آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 8:51 ص

غالبية المجالس مفتوحة لقراء القرآن

المصلي: التجمع فوق قصر تاروت أبرز مظاهر الاحتفال برمضان قديما

جهات الإخبارية محمد الأحمد - تاروت

أكد الباحث والفنان التشكيلي محمد المصلي، أن استقبال شهر رمضان في العقود الماضية كان يبدأ بالتحقق من رؤية الهلال من فوق المنازل، أو الأماكن المرتفعة، مشيرًا إلى أن التجمع فوق قصر تاروت أحد مظاهر الاحتفالية باستقبال الشهر الفضيل.

وأوضح في حوار مع ”جهينة الإخبارية“ أن الأجواء العامة في شهر الصيام تشمل قراءة القرآن والأدعية والاستماع للمواعظ الحسينية، وتمتلئ المقاهي بالشباب، مؤكدًا أن غالبية مجالس البيوت في معظم نواحي القطيف مفتوحة وعامرة لاستقبال الناس، وأكثرها يملؤها صوت القرآن والأدعية والبعض للسمر والسوالف.

كيف ولدت فكرة المتحف؟

بدأت فكرة ”متحف المصلي“ منذ الطفولة بتجميع عناصر ومجموعات عن طريق الهواية، ثم تطورت إلى أن صارت أشياء لحفظ التراث والوثائق ثم تطور الأمر للدراسة المعمقة والبحوث.

ما هي نوعية الثقافة التي يقدمها؟

ينقسم المتحف إلى ”قسم الفنون التشكيلة“، ويشمل لوحاتي القديمة والحديثة، ولوحات الفنان الدكتور كميل رئيس فناني القطيف، و”قسم الصور“، ويحتوي مجموعتي ومجموعة الدكتور إسلام، و”قسم المكتبة“، التي كتب الفن التشكيلي والإسلامي.

ويضم المتحف كذلك ”قسم الوثائق“، وبه وثائق عائلة المصلي وغيرها، ومنتدى المتحف ”مغلق حاليا“، وقسم الحرف، الذي يضم 50 حرفة، إضافةً إلى قسم الورشة ”مخزن اللوحات“.

هل يستقبل المتحف الزوار على الدوام؟

من أهداف المتحف حضور الزوار صغار وكبار، والضيوف من داخل المملكة وخارجها؛ للتعرف على الموروث الحقيقي لهذه البلاد، أما الآن بسبب الجائحة لا يستقبل المتحف إلا في حالات ضرورية كالأبحاث وغيرها، وخاصة رعاية أصحاب الأبحاث والدراسات، ومساعدتهم فيما يقدر عليه المتحف وأعضائه من وثائق أو صور، ومن الاهتمامات حول الوثائق الخاصة بي وبعائلة المصلي حتى تكوّن كتاب هو بحث ”عشيرة المصلي“ بالوثائق والصور، والمتحف يقدم الرعاية للبحوث العلمية سواء حول التاريخ أو الفن أو التراث أو التربية، وتجميع وثائق كوّنت مجموعة بحوث حول ”جزيرة تاروت“، وأنا الآن على وشك الانتهاء من بحث ”الموطن الأصلي للنخلة تاروت“ بعد أن أنهيت بحث ”الألوان في القرآن“. وأتقدم بالشكر الجزيل للمقدمة التي صاغها الشيخ حسن الصفار لهذا البحث.

ما هي ملامح شهر رمضان في السابق وما مدى الاختلاف عن العصر الحالي؟

هناك رسائل كثيرة يستحضرها شهر رمضان لكل من يستقبله، وفي كل عقد تختلف حسب الظروف والمناخات، فالماضي تختلف رسائله عن الحاضر بالطبع، وبالتالي فلكل عصر سلبياته وإيجابياته.

ونتيجة قوة رسائل شهر رمضان وقوة الجذب التي يحظى بها، فقد يقدمه البعض بالعروض التجارية فيكسبهم المال، والبعض يقدمه بالملاهي والتسالي والمسلسلات فيكسبهم المشاهدين، ومن يقدمه بالرياضة والألعاب فيكسب الجمهور العريض، حتى أن جماعة الفنون التشكيلية بالقطيف قدموا الورش التشكيلية في رمضان على مدى أكثر من عشرين سنة.

كيف كان يستقبل الناس رمضان سابقا؟

كان شهر رمضان يبدأ بالتحقق من ظهور الهلال فيصعد البعض فوق منازلهم أو أماكن مرتفعة، ولكن المشاهد المهمة الرائعة حين يتجمع الناس فوق قصر تاروت كاحتفالية لاستقبال رؤية الهلال فيباركوا ويتفاءلوا بقدومه، وهناك أماكن أخرى يبدأ بسماع المدفع، ثم التسوق من الأمور الضرورية لشراء المستلزمات المتنوعة لمائدة الإفطار والسحور.

وكيف كانت الأجواء الرمضانية سابقًا؟

الأجواء العامة في شهر الصيام تنقسم إلى قراءة القرآن والأدعية والاستماع للمواعظ الحسينية، وتمتلئ المقاهي بالشباب أما للحلقات التلفزيونية المعدة لرمضان بالخصوص، أو الألعاب المتداولة كالورق والدومنة والكيرم، وفي النصف من الشهر الاحتفال بالمولد له رونق احتفالي، تطور الآن بصورة لافتة وكأنه كرنفال سياحي يجذب المتفرجين من المدن الأخرى للقطيف بالبهجة ومظاهر الزينة والأفراح، توزع فيه مختلف أنواع الأطعمة والأشربة والتهاني والتبريكات.

وبعد النصف هناك ثلاثة أيام ينتشر السواد في نواحي كثيرة من الخليج والقطيف بذكرى وفاة إمام المتقين الإمام علي بن ابي طالب والاستفادة من التضحية وأمور كثيرة في هذه الشخصية العظيمة.

ثم ثلاثة أيام إحياء ليالي القدر فيتجمع المؤمنون بالأدعية والتأمل في القضايا المهمة لأمورهم السابقة والمستقبلية فمن يحظى بهذا الشعور الروحاني يفوز ’بخير من ألف شهر’.

ماذا عن أشهر المجالس الرمضانية وبرامجها؟

تعتبر الأنشطة في شهر رمضان من أهم الفعاليات على مدى السنة وذلك لفضل الشهر وقدسيته في نفوسنا في السابق واللاحق، مع الأسف الكثير يعتبر الصيام مجرد عادة دينية كما رأينا آباءنا ونحن على آثارهم.

والشهر الكريم يعطينا فرصة التغيير في أسلوب حياتنا والتأمل العميق في مصالحنا الخاصة والعامة، نحتاج للتعمق في قضايانا ومحبتنا للآخر والتكاتف والتكافل الاجتماعي.

من جهتي أحاول الاستفادة من لب الشهر والتعرف على كيانه فهو يشرح الصدر ويقيم دواخلي ويعيد تفكيري حيث أفضل وأسمى لوحاتي اكتسبتها من إحدى فعالياتي الرمضانية.

أما المجالس الرمضانية في السابق كانت أغلب مجالس البيوت في معظم نواحي جزيرة تاروت مفتوحة وعامرة لاستقبال الناس وأكثرها يملؤها صوت القرآن والأدعية والبعض للسمر والسوالف.

ومن ناحيتي أكنُّ لشهر الخير تدريبي على حُسنِ القراءة وترتيل القرآن في المجالس الرمضانية وعندما اشترى الجد مكروفون بالبطارية قبل دخول الكهرباء لتاروت وكان سماع صوتنا فيه يشعرنا بالسعادة الغامرة وكان حافزا كبيرا.

كيف يتم تدريب الأطفال على الصيام سابقا؟

بما أننا في بيئة متدينة فواجب على الأهل تدريب الأطفال على الصيام وعلى الصلاة وباقي أمور العبادة من الحلال والحرام حسب قدرة الأهل الدينية والسلوكية، ولكن كل ذلك يعود لأسلوب التربية واهتمام الأهل وقدراتهم ومؤهلاتهم العلمية لأن التربية من أصعب أمور الحياة، فالبعض يعتبر أن الدراسة والوظيفة هي الأهم والآخرين يضغطون على أبنائه لاعتقادهم أن هذه هي الطريقة الصحيحة والبعض يتركهم وشأنهم، لا نريد لأبنائنا أن يصوموا عن الأكل والشرب فقط بل عن الغيبة والبهتان وتصوم كل جوارحهم، ليكونوا مواطنين صالحين بمعنى الكلمة.

كلمة أخيرة..

لكل عصر سلبيات وإيجابيات، ليس من الإنصاف أن الماضي أفضل في كل الأمور وليس الآن كذلك، نتمنى أن يكون المسلمون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم في إيضاح أمور الدين الحقيقية للأجيال القادمة، ويرى غير المسلمين شهر الله بالوجه اللائق.

ولا بد من الدراسة وتعلم الطريقة الأفضل لكل أمور الحياة التربوية، ولكل طفل أسلوب قد لا ينجح مع غيره والنجاح والفشل بيئته الأولى المنزل والأهل ثم المحيط الاجتماعي.

وأتمنى أن يكون ميكروفون في كل بيت وهي أجهزة أصبحت متداولة، يتدرب الأطفال على قراءة القرآن أو إرساله لأحد المساجد.

كما أتمنى من المجتمع الذي يحتفظوا بأوراق قديمة أن يقدموها للمتحف وتكتب باسم المهدي، وأن لا يهملوا أي ورقة وخاصة بعد وفاة الأعزاء يرمون كل أوراقه وكل ماله صلة بالمتوفي، أتمنى أن نحصل على هذه الأوراق أو تصويرها ولو بالجوال وإعطاء المتحف نسخة منها لحفظها في أرشيفه، فبعض هذه الأوراق مهمة جدا وترقى للدراسة حول الأشخاص أو العوائل وإهمالها أو ضياعها يخفي بيانات كثيرة وضرورية، عن اقتصاد البلد أو ثقافته أو النواحي الاجتماعية.




التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابو البسم
[ القطيف ]: 17 / 4 / 2021م - 10:38 م
الله يحفظه.

ويش المختلف عن المناطق الاخرى؟