آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

لا تغامر بحياتك وقل لا للمخدرات

نعمه فؤاد كامل *

الجزء الثاني: الآثار الاجتماعية والنفسية والاقتصادية المترتبة على تعاطي المخدرات وطرق الوقاية

تحدثنا فى الجزء الاول من تلك المقاله عن معنى الادمان والتعاطى والاسباب التى قد تؤدى الى ذلك والان سنتحدث سوياً عن الآثار الاجتماعية والنفسية والاقتصادية المترتبة على تعاطي المخدرات وطرق الوقاية

ظاهرة تعاطي المخدرات لها عدة آثار اجتماعية ونفسية واقتصادية على الفرد والاسرة والمجتمع ولقد أثار الارتفاع الهائل لعدد الوفيات المتعلقة بتعاطي مواد الإدمان في الأعوام الأخيرة قلق في دول العالم ذلك لأن الأضرار الناتجة عن تعاطي المواد المخدرة متعددة وتشمل التالي:

أولا: الاثار الاجتماعية: مثل الانطواء، ارتكاب أفعال غير أخلاقية، ممارسة تصرفات غير سوية يرفضها المجتمع، وغالبا ما تكون خارقة للقانون.

ثانيا: الاثار النفسية والعقلية والعصبية: وجد ان الادمان مرتبط بانحرافات سلوكية منها الشك الدائب من قبل المدمنين، وكذلك الخوف والقلق والانحراف السلوكي مما يدفع الشخص المتعاطي لأرتكاب الجرائم المختلفة للحصول على المخدرات من خلال الاحتيال والكذب والسرقة.

فضلاً عن حدوث اضطرابات نفسية وعقلية مثل جنون الهذاء «البارانويا» حيث يظهر هذا في صورة أفكار ومعتقدات غير واقعية، حدوث الإكتئاب وقد يشعر المدمن بالحزن الشديد، تبلد المشاعر، التشوش العقلي وحدوث تشنجات وارتعاشات وفقدان المهارات الحركية وقد يؤدي الى العمى بسبب التهاب العصب البصرى

ثالثاً: الاثار الاقتصادية غالبا ما تعاني الدولة التي تعاني من انتشار تعاطي المخدرات والتجارة بها الى خسائر اقتصادية فادحة فقد يؤدي انتشار ادمان المخدرات إلى إنفاق الأموال من اجل مكافحة تهريب وتعاطي المخدرات، إنفاق الأموال من اجل تنفيذ العقوبات، إنفاق الأموال من اجل علاج المدمنين ومن الخسائر الاقتصادية على مستوى الفرد والمجتمع التي اثبتتها كثير من الدراسات انه توجد علاقه بين الإدمان وحوادث الطرق.

مما سبق نجد اننا فى أشد الحاجة لاتباع بعض الطرق والوسائل التى تقينا وتقى أبنائنا من الادمان فلنعمل نحو سلسلة الوقاية بدرجاتها المختلفة بدءاً من منع حدوث الظاهرة وانتهاءا بعلاج ومنع حدوث انتكاسات.

الوقاية من الدرجة الأولى: هذا النوع من الوقاية يهدف الى منع التعاطي في المجتمع وذلك من خلال زيادة الوعي المجتمعي عن خطر المخدرات وآثارها على الفرد والمجتمع لذا فعلى جميع المؤسسات والقطاعات المختلفة نشر الوعى عن ذلك.

وايضا التدخل المبكر الموجه نحو الجماعات المستهدفة الضعيفة لمنع انتشار التعاطى فيما بينهم.

حث وسائل الاعلام والتلفاز على القيام بالتوعية الايجابية حتى لا تحدث تأثيرات عكسية لما يتم عرضه.

الوقاية من الدرجة الثانية: تعتبر خط الدفاع الثاني والهدف منها الاكتشاف المبكر للمتعاطين من خلال ملاحظة العلامات والسلوكيات التي تظهر على الشخص المتعاطى من خلال استماع الآباء للأبناء عن مشاكلهم ومراقبة سلوكياتهم وضغط الأصدقاء عليهم ودعم جهودهم في مقاومة ذلك.

والجدير بالذكر هنا أن اكتشاف الادمان مبكرا امر هام وضروري، لذا سأتحدث عن بعض الظواهر التي يستدل منها على تعاطي الشخص 1 - لديه دافع لأن يكون فى حالة فقدان الوعي 2 - ظهور أعراض جسمية مثل أعراض الانفلونزا وكثرة الرشح، ظهور أعراض مثل أعراض الاجهاد واهمها احمرار العينين وانخفاض في الوزن، مجموعة من الاعراض الحسية وتغيرات فى سلوك الشخص، كثرة الاحتجاج، فقدان الوعي والدخول في عالم الاوهام، الرغبة في الابتعاد عن المنزل، عدم الاهتمام بالمظهر، الانطوائية، الكسل الدائم والتثاؤب وتدهور عام في الشخصية.

الوقاية من الدرجة الثالثة: الهدف منها تقليل المشكلة حتى لا تزداد من خلال تأهيل المدمن الذي تم علاجه لحمايته. ويتم معالجته طبياً عن طريق الفطام التدريجي من المخدرات تحت اشراف طبي كامل، وأيضاً يتم معالجته نفسياً واجتماعياً نحو إعادة تأهيله واستيعابه اجتماعيا.

ولا ننسى أن المدمن وارد انتكاسته والرجوع للادمان مرة أخرى بعد المعالجة، ولتجنب ذلك يجب الالتزام بالآتي:

  •  الابتعاد عن أصدقاء السوء.
  •  المساعدة فوراً إذا تم الرجوع للمخدر.
  •  تنفيذ خطة العلاج وعدم التوقف عن رؤية الطبيب النفسي.

وفي نهاية الأمر نجد أن إدمان المخدرات هو طريق طويل وشاق مهما تسبب في حدوث نشوة وسعادة زائفة لذا فلا تغامر بحياتك وقل لا للمخدرات. نسأل الله تعالى لنا جميعًا الهداية وأن نسلك طريق الحق.

أستاذ مساعد جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل
دكتوراه فى التمريض النفسى والصحة النفسية