آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 7:06 م

ثقافة مقيم تُدَرّس

ناصر سعيد

في موقف مثير للإعجاب انتشر قبل بضعة أسابيع فيديو لمقيم بريطاني في مواقع التواصل الاجتماعي يقوم بالتنظيف في شواطئ مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، مما لاشك فيه بأن هذا المشهد الذي وُصِفَ بالرائع والذي حاز على إعجاب الكثيرين، حيث أن هذا المشهد يعزز لقيم ومبادئ الحس الإنساني تجاه البيئة والجدير بالذكر بأن المقيم البريطاني في العقد السابع من عمره، عمد إلى تخصيص جزءاً من وقته في عطلته الأسبوعية لتنظيف مخلفات الناس من أكياس بلاستيكية ونفايات وقوارير، حيث أن المقيم البريطاني بلغت مدة إقامته في المملكة العربية السعودية ثلاثون عاماً، لاشك بأن هذا العمل الكبير الذي يمارسه في عطلته الأسبوعية يستحق الإشادة والتقدير نظير جهوده على مدار الثلاثين عام وهذا بالفعل ما تحصل عليه حيث كَرّمت أمانة المنطقة الشرقية المقيم البريطاني نيل واكر، نأتي هنا الآن ونتحدث بالواقع المؤسف والمخجل بلا شك ما سردته من أحداث يَدُل على أن هذا موقف عظيم لابد أن يحتذى به ولكن أليس من المعيب والمخجل بأن يقوم بهذا الدور الرائع النابع من الحس الإنساني مقيم، أين هو دور المواطنون؟!

لا أعني بحديثي هذا المواطنون والمواطنات المحافظون على البيئة، ولكنني أعني بحديثي هذا الفئة اللامسؤولة ممن يقومون بالارتياد على الشواطئ والواجهات البحرية تاركين خلفهم تشويه البيئة بأفعال معيبة ومخجلة منها رمي النفايات والقوارير والأكياس البلاستيكية وفضلات الطعام وفحم الشواء في غير مكانها المناسب للتخلص منها ومثال ذلك إلقاء المهملات والفضلات على المسطحات العشبية وعلى الرمال، ألم يحن الوقت لنكون مجتمع حضاري مسؤولاً في تصرفاته ومهتماً بالبيئة من أجل المحافظة عليها وتقديمها دائماً بالشكل اللائق وبالصورة المثالية لمرتاديها، ألم نفكر في عمال النظافة الذين هم في الغالب يعملون في مناخ صعب والذي قد تسوء حالتهم النفسية والجسدية بسبب هذه الأعباء الكبيرة مراراً وتكراراً؟

طرحي في هذا الجانب ليس بالشيء الجديد ذكره ولست أول أو آخر شخص يتحدث في هذا الجانب فالكثير من أتوا بمثل هذا الطرح من مواطنين ومواطنات وإعلاميين وناشطين اجتماعيين.. إلخ دون جدوى تذكر، بقدر ما أفرحني وأثار إعجابي الفيديو المتداول للمقيم البريطاني إلا أنه في نفس الوقت شيء مؤلم أن يمارس المقيم دور المواطن.