آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 11:13 م

منتقدين عدم وجود مراكز للرعاية

الصم والبكم يطالبون بتطوير وسائل التعليم وتوفير فرص مناسبة للعمل في الشركات

جهات الإخبارية تصوير: أحمد الصادق - القطيف

طالبت فئة الصم والبكم بضرورة تطوير وسائل التعليم عبر توفير مترجمين ومعلمين أكفاء وذوي تأهيل مناسب، مشيرة الى ان ضعف مستوى انماط تعلم اللغة العربية تمثل ابرز العوائق في تعلمها، مؤكدة توفر ظروف ملائمة او فرص مناسبة للعمل في الشركات الخاصة.

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان ”فئة الصم والبكم: الظروف والحاجات“ بمشاركة محاضرين من فئة الصم والبكم وهما زكريا آل جمال وهاشم العلي والتي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي بمحافظة القطيف.

الصم والبكم في منتدى الثلاثاءواوضح زكريا آل جمال، إن أعضاء فئة الصم والبكم متفاوتون في المستويات، منهم متميزون وذوي قدرات عالية.

وبين، أن أبرز المعوقات التي لدى هذه الفئة تتمثل في مستوى اللغة العربية بسبب أنماط التعليم التي لا تؤهلهم بصورة جيدة لتعلمها، مما يؤدي إلى صعوبة في التواصل مع الناطقين حتى باستخدام وسائل التقنية الحديثة.

وذكر، ان فئة الصم والبكم تواجه مصاعب كثيرة في حياتهم اليومية كالعمل وغيره مما يتطلب منهم طلب الاستعانة بمترجمين، ولكنهم غير متوفرين بما فيه الكفاية.

وأشار الى أن هذه الحالات تسبب التوتر لدى أفراد هذه الفئة جراء التعامل معهم مثل الجمادات أحيانا.

وقال أن أعداد هذه الفئة كبير في المجتمع، إلا أن المعلومات التي تتوفر لهم محدودة وضعيفة بسبب عدم التواصل الفعال مع بقية فئات المجتمع.

واكد على أنهم يعانون من مشاكل كثيرة أبرزها عدم وجود مركز متخصص لرعاية فئة الصم والبكم يساعدهم على تنمية القدرات وتسهيل دمجهم في المجتمع.

الصم والبكم في منتدى الثلاثاءوأضاف أن جزء من المشكلة تقع على طريقة التربية التي عاشتها هذه الفئة، فالوالدان لا توجد لديهما الأسس التربوية السليمة للتعامل مع متطلبات هذه الفئة، مما يسبب أحيانا نفورا منهم.

وطالب بضرورة تطوير وسائل التعليم عبر توفير مترجمين ومعلمين أكفاء وذوي تأهيل مناسب.

وأسعرض تجربته الشخصية حيث ولد في بيت مع أخ له أصم أيضا، ولم يجدا بدا إلا الدراسة في المدارس العامة، مما دفعهما لتقليد ما يكتب لهما دون أي فهم أو معرفة.

وأشار الى انه ضاعت عليهما سنوات دون أن يستفيدا شيئا إلى أن بدأ في تعلم لغة الإشارة وبدأ في التواصل مع المجتمع، ويتذكر بأنه عندما تعلم أيام الأسبوع كان ذلك فتحا عظيما في حياته.

واستعرض نماذج من المصاعب الحياتية كالحصول على خدمات في حال الطوارئ مثلا وفي أوقات متأخرة من الليل، وعدم القدرة على إيصال المطالب والقضايا لصناع القرار، وعدم جود مراكز رعاية خاصة لأسر الصم، وضعف كفاءة المعلمين، وغياب القوانين التي تحفظ حقوق هذه الفئة في التعليم والتوظيف. 

وقدر عدد الصم والبكم في محافظة القطيف بنحو 450 شخصا من الجنسين، مؤكدا الرغبة على العيش حياة طبيعية والمساهمة في خدمة وتطوير المجتمع ومساعدة الآخرين، بيد ان المشكلة تكمن في عدم فرص متساوية مع الآخرين.

الصم والبكم في منتدى الثلاثاءبدوره قال هاشم العلي ان فئة الصم والبكم معتادة على الكلام داخل المجتمع المغلق والخاص، لافتا الى قلة الفرص المتاحة أمام هذه الفئة للتحدث امام العموم.

وأوضح، أن فئة الصم تعاني من صعوبات فكرية لقلة المعارف بسبب ضعف أساليب التعليم، مؤكدا، أن ضعف وصعوبة التواصل مع المجتمع يقود إلى المزيد من التوتر النفسي.

واستطرد في حديثه عن تجارب بعض النماذج المتميزة في مجالات الدراسة الجامعية وخاصة من تم ابتعاثهم للخارج لمواصلة دراستهم.

ولفت الى أنه لا توجد كليات محلية تقبل انضمام هذه الفئة لها، مضيفا، ان الشركات الخاصة لا توفر ظروفا ملائمة أو فرصا مناسبة لهذه الفئة في مجالات العمل، فالأعمال التي تحصل عليها عادة ما تكون هامشية وبسيطة.

واشار الى إنجازات هذه الفئة منها تحقيق مركز الصم والبكم بالقطيف بطولات رياضية على مستوى المملكة لست سنوات متتالية، المشاركات على مستوى الخليج أيضا، محملا المجتمع مسئولية تعلم لغة الإشارة ومطالبا بتوفير أعداد مناسبة من المترجمين، وإتاحة فرص مناسبة للتعلم والعمل.

وشهد المنتدى عرض فلم "أنين الصمت" الذي صور جانبا من معاناة هذه الفئة الاجتماعية في تعاملها مع مختلف الجهات والمؤسسات الخدمية كالمستشفيات وغيرها، وصعوبة التواصل مع الأشخاص الناطقين.

كما استضاف المنتدى مجموعة نخبة العلاج الوظيفي كمبادرة أهلية واجتماعية تعنى بالتثقيف في مجالات العلاج الوظيفي كتخصص طبي تطبيقي يركز على زيادة استقلالية المريض. 

وأوضح منتظر الصفار أن المجموعة تتألف من 67 عضوا من مختلف الدول العربية وقامت بالعديد من الفعاليات والأنشطة التوعوية والزيارات الميدانية لتحقيق أهدافها. 

كما تحدث في فقرة الفعاليات المصاحبة أيضا الفنان سلمان الأمير عن تجربته الفنية في رسم البورتريهوالذي ركز فيها على اختيار شخصيات عالمية ساهمت في تحقيق منجزات إنسانية.

وعبر عنها بأنها تجربة مليئة بالمتعة والمغامرة وأن الرسم رياضة فكرية للحفاظ على الصحة الذهنية للإنسان، موضحا أن الفن ليس للموهوبين فقط.