آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

المراهقة: كيف نتخطاها بسلام «الجزء الأول»

نعمه فؤاد كامل *

حينما نفكر فى أن أطفالنا سيكبرون ويمرون بمرحلة المراهقة ينتابنا مشاعرمختلطة ممزوجه بالفرح والخوف والقلق بل ويتكرر بداخلنا عدة تساؤلات عن كيفية حال ابنى أثناء تلك المرحلة، هل سيتغير وكيف يمكننى مساعدته.

تتميز فترة المراهقة بحدوث العديد من التغيرات الجسمانية، والانفعالية، والعقلية والاجتماعية كما أنها مرحلة انتقال كلى وشامل من مرحلة الطفولة الوادعة الى مرحلة الشباب والرشد واكتمال النضج.

لذا فان القاء الضوء على عالم المراهق يعُد بمثابة المفتاح الأول الذى نستطيع من خلاله الدخول الى تلك العالم والتعامل معه بواقعية وهدوء كى ينتقل أبنائنا من تلك المرحلة ويُصبحو شباب وفتيات فعالين ومؤثرين فى المجتمع بكل مستوياته وأنماطه.

أولاً: دعونا نتحدث ونتعرف على التغيرات التى تحدث أثناء تلك الفترة أو المرحلة

التغيرات التى تحدث أثناء تلك الفتره تختلف من شخص لاخر ولكن فالنتفق جميعاً أن معظم تلك التغيرات هي تغيرات جديدة من نوعها، ولم يسبق للمراهق أن يمر بها من قبل فى فترة الطفولة وعادة تبدأ المراهقة فى سن الثالثة عشر وتنتهى فى الثامنة عشر وقد تمتد الى الحادية والعشرين ومن أهم مظاهر تلك التغيرات هى النمو والنضوج الجسمى والجنسى ويستدل على ذلك بحدوث الحيض لدى الفيتات والاحتلام وظهور المنى لدى الأولاد ويظهر الدافع الجنسى بشدة أثناء تلك الفتره، كما تحدث بعض تغيرات فى الشكل مثل ظهور الشعر فى أجزاء الجسم المختلفة وحول الأعضاء التناسلية، كما يزداد حجم وطول الجسم، ظهور حب الشباب بسبب زيادة فى افرازات الغدد الدهنية وكثرة التعرق مع عدم التنظيف الجيد للوجه والعناية بشكل خاطىء به مما يؤدى الى حدوث البثرات والتقرحات، كما نجد أن المراهق شديد الاهتمام بتلك التغيرات فنجده يقوم بقياس طوله بصفة يومية، ويقف أمام المرأة لأوقات طويلة ويرغب أن يظهر فى أحلى صورة أمام الاخرين.

أما عن النمو العقلى فيتزايد ادراك المراهق وتتسع أفاقه الذهنية فيصبح أكثر قدرة على استيعاب المفاهيم المجردة مع نمو ذكائه بشكل حاد، كما يبدأ أيضاً فى تحديد أهتماماته وتكوين فكرة عامة عن الحياة والمصير والغاية. أما بالنسبة لوعيه الدينى فنجد أن المراهق يكثر التفكير فى صفات ووجود الخالق سبحانه وتعالى لذا يسهل توجيه وعيه وانفعاله الدينى اما بشكل صحيح أو للأسف بشكل خاطىء مما يؤدى الى انجرافه ودفعه نحو تلقين المعانى بشكل منحرف.

ومن أهم التغييرات التى تحدث فى تلك الفتره وخاصة فى بدايتها هى وجود انفعالات متضادة ومتضاربة، فنجد المراهق أكثر تحسساً لانتقاض الأخرين له بل ويحاول التمرد والعصيان لاثبات ذاته ومقاومة السلطة المحيطة به وكذلك يتصف مزاجه بالتقلب السريع وأحياناَ كثيرة نجده لايستطيع التحكم فى انفعالاته مما يدفعه الى القيام بسلوكيات غير مرغوبه كالصراخ والدفع بالاشياء أوالتهديد. كما نجد أيضاً أن المراهق قد يكون أقل صبراً وأكثرعجله فى أمره، وقد يشعر بالشك فى توجيهات الأخرين له، وقد يشعر بالضياع فى عالم ملىء بالميثرات، وقد يكون أكثراً عناداً وتمرداً.

كما تتميز تلك الفترة بحب المراهق لذاته والاعتزاز بها فيشعره ذلك بحقه فى ابداء الرأى وأنه ليس طفلاً كما قد ينعكس ذلك فى طريقة جلوسه ومظهره وتصرفاته بشكل عام. كما تسود أحلام اليقظه فى تلك المرحلة لدى المراهق ويتجه ويهتم بالجنس الأخر وخاصة اذا كان لديه حرمان من الدفء والحنان داخل الاسرة.

ولنكمل مسيرة حديثنا بنقطة هامة جداً تخص الهوة التى تحدث بين تفكير الأباء والأبناء وأخص بالذكر هنا انها لاتنشأ فى التو واللحظة بل هى امتداد لما سبق تكونيه من علاقة بين الابناء والاباء سواء كانت علاقة تتميز بالرفض وعدم الاحتواء أو كانت مبنية على الاحترام والانصات.

والآن بعد ماقمنا بعمل جولة سريعة والدخول الى عالم المراهق فالنكمل باذن الله تعالى فى الجزء القادم «الثانى» من تلك المقالة كيف نستطيع أن نتخطيها بسلام.

أستاذ مساعد جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل
دكتوراه فى التمريض النفسى والصحة النفسية