آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

قصة بلدة طامحة تسابق الزمن بعزيمة وثبات

جمال حسن المطوع

عُرفت بِبساطتها، طِيبة وتواضع أهلها، تمتاز بصورة ممزوجة بالألفة والمحبة، هُناك في بلدة من بلدات القطيف المتناثرة كاللؤلؤ وبين سعفات النخيل الهادرة تبرز لنا بلدة نشطة بأبنائها، قوية برجالها، مبدعة في توجهاتها، فترى أيها الزائر إنك أمام أمثلة حية متنوعة من الإنجازات والإبداعات التي أَثْرَت الواقع الديني والحضاري والإجتماعي على كل الصعد بهمة وإصرار... شامخة لم تعرف لطريق اليأس مانعاً أو حائِلاً في تحقيق رغبَّاتِها الطموحة وأمنياتها الخيرة.

فأنت أين ماتجولت في أحيائها وبين أزقتها ترى المنجزات واضحة المعالم مصداقا لقوله تعالى: ﴿وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

فها هذه مساجدها وحُسينياتها ومبانيها الخدمية اكبر دليل على ذلك وقد توشحت بعضها بفنون معمارية خلابة تشد الناظر إليها لروعتها وحسن تصميمها على الطراز الإسلامي الأصيل تشرف عليها نخبة من المؤمنين الذين اخذوا على عاتقهم جهداً وتنظيماً ومتابعة لكل إحتياجاتها وخدماتها…. هذا من جانب ومن جانب آخر قد حبا الله هذه البلدة حالها حال بقية مناطق القطيف الأخرى تعج بخيرة من علماء الدين الأفاضل الذين أخذوا على عاتقهم توجيه المجتمع بشرائحه وإرشادهم لما ينفعهم في دينهم ودنياهم وحثهم على بدل الخير والعطاء، تحقيقاً للاية التي تقول: ﴿وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله.... إلى آخره.

وقد حظيت هذه البلدة بشيخ الخطباء وعميدهم سماحة الشيخ عبدالحميد المرهون حفظه الله.

حيث كان له الدور الفعال في توعية المجتمع وتثقيفه بأسلوبه السلس والبسيط.

وهو يمثل اليوم إنمودجاً رائعاً لأبناء القطيف والمنطقة، وقد جمع الحسنيين في آنٍ معاً دينياً واجتماعياً.

فهو ذلك الخطيب المفوه على صعيد المنبر الحسيني…. ومن زاوية أخرى كان عضواً فعالاً عندما كان يرأس الجمعية الخيرية لبلدته حيث واكبها لَبِنَة لَبِنَة حتى أشتد عودها وأصبحت في قِمة البدل والعطاء نظراً لدورها الهادف والقَيم في متابعة أحوال الناس الإجتماعية والمعيشية بالإضافة إلى تأمين المساعدات الخدمية والمادية للفقراء والمعوزين.

كما إنها بنت صرحاً طبياً يخدم المرضى ويقدم العلاج بمبلغ مناسب يراعي حالة المحتاجين من الناس بشكل إنساني… ولها جهد رئيس في تثقيف المجتمع صحياً وتوعوياً في كيفية الحصول على الخدمة الطبية بشكل مرضي ومناسب واضعة نصب عينيها تلك الحكمة التي تقول: درهم وقاية خير من قِنطار علاج.

كما قامت الجمعية مشكورة ببناء شقق سكنية بأجور مناسبة مراعاة لأصحاب ذوي الدخل المحدود في تقليل القيمة الإيجارية حتى لا تشق عليهم وتكلفهم ما لايطيقون.

ومن محاسن الأمور الواجب ذِكرها أن تحظى هذه البلدة بشباب في معظمه مُتعلم وواعي، وقد شق طريقه إلى نيل أعلى الدرجات الدراسية وخاصة في السلك التعليمي وربما يقدر أن نسبة الأساتذة والمدرسين تفوق بقية المناطق الأخرى المجاورة لها.

هذا غيضُ من فيض تعيشه هذه البلدة المعطاء التي تشق طريقها بإخلاص وثبات وتتسابق الخطى في منافسة شريفة وهادفة، لتضرب أروع المثل لقريناتها الأخيرات في التزاحم على فعل مامن شأنه رفعة هذا الوطن وتقدمه وازدهاره، بخلق جيل يتفانى ومتطلبات العصر في خدمة المجتمع وتكامله.

لنقول أخيرا وليس أخراً إنها أم الحمام شعلة وضاءة من التفاني والحيوية والنشاط على صفحات التاريخ ناقشةً إسمها وبصمتها على جبين الدهر.