسخاً مكررة لحضرتكم بدلاًعن تجار الدين وارتداءعباءته وتصدير فتاوي تنم عن قناعته هو ..لا عن شرع الله ،يحفظكم المولى
7
عبدالله علي
[ العوامية ]: 5 / 1 / 2017م - 2:05 م
جزاكم الله خيرا شيخنا العزيز.

الشباب تواقون لسماع هذا الفكر الديني المعتدل فقد كرهوا الدين بسبب التشدد.
8
كميت
5 / 1 / 2017م - 3:49 م
احسنت اخي ابو زينب ما نقلته هو الصحيح
9
ابو زينب
[ القديح ]: 5 / 1 / 2017م - 6:14 م
و انت كذلك أخي العزيز كميت ...