آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 1:07 ص

وورث سليمان داوود

لقد ورث سليمان من والده داوود النبوة والملك، وما يخص المملكة من عهود ومواثيق خارجية وقد خصت الآية الكريمة ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ [سورة النمل] الآية 16 هذه العهود الخارجية.

فقد كان لمملكة داوود علاقات سياسية وتجارية مع مملكة سبأ الحميرية «ملوك البحار» الواقعة جنوبا مباشرة على حدود مملكته والمتاجرون بالمنتجات الآسيوية الصينية. ومع الفينيقيين «السريان» أسلاف قريش وأسلاف رسولنا محمد ﷺ المتعهدون ببنود الإيلافات التجارية والأمنية التي ربطت الإمبراطوريات المتصارعة في العالم القدي عبر هذه الإيلافات. وكانت هذه العلاقات تدار من قبل أطرافها الثلاثة على مدار الساعة عبر الرسائل المشفرة التي تحملها طيور الحمام الزاجل بين المملكات الثلاث وكانت شيفرتها تنطق عندما تفك بمنطق بليغ، فقد كانت معاني الألفاظ المشفرة متفق على علم دلالاتها بين جميع الأطراف. كانت هذه العلاقة قد بنيت مع مملكة داوود ع بصريح الآية، ومن بعده ورث سليمان هذه العلاقات الراسخة بين مملكته ومملكتين تقعان على حدوده الجنوبية والشمالية!.

لذا عندما وقع اضطراب في المملكة الجنوبية بموت ملكها الهدهد بن شرحبيل الحميري وعدم إقرار منافسي بلقيس من أبناء عمومتها على توليها الملك، سارع نبي الله سليمان بتقديم العون لها حالما وصله تقرير بعثته بأن مجلس شورى الحكم من الملأ الأعلى قد أقرها ملكة لما رأى منها من كفاءة وحكمة وأنه لن يضيرها شيئا كونها إمرأة، وذلك بناء على العلاقات التي تربط مملكته مع مملكة الحميريين منذ عهد والده نبي الله داوود !.