آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

عاشوراء بين التقنية المرئية وحضور الحسينية وتجمد الاقتصاد

الدكتور نادر الخاطر *

تقيم منطقة القطيف من كل عام ذكرى معركة الطف «عاشوراء» الخالدة، مناسبة استشهاد الإمام الحسين «، استنادا من الاستنتاج التقريبي الى الدليل الإحصائي ”مجموعة الحسين يوحدنا“ بان القطيف تحتضن ما يقارب خمسة الأف «5000» مجلس حسيني أو يزيد موزعة في منطقة القطيف من احياء ذكرى عاشوراء، هذه المناسبة الدينية تعتبر رئة الأكسجين التي تتحرك مع حركة القلب من إصدار الهواء لتنفس المواعظ والفكر الثقافي من حضور المجالس، حيث الدعم من قبل أصحاب المآتم والحكومة الرشيدة التي تحرص في إنجاح هذه المناسبة الدينية بكل يسر من توفير الظروف الأمنية للحضور، سوق الاقتصاد من اللحوم والدجاج والأطعمة والخيام والملابس واغلب المستلزمات للضيافة تشهد انتعاش قوي في موسم عاشورا وبالخصوص العشرة أيام الأولى من محرم.

بينما محرم 1442 هجريا اصبح له اتجاه أخر بسبب جائحة كورونا، بعض العلماء الأفاضل اتخذ إجراءات صارمة في الحد تقليل الحضور، والبعض الأخر يوصي في إقامة المجالس الحسينية عن طريق تقنية المرئية من بعد بواسطة منصات السوشيال ميديا. بينما الجمهور له مرئيات أخرى، حيث البعض وهذا القليل من الجمهور يريد إقامة المجالس الحسينية مماثل الى السنوات السابقة والبعض الأخر يصر على وضع القيود من الاحترازات الصحية في حال حضور المجلس الحسيني.

الجائحة سوف تجعل مضائف الحسين في المنطقة تتوقف «المضيف مكان يستضيف جميع الناس من تقديم الأطعمة والأشربة الى جميع الأضياف بغض النظر عن جنسية أو المذهب الديني للضيف ويكون له اسم مرتبط بواقعة الطف أو من الشخصيات التي شاركت في معركة كربلاء»، لربما مصاريف المضايف تفوق خمسة ملايين ريال التي تحرك السوق الاقتصادي في المنطقة وخارجها خلال الأيام العشرة أيام الأول، في ظل ظروف كوفيد -19 الوضع أصبح يختلف.

توصيات جميع المراجع واغلب الجمهور من إقامة المآتم والحسينيات مع أخذ الاحتياطات الاحترازية في ظل جائحة كورونا، مع صعوبة عدم القدرة على إقامة الشعائر على نمض السنوات الماضية لكن المآتم الحسينية سوف تقام في المنطقة مع مراعاة المعطيات الصحية والعمل بالتوصيات السائدة التي تنص للتصدي الى فيروس كورونا. ذكرى الإمام الحسين لها مكانة عظيمة في نفوس جميع المؤمنين ومخلده وجدانا وروحا وقلبا، أتينا نحن الى هذه الدنيا شاهدنا أبائنا وأجدادنا يمارسون هذه الطقوس من مراسم وفعاليات ومضائف.

ربما يحز في النفس للبعض حضور هذه المجالس عن طريق تقنية الاتصال المرئي لكن حب الوطن والمواطنين من الأولويات التي أمرنا بها الدين الإسلامي يجب أن نخرج بصورة مناسبة ومشرفة من إحياء عاشوراء بما يتوافق مع الظروف الحالية الذي يشهدها العالم.