آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 2:09 م

قوة التخيل

زكي المبارك

المتتبع لقراءة قصص الشركات العالمية الأعلى من حيث الدخل والأرباح وعلى رأسها شركتي «أمازون - آبل» يجد الكثير من التشابه من حيث البدايات وأن نقطة الانطلاق كانت عبارة عن فكرة بدأت في خيال المؤسسيين لها..

ففي عام 1997 كان جيف بيزوس المؤسس لشركة أمازون يحلم في ابتكار طريقة تسهل على العملاء الطلب والشراء من أمازون بنقرة زر واحدة وكان له ما أراد حيث قدم وقتها تحديا مجنونا آنذاك.

وعلى الجانب الآخر ستيف جوبز كانت لديه أيضا هو الآخر فكرة ثورية تدور في مخيلته هو ورفيقه وهو كيف يمكن ابتكار أجهزة تجمع بين المتانة والقوة والأناقة، كان يرى بأن وجود لوحة مفاتيح مليئة بالأزرار على هاتف نقال بحجم الكف مع شاشة صغيرة شيء يدعو إلى الاشمئزاز والدعر، فقدم لنا تحفة تقنية متمثلة بأجهزة آبل بجميع أنواعها وأشكالها شاشات تحكم كامل باللمس دون وجود للأزرار وأيضا بحجم أكبر للشاشات حينها، أفكار كانت بمثابة البذرة التي تحصلت على الرعاية الكاملة حتى ظهرت إلى النور أدت لتغيير حياتهم الفعلية وتغيير أنماط المعيشة للبشرية من حولهم وهذه دعوة صريحة للتخيل الحقيقي وكبح جمود العقل لاستشراف المستقبل.

  ما هو الخيال ببساطة هو عبارة عن شيء يسبق الشيء نفسه.

مثال: عندما يطلب منك حل مسألة حسابية تلجأ دون أن تشعر إلى خيالك لمنحك الكثير من الحلول عنها تبدأ في تقليب ملفاتك العقلية وخبراتك المتراكمة وتجاربك الفكرية لعلك تجد حلا لها.

  ماذا أحتاج كي أمارس عملية التخيل الحقيقي؟

1/ استشعار قيمة التخيل من خلال التقنيات التي بين أيدينا «جوالات - طائرات - تقنيات الليزر» وغيرها فقد كانت خيالا يوما ما.

2/ التغلب على القيود التي يفرضها العقل وهو ما يعرف بمجال تشويه الواقع.

3/ إيجاد رابط مشترك بين تخيلاتك وبين ما تتخيله.

4/ تنمية بعض مهارات التخيل وتخصيص وقتا لذلك.

  ماذا لو تم تدريس التخيل في المدارس والتشجيع عليه؟

ما هو خيال اليوم 

قد يكون تقنيات تخدم الأجيال القادمة بالمستقبل من خلال تشكيل فرق للتخيل وتخصيص اختبارا قائما على التخيل الحقيقي وإعطاء درجة إضافية لرسم حيوان خيالي في مادة الأحياء كمثال ما حجم الفائدة التي سنجنيها، اليوم ومع هذا التقدم المذهل والتطور التكنولوجي المتسارع في شتى أنحاء العالم أصبحنا بحاجة لمزيد من التجارب الفكرية المشابهة لما قام به آينشتاين عندما طور نظريته التي كانت أفكارها معقدة حينها ولكن تفكيره بشأنها وتخيلها مكنه من تغيير العالم، لقد فعلها في رأسه أولا ثم صاغ معادلاتها على الورق واستخدم خياله وكانت الطريقة الوحيدة أمامه للهروب من وظيفته اليومية والروتين الذي اعتاد عليه.

جدير بالذكر عندما أتحدث عن الخيال أن أشير إلى من طرق بابه الواسع في الكثير من المناسبات ولايزال الكاتب والأستاذ/ حسن الخاطر المهتم بالخيال العلمي من خلال إثارة التساؤلات العلمية في العديد من المقالات لقضايا مصيرية من الممكن أن تؤرق الجميع يوما ما كالحصول على الغذاء دون زراعة أو حيوانات أو الاستمطار بتقنية الليزر أو ما شابه.