آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

رحمك الله يا أبا حسين

عباس سالم

بقلوب اعتصرها الألم والحزن صباح هذا اليوم، حيث تلقينا نبأ وفاة صديقنا محمد حسن الخباز «أبو حسين» رحمه الله. إن فقدان شخص عزيز أمر في غاية الصعوبة بالرغم أن الموت هو الحقيقة المطلقة في هذه الحياة، وهو مصير كل حيّ ولا باقٍ إلا وجهه سبحانه وتعالى.

عندما يخطف الموت من نحب ويغادرونا دون رجعة نفقد كل أنس بالحياة ونريد أن نبكي، لكننا نبكي عن ماذا وماذا؟ ملذات المؤانسة مع من نحب ذابت في زمن قصير..! الزمن خان بالصداقة وكان يتحرك بسرعة ولم يترك لنا فرصة لنسلم على صديقنا قبل أن يرحل عنا كما هي عادتنا السلام على كل الاحبة وهو واحداً منهم في ديوانية القهوة عندما نجتمع.

لا يوجد هناك قسوة أكثر من أن نسمع خبر وفاة من نحبهم ونعزهم، فيكون الخبر صدمة كبيرة لنا تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نفعل شيء فهذه سنة الحياة، وأن الموت حق على كل إنسان في الحياة إلّا أنّه مفجع ويترك ألماً وحسرة لا يمحى مع الزمن، ولا يبقى لدينا إلّا ذكرياتنا مع من غادرونا من هذه الحياة دون رجعة، ولا نملك إلا الدعاء لهم بالمغفرة والرضوان.

أيها الصديق لماذا تركتنا وغادرت هذه الحياة دون رجعة؟ وسيبقى المكان الذي نجتمع فيه ونستأنس برؤيتك ورؤيت كل الأصدقاء يسأل عنك، تركتنا وغادرت هذه الحياة وسوف ننظر إلى صورتك في المكان الذي كنت تجلس فيه داخل ديوانية القهوة، ونسترجع ذكريات ابتسامتك الجميلة التي لا تفارق محياك واللحظات الحلوة التي جمعتنا معك، كم فرحنا وكم ضحكنا وكم واجهتنا صعوباتٌ اجتزناها معاً، لكن علّمني هذا الزّمان أنّ الحياة ليست إلّا مجموعة صور.

إن الموت حق ولا يبقى لنا سوى حزناً في القلب ودمعاً في العين واسترجاع كل الذكريات لمن كانوا معنا بالأمس فغابوا عنا وغاب معهم لحن الحياة لفراقهم، وهنا فقط تنتهي الكلمات تفسح المجال لتعبر مكانها الدموع والآهات والحسرات، وهي وحدها تبقى بعد الفراق ومعها بعض الذكريات… ذكريات سنوات قضيناها مع الأحبة نسترجعها في دقائق عندما يخطف الموت من.. نحب.

رحمك الله أيها الصديق العزيز أبا حسين وإلى روحك التحية والسلام، ولذويك الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.