آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

عناصر الرؤية في الشركات

أمير بوخمسين

الرؤية توحي بالخطط الطويلة الأمد لمؤسسة ما، بتوجه مستقبلي ”رؤية المستقبل“ وثانيا نفهم منها رؤية مستوى التفوق ومثلا أعلى، وثالثا لها صفة التفرد، لذلك تعرف ”الرؤية“ بأنها صورة مثالية وفريدة للمستقبل. ولعل كلمة الرؤية لم تكن جزء من قاموس الإدارة ولم تجد قبولا كمصطلح يتم التعاطي معه والعمل به في المجالات العملية في الماضي. هذا ما تم الحديث عنه في المقال السابق بدون تفصيل أو شرح في عناصر الرؤية، والتي ارتأيت أن أشرحها بشكل مختصر في هذا الأسبوع.

عناصر الرؤية:

1 - التوجه للمستقبل.

2 - الصورة الذهنية.

3 - المثل الأعلى والتفرد

والصفة الجماعية للرؤية.

1 - التوجه للمستقبل: النظر إلى الأمام، فالرؤى هي تبيان غايات الأعمال، فجميع الرؤى موجهّة للمستقبل، وقد يحتاج الأمر إلى ثلاث أو عشر أعوام لتحقيقها، فقد يحتاج الأمر إلى فترة تتراوح بين أربعة وستة أعوام قبل أن تصنع سيارة جديدة جاهزة للإنتاج، وربما يستلزم الأمر فترة عشرة أعوام لبناء شركة. فالرؤية هي نقطة انطلاقة يمكن الوصول إليها في تاريخ مستقبلي والسعي من قبل القائمين على المؤسسة والشركة لتحقيقها. أن المهام المختلفة تتطلب فترات زمنية مختلفة لإتمامها، فمسؤول فريق للبحث والتنمية له رؤية لتصميم أسرع حاسوب متفوق في العالم قد يعتمد رؤية لعشر سنوات قادمة. أن الفترات الزمنية تختلف حسب المشروع.

2 - الصورة الذهنية «الرؤية للمستقبل»: مرات عديدة نسمع المدراء يتحدثون عن بُعد النظر ووضوح الهدف، والتكهنات للمستقبل. وهذه جميعها إشارات للتنبؤ بالمستقبل، في كتابه ”هاي، أنتظر لحظة“ يكتب جون مادن عن محادثة أجراها مع مدرب كرة القدم فنس لومباردي عن الاختلاف بين مدرّب جيد، ومدرّب رديء، أجاب لومباردي: ”أن أفضل المدربين يعرفون كيف تبدو النتيجة النهائية للمباراة، وهل هي مباراة هجومية أو دفاعية، أو تغطية دفاعية، وإذا لم تعرف ماذا من المفروض أن تكون النتيجة، فإنك لن تصل إليها. فكلنا لدينا مخططات تمهيدية، وتمارين، لكن المدربين الرديئين لا يعرفون ما الذي يريدون، أما المدربون الجيدون يعرفون ذلك“. وبهذا فإن الرؤى هي عمليات تصوّر، أنها صور ذهنية، أنها انطباعات وأفكار، تصبح حقيقة عندما يقوم المدراء بالتعبير عنها بعبارات أكثر واقعية.

3 - التفرد والصفة الجماعية: لأن الرؤى فريدة، فإنها تخبرنا بأننا مختلفين عن الآخرين، وأن الرؤى تميّزنا عن بقية الشركات والمؤسسات، فلا ميزة للعمل لمؤسسة أو للشراء منها أو الاستثمار بها إذا كانت تقدم نفس الشيء الذي تقدمه المؤسسات الأخرى، إذ التفرد يعزّز الفخر، ومن أفضل الطرق التي تكتشف بها تفرّد رؤية مؤسستك أو شركتك هو البدء بسؤال عملائك سواء كانوا داخلين او خارجين لماذا يريدون شراء خدماتك أو منتجاتك الخاصة.

لأنه من خلال هذه الأسئلة ستتضح الصورة الحقيقية هل نحن نسير في الطريق الصحيح لتحقيق الرؤية أو لا، فكلما كانت الرؤية واضحة يكون لها تأثير هام على الأتباع الذين بدورهم ينعكس أدائهم على رضا العملاء.

ومن الجلي أن الرؤى الواضحة تعكس الإيجابية في أي مشروع. يذكر أحد الموظفين في إحدى الشركات الكبيرة عندما سأل ”عن الزعامة“ قال: «أن أحد مهام الزعيم هي أن تكون الرؤية لديه واضحة، ولكن الإدارة العليا ترى أحياناً تفاحة، وعندما يصل الأمر إلى القيادة الوسطى تصبح الرؤية لديها برتقالة، وفي الوقت الذي تصل فيه الإرشادات إلى الموظفين تصبح الرؤية ليمونة». لذا فمن الضروري عند اعتماد رؤية شاملة لأي مشروع يتوجب الحفاظ على استمرارية هذه الرؤية لدى كافة الكوادر المسؤولة عن تحقيقها على أرض الواقع.