آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 5:35 م

هل يوجد من يسمعنا؟

سوزان آل حمود *

الإنسان الذي يشعر بالنقص يخاف المتميزين، يحاول دائماً انقاص قدرهم ومكانتهم أمام الاخرين خاصة ان كان هو المدير، وبكل بساطة يظن أنه أكثر شخص مبدع والجميع أقل مرتبة فكرية منه ويكون بذلك مديراً سيئاً.

ونجد أن المدير السيئ أو المتسلط أو الذي لا يملك أدنى فكرة عما يقوم به، هو السبب الأول لاستقالة الموظفين أو انتقالهم حول العالم. الواقع هو أن قلة قليلة تتمكن من خلق علاقة جيدة مع مديرها، والبقية تخضع لمزاجية تتنوع بين يوم جيد مقابل أسبوع كامل من الطباع الحادة.

لا يوجد وصفة سحرية تمكنك من التعامل مع مديرك؛ لأن السلطة أحياناً تفعل فعلها بعقول البشر، وتحولهم إلى مخلوقات غريبة. في المقابل عليك تذكر أنه بشري أيضاً، وأنه قد يكون يعاني بدوره من مدير سيئ بمركز أعلى، لكن وبما أنه في موقع سلطة؛ فهو يمنح نفسه الحق بإسقاط إحباطه والتنفيس عن غضبه من خلال معاملة الموظفين بطريقة غير مقبولة أحياناً.

لكن قبل أن يتمكن من استنزافك، تعلم التعامل مع المواقف الأغرب التي قد يضعك مديرك فيها حين يتفوه بهذه العبارات.

مدير بطباع حادة هو أسوأ نوع، ولا يتردد قبل استخدام عبارات نابية أو لا تليق بمنصبه، المشكلة هنا هي أنه لا يمكن توقع تصرفاته؛ مما يجعلك كموظف في تأهب تام طوال الوقت.

في حال كان مديرك يختبر نوبات غضب بشكل دوري؛ فهناك أمور يمكنك فعلها في حال كان يتجاوز الحدود، لدرجة أنه يهينك أو يتنمر عليك، عليك اللجوء إلى من هو أعلى منه في السلم الوظيفي، أو إلى أيشخص يضعه عند حده؛ لأن هذه النوعية من التعامل غير مقبولة على الإطلاق.

فيا مَن دعاك منصِبُك، يا مَن دعاك كرسيُّك، يا مَن دعتْك صحَّتُك، يا مَن دعتْك قوَّتك وقدرتُك على ظُلم الضعفاء والفُقراء والمستضعفين من العباد، تذكَّر قدرة الله - جلَّ وعلا - واعْلمْ يقينًا بأنَّ الله هو الَّذي سيقتصُّ للمظْلوم من الظَّالمين، فاحذَرِ الظُّلْم بجميع أنواعه، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا؛ فإنَّه ظلمات يوم القيامة.

ففي الصَّحيحين من حديث ابنِ عبَّاس أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وآله وصحبه وسلَّم - لمَّا بعث معاذَ بن جبل إلى اليمن وصَّاه بالوصايا الغالية، وكان من بين هذه الوصايا أنْ قال له المصطفى - صلَّى الله عليْه وآله وصحبه وسلَّم: «اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّها لَيْسَ بَيْنَها وبَيْنَ اللَّهِ حِجابٌ».

نصيحة؛

خفف من غضبك على المدير الظالم، وارث لحاله فهو ضحية لعمى السلطة المؤقت. فالسلطة المطلقة التي حصل عليها لفترة من الزمن تجعله في حالة سكر لا يرى معها سوى جشع السلطة وتنهار معها المعاييرالأخلاقية. ولهذا فإن كل المواعظ والتحذير من العقوبات في الاخرة تقع على آذان صماء وقلب غافل، وهذا هو تأثير فتنة السلطة. فاما إذا زالت عنه السلطة تغيرت شخصيته تماماً وأصبح ودوداً متواضعاً بل وتراه كالدجاجة المكسورة الجناح يئن وينزف دماً وهو يذم الظلم والظالمين ويتحدث في مواعظ بليغة عن الحاجة للإصلاح الإداري.