آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 12:09 م

القروض البنكية حلول وهموم

عباس سالم

الواقع المالي للكثير من الشركات العالمية وحتى المحلية التي تأثرة نتيجة لتفشي وباء كورونا المستجد في كل العالم وضرب اقتصادها، والكثير من الشركات أعلنت إفلاسها وقامت بتسريح أعداد كبيرة من موظفيها، وعليه استجدت على الناس أقضية أثرت على الحالة المادية لديهم، مما أوقعهم في حيرة من أمرهم مع هذه الجائحة.

التقليد الأعمى والمظهرية والرغبة في الظهور بمستوى اجتماعي أعلى من الحقيقي ربما يكون من الأسباب التي تجعل البعض من الناس يذهبون للبنوك المسعورة للاقتراض، والحياة اليوم ليست كما كانت والوضع المعيشي أصبح صعباً حتى على الموظف الذي خدم لعشرات السنين ويتقاضى راتبًا مناسبًا، فما بالك بموظف أو عامل في إحدى الشركات في بداية حياته العملية ودخله محدود يتوجه للبنوك للبحث عن سيولة مالية تلبي احتياجاته.

المتغيرات الاقتصادية التي حصلت للعالم والتي سوف يلمسها الناس في الأيام والأشهر والسنين القادمة تحتاج إلى حكمة وتدبير مالي لكي لا نغرق في وحل الديون، ولذلك ينصح الخبراء الماليين بالابتعاد عن القروض البنكية لأغراض استهلاكية طالما كان ذلك ممكناً، بمعنى أن القرض إذا كان لاحتياجات يمكن تغطيتها عن طريق التوفير من الدخل أو تدبير الأمور المالية بشكل صحيح، فهنا ينصح بتجنب الاقتراض وإعادة ترتيب الأمور المالية وضبط الإنفاق وعدم اللجوء إلى البنوك المسعورة للاقتراض.

إذا كان هناك إمكانية لدى الشخص على إدارة الأمور المالية بطريقة سليمة، والقدرة على تدبير احتياجاته الضرورية من الدخل الشهري أو الادخار، أو من أي مصدر آخر، فيجب عليه ألا يلجأ إلى القرض الشخصي من البنك طالما كان هناك دخل معقول يغطي الاحتياجات الأساسية، لأن ذلك يعني إمكانية الاستغناء عن الكماليات والأمور الترفيهية الأخرى التي لا يجب أبداً الاقتراض لأجلها، كتجديد السيارة أو ديكور البيت أو تغيير الأثاث وغيرها.

الاعلام والكلام المعسول بالاغراءات داخل البنوك جعل الكثير من الناس في المجتمع يغرقون في بحر من الديون لأنهم وبكل بساطة استسهلوا الاقتراض من البنوك لشراء تلك السيارة الفارهة التي كانوا يحلمون بها عوضاً عن سيارة اقتصادية صغيرة تفي بنفس الغرض، وآخرون غارقون في بحر الرفاهية متناسين واجباتهم الأسرية والاجتماعية فترى تركيزهم منصباً على آخر صيحات التكنولوجيا والسيارات والموبايلات والأدوات التقنية الأخرى.

الاقتراض من البنوك والغرق في بحر من الديون هي بداية المشاكل الاجتماعية التي يتعرض لها الكثير من الناس في المجتمع، فالبعض يقترض من مرحلة الزواج لدفع قيمة الأفراح وشراء السيارة وترميم البيت من دون أن يتنبه إلى الطريقة التي تتم بها عمليات الإقراض تلك أو طريقة احتساب الفائدة المترتبة على تلك المبالغ والسهولة التي تمنحها البنوك عند الإقراض والصعوبة الكبيرة عند التسديد، فيعيش الشخص مكبل بالديون من كل جانب.

ابتعدوا عن الاقتراض من البنوك فإنها مسعورة وبالخصوص في وقتنا الحالي، والقرض البنكي هو وسيلة للفرد يلجأ إليها لسد احتياجات معينة لمواجهة ظروف طارئة مثل العلاج أو شراء قطعة أرض لكنه ليس للكماليات أو لحجز صالة أفراح وغيرها، وأن له تبعات فكثير من الأشخاص يعرفون ترتيب الأولويات، لكن البعض يقترض ولا يعرف نسبة الفوائد المترتبة على قرضه! وهذه ثقافه قاصرة تحمل صاحبها تبعات خطيرة لسنوات وتدخله في دوامة القروض وسدادها، ولربما تصل الأمور إلى أكبر من ذلك.

ختاماً لا يغرنك من الثعبان ملمسه فتغيير أرقام رصيد حسابك البنكي بعد استلام القرض تراه حلواً في بدايته، لكنه سوف يكون مُراً لسنوات بعد استنزافك ماليًا لتسديد الحوالات الشهرية التي تخصم من حسابك.