آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

ثم اتبع سببا...

علي أحمد آل رضي

مضى أسبوعان وسكّان المحافظة - من باب رفع الصوت والتمنّي - يتداولون رفع الحجر وزيادة فترة فسح التجوّل ويشتعل مع تكرار عدد الصفر بين إصابات المحافظة، والقرار كان ينتظر سماعه بلهفة وفرح ناسين أو متناسين أن في الأزمات المسؤولية مشتركة والنظرة الشمولية هي الأساس. لا ينبغي أن ننجرّ إلى بؤر الإزدحام ونكسر التباعد الإجتماعي لإشباع النفس بمتعة الخروج إلى الشوارع والمجمّعات في وقتٍ تبحث الطواقم الطبية الميدانية عن مثل هذه التجمّعات للفحص والتقصّي.

الخروج والعودة إلى الماضي - متى ما حدث - هو بمثابة انسلاخ عن الوعي والإدراك والجهل وعدم تقدير الجهود الكبيرة التي انطلقت منذ تفشّي الوباء لحفظ الأنفس والأرواح من التهلكة والوقاية الشديدة من فتك الوباء الذي لا يزال ينتشر ويتضاعف ويزداد خطورة في كل مكان يتواجد فيه دون استثناء، حيث التحدّي مستمرّ مع الإصابات الجديدة اليومية ويزداد قوة على الكوادر الصحية لبذل المزيد وأكثر في سبيل رفع نسبة المتعافين التي لا تزال الى اليوم متدنّية «15%».

لا يبدو أننا مستعدّون لقرار الفسح بعد، حيث أرقام الإصابات الجديدة اليومية لم تتناقص ولا أعداد المتعافين تخطّى النصف وخطورة الإزدحامات وإنتقال العدوى لم تندثر ونحن نشاهد الطوابير الطويلة أمام كل محل. إن الإجراءات الإحترازية في الأسواق بشكل عام خفيفة وليست صارمة والإزدحامات في الداخل والخارج وازدياد عدد الإصابات في مجموعة من المدن تؤرق الصغير والكبير.

ثمّة سوالاً مهماً أرى من الواجب التأمل فيه والعمل على معالجته على نطاق واسع من قبل المختصّين، وهو كيف نقضي أوقاتنا داخل منازلنا؟ والتي يبدو أنها غير مرحة ولا ممتعة ولا مفيدة مما ولّد هذا الحجر نفوراً وضغطاً إنعكس على الإشاعات المستمرة والأماني المتبادلة بسرعة الفسح وحرية الحركة والتنقّل دون التمعّن بالمشاكل والمخاطر الكثيرة على ارواح البشر.

من البديهي القول أنه - بشكل عام - لا يمكن قبول العودة إلى العادات المجتمعية السابقة ونحن نلمس أن الخطر يحذق بأنفسنا وعائلاتنا ومجتمعنا، والحاجة الجادّة إلى ترسيخ بعض العادات الطارئة المكتسبة لكي تكون أساسية ودائمة لما فيها من محاسن وحماية من الأوبئة والأمراض. لن نستوعب الدرس بعد حتى نعيد برمجة علاقاتنا العائلية والمجتمعية والتسويقية وما يقابلها من تحديث للتعاملات من الآخرين أفراد ومجتمعات ومراكز تسوّق بما يتوافق مع تعزيز الصحة والسلامة.

مما لاشكّ فيه، أن أسباب تغيير نمط الحياة قوية وملزمة بما لا يمكن التخلي عنها مطلقاً حاضراً ومستقبلاً، بل يتطلب الأمر الشراكة العامة في المسؤولية من الجميع حتى لا تكون قيود وشروط الخروج فقط على الأفراد، في الوقت الذي نأمل أن يشاطر التجّار مسؤوليتهم نحو التغيير بتهيئة طرق متنوّعة لإيصال الإحتياجات إلى المنازل عوض عن الأسلوب القديم من جذب الزبائن إلى المعارض والمتاجر.

الإلتزام بالإحترازات الوقائية الصحية تساند تطبيقات التسوّق الإلكتروني التي نأمل أن تكون إلزامية على المتاجر وهذا يضيف سبباً للتنافس بموثوقية من أجل كسب رضا المتسوّقين.

#سنهزم_كورونا