آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 1:48 م

من أجل التغيير

أحمد منصور الخرمدي *

إن الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والإنسانية، تأتي ضمن دائرة الإصلاح، وتعني الإهتمام بالفرد والمجتمع والمصلحة العامة، فحماية الإنسان، دينياً وأمنياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً من الواجبات، لا تأتي إلا بالإلتزام بتطبيق الأنظمة وبكل صدق وأمانة وإخلاص.

فالعمل الناجح لابد أن يكون له منهج قوي ومخطط هادف، ويمتلك مقومات تنظيمية ذات جودة عالية، بدءاً بالقيادة المناسبة والتي لا تنفرد بوجهة النظر الواحدة، وترسخ فكرة التغيير في أذهان الناس كثقافة وأسلوب حياة جديدة تعود لهم بالنفع مع اشراكهم في اتخاد القرارات باعتبار هذا التغيير سوف يكون جزءاً متأصلاً من حياتهم ومعيشتهم، كما ينبغي أن تسخر له مهارات عالية وجهود قائمة على المعرفة، تعمل على تذليل الصعوبات التي قد تعيق مسار تقدمه وتنقله من النمط التقليدي القديم إلى الإستراتيجي الجديد المطور، وبالإدارة الجيدة والتعليم والتدريب والتحفيز والمكافاءات الحميدة والمشجعة، وبالعمل الجماعي المتكافئ، لجذب التعاون المثمر والمفيد.

فالعمل الرقابي ورفع كفاءة الأداء من الإحتياجات الأساسية لبناء مجتمع واع، وهي تكشف حالات المستوى المتدني في الخدمات العامة وضعف الانتاجية، وتسلط الضوء على المستور من إهدار المال العام ومن التلاعب بمصالح الناس، ومن ثم لفت الأنظار إلى المخاطر التي قد تلحق بمقدرات ومكتسبات الوطن.

إن تبصير المجتمع وتشجيعهم على المساعدة في كشف المفسدين، وتوعية المجتمع بأضرار الفساد وآثاره التي تعيق جهود التغيير إلى الأحسن، يعد من الضروريات بل من الأمور العظيمة التي حث عليها الإسلام، فقد قال الله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ وقوله تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.. فمن المعروف إن للفساد مظاهر وصورا عديدة ومتنوعة، ومنها: المحسوبية، والاختلاس والرشوة والتهرب من المسؤولية، فضلا عن عقود المشاريع الوهمية، والعبث بالمال الخاص والعام.

كل هذه المعطيات تؤكد ضرورة المراقبة الذاتية، التي من خصائصها الناجحة أنها تعبر عن العمق الباطني لدى الإنسان، والشعور بما يدور حول النفس البشرية وما تحتويه من أفكار وسلوكيات إيجاباً أو سلباً، وهي التي تسمو بصاحبها للتقييم الصحيح وتعديل العيوب وتطهير النفس والروح من ظواهر التعدي وظلم الآخرين، وفيها وقاية عالية وتساهم في ضبط الكثير من المواقف الإجتماعية والإنسانية في التعامل مع البشر أنفسهم، سواءً في أماكن العمل أو الأماكن الأخرى الخاصة والعامة، وفي هذا الصدد تؤكد العديد من نتائج الدراسات والبحوث للعلماء والباحثين، أنه كلما ازدادت درجة المرء على مقياس مراقبة النفس أو الذات، ازداد نجاحاً في التأقلم والتقدم والاستيعاب والكفاءة في القيادة كما هو الاستشعار بحقوق الآخرين والحق العام.