آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 8:44 م

هكذا يستشهد العمالقة

جمال حسن المطوع

يحدثنا التاريخ عن صراع أزلي بين الحق والباطل تتجسد من خلاله التضحيات التي قدمها ويقدمها من يمثلون النهج الرباني ضد دعاة الباطل والضلال والنفاق الذين عاثوا في الأرض فسادا وتدميرا.

فكان لابد من التصدي لهم والوقوف سدا منيعا في تحقيق أهدافهم المريضة فينبري أولئك العملاقة الأشداء في التصدي لأهل البغي بكل كأوتوا من قوة إيمان وعقيدة راسختين مؤيدين بالدعم الإلهي الذي يعطيهم ويمدهم بطاقات جبارة من القوة والعزيمة في دفع ومواجهة ومحاربة أولئك الظلمة المتجبرين ليحقق أولئك الأبطال والمصلحين أمل المستضعفين والمحرومين.

ومن هذا العملاقة الأفذاذ بطل الإسلام وصناديده الإمام علي ابن أبي طالب ، الذي إبلا بَلَائِهَا حسناً فاق كل التوقعات لأنه سهم من سهام الله الصائبة فما دخل هذا العملاق في إي معركة قط إلا والنصر حليفه بإذن الله تعالى.

وكان شوكة صائبة في أعين المنافقين والمتزلفين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون من المكر والخديعة التي جبلوا عليها وكانوا كالطابور الخامس الذي يمد الأعداء بكل عناصر ومكامن الضعف لدى دولة الإسلام للانقضاض عليها.

ومن الأمثلة على ذلك ما قام به عدو الإسلام والمسلمين عبد الرحمن ابن المعلم لعنه الله الذي كان يدعي الإسلام ظاهراً وهو ألد أعداء الله ورسوله، من خلال تصرفه المشين وسلوكه اللا أخلاقي حيث كان وزمرته المنافقة خطط لاغتيال رجل المهمات الصعبة الذي يعتمد عليه الإسلام في بنائه وديمومته أمير المؤمنين علي وهو يصلي في بيت من بيوت الله وهو في محرابه ولم يراعوا فيه إلا ولا ذمة ولكنهم هتكوا حرمة هذا الشهر الفضيل بقتلهم إمام المتقين ويعسوب الدين وتتكرر ذكرى مأساة هذه الفاجعة الأليمة على مدى الأزمان والأجيال، فهو الرباط المقدس الذي يفصل بين الحق والباطل فأحداث هذه الجريمة البشعة جاءت نتيجة فكر ضال ونزوة شيطانية حقيرة تنم عن عدم الإيمان وطاعة الرحمن وهو الذي كان يتظاهر القيام بطقوس الدين بصورة ظاهرية ليخدع منهم على شاكلته وهم بعيدون كل البعد عن سماحة الإسلام وصفائه الروحي، مما أذى ذلك إلى امتداد هذا النهج الإجرامي حتى وقتنا الحاضر لأنهم وجدوا الحاضنة التي تقلب لهم الأمور رأساً على عقب فيرون الباطل حقاً والحق باطلا فتعشعش هذا الفكر الهمجي وانتشر بين اتباعه ومريديه. وهم يحسبون إنهم يحسنون صنعا. فتبا وتعسا لهم. أردوا الحق فوقعوا في الباطل ولقد صدق الله جل جلاله عندما قال: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.

ولكن نقول لهم ولأمثالهم خسستم فجنود الحق الإلهي لكم بالمرصاد ولن تكسبوا سوى الخيبة والخسران وسيظل اسم الإمام علي وتراثه منهلاً عذباً يَغرِف منه طلاب العدل الإلهي والقيم الإنسانية العظيمة حتى قيام الساعة.

فسلام الله عليك يا مولاي يوما ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا.

وأتقدم إليكم أيها المؤمنون في هذه الذكرى الجلل باستشهاد الإمام علي كامل المواساة والأسى ولكم الأجر وجزيل الثواب بحول الله وقوته.