قدسية الجسد
في الإسلام منظومة متناغمة تمام التناغم حول الجسد، قوامها ومحاورها شديدة التوازن. فهي من محورها الأول، تؤكد على أن هذا الجسد ليس غاية في ذاته، بل هو وسيلة ومطية لبلاغ الدرجات العلى في الآخرة.
وفي المحور الثاني، تجد الحث على الحفاظ على هذا الجسد والعناية به، والحفاظ على الصحة الجسدية بكافة تفاصيلها.
والمحور الثالث، منظومة تخبرنا بأن الأجساد ليست محلاً للتجارة، وليست بضاعة يتاجر بها الإنسان، لاسيما المرأة.
ورابع محور في تلك المنظومة، هو إخراج الجسد من حيز الحكم على الإنسان؛ إذ أن مناط ذلك الحكم شيء آخر وهو القلب وليس الجسد وحاصل الأمر أن الأجساد في الإسلام تدور في إطار منظومة تحافظ على الجسد بكل معاني الحفظ والرعاية، ومن ناحية ثانية، لم تجعل تلك المنظومة من الجسد هدفاً وغاية، بل هو مطية لهدف أكبر وغاية أسمى.
لا شكّ بأنّ وسائل الإعلام المختلفة قد تناولت صورًا متنوّعة للمرأة منها ما كانت إيجابيّة ركّزت على دور المرأة ومسؤوليّاتها في المجتمع، وصور أخرى سلبيّة أظهرتها بشكلٍ سلبي لا يُمثّلها.
إنّ الصّورة الحقيقيّة للمرأة بلا شكّ ينبغي أن تكون صورةً تعكس قيمة المرأة وعظيم دورها في المجتمع؛ فالمرأة هي الأمّ التي تَقع على عاتقها أنبل مهمّة في الأسرة وهي تربية الأبناء وتنشئتهم على الخلق القويم، وهي المرأة العاملة التي أخذت على عاتقها مسؤوليّة مشاركة الرّجل في معظم مجالات الحياة، وخوض غمار الحياة العامة بكلّ مسؤوليّةٍ واقتدار وان تكون قادرةً على فرض احترام الآخرين من خلال المستوى الثقافي والعلمي بعيداً عن استخدام الجسد لغةً باسم الثقافة.