آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 2:36 م

مجتمعنا والعادات الرمضانية السخية

أحمد منصور الخرمدي *

هذا العام 1441 للهجرة، ونحن ما زلنا نعيش في حالة من الحذر الشديد مع جائحة كورورنا، فالأمر لم يقتصر على عدم إقامة المناسبات الدينية أو الإحتفالات الرسمية أو حتى الأهلية ذات الطابع الرسمي، بل أصبح من الضرورة القصوى أن لا تقام مناسبات أو تجمعات إجتماعية، ويأتي ذلك ضمن الإجراءات الإحترازية المشددة المبذولة من الدولة حفظها الله للحد من انتشار هذا الوباء الخطير والفتاك.

فقد اعتادت مجتمعاتنا المتميزة بعطائها السخي، في هذا الشهر الفضيل من كل عام، على عادات إسلامية كريمة، تميزت بمناسبات يجتمع فيها الأصدقاء والمعارف تحت سقف واحد وعلى مائدة وجبة الإفطار أو السحور، في أجواء رمضانية وروحانية جميلة، تكسر حواجز العزلة وتجسد قيم المحبة والتواصل الإجتماعي وتعزز روابط التعارف والأخوة والصداقة.

شخصيات اجتماعية بارزة لها حضورها الإجتماعي والإنساني والخيري الدؤوب في مجتمعها بكل بلدة وحي، تبادر بروح من المحبة والإحترام والتواضع والكرم الذي ليس له نظير، بتوجيه الدعوة الكريمة لعدد من أهالي البلدة أو الحي والشخصيات المعروفة من المناطق الأخرى بمختلف طبقاتها ومنها الثقافية والأدبية والفنية، لتناول ماتيسر من خيرات ونعم الله في وجبة الإفطار أو السحور، تكون فيها فرصة سعيدة بالإلتقاء لأشخاص لم ترى بعضها البعض لمدة طويلة اما لسفرهم أو لكثرة أنشغالات الحياة مما يخلق وقتها روحاً من السعادة والفرح وإيجابيات ثمينة تعود بالنفع على الجميع، كما لا يفوتنا كذلك ما يقوم به البعض من دعوات خاصة محدودة العدد للأصدقاء ومنهم من يقيم أفطار جماعي كبير صبيحة يوم عيد الفطر أو الأضحى المبارك بعد الصلاة مباشرة لكسب الأجر والثواب من الله وهي كذلك من العادات المجتمعية الكريمة وتصنف ضمن سلسلة الترابط الإجتماعي النبيل.

إننا ومن الواجب الأنساني والأخلاقي نتوجه بجزيل الشكر والتقدير والإمتنان العميق «عرفاناً ورداً للجميل» لهؤلاء الأخوة على ما بذلوه وقدموه من أعمال إجتماعية خيرة طيلة تلك السنوات الماضية من الأشهر الرمضانية المباركة وغيرها، ونسأل الله القدير أن يحتسبها في ميزان حسناتهم وأعمالهم الخيرة وندعوا بالرحمة والمغفرة لمن توفاهم الله، كما ندعو للباقين ومن الأولاد الذين ما زالوا يسيرون على نهج أبائهم بالصحة والعافيه والعمر المديد وأن يفيض الله سبحانه عليهم من كرمه وخيره، ونتوجه بالدعاء أن يفرج الله هذه الغمة عن هذه الأمة وأن يديم على هذه البلاد الغالية من نعمه ويبعدها وأهلها من كل مكروه كما لا يفوتنا أن نذكر أن إقامة مثل تلك المناسبات العامة والخاصة مازالت غير مسموحة بها بتاتاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعالم أجمع، بوباء ومرض فيروس كورونا كوفيد - 19 الجديد وهي تأتي على قائمة التعليمات والإحترازات المشددة للغاية، الصادرة من الجهات الرسمية بالدولة رعاها الله.