آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

كن سعيد

زينب القطري‎

لكل فرد مفهومه الخاص عن السعاده لكننا جميعنا نحن البشر نتفق على أن إحتياجاتنا الأساسيه التي تحرك دوافعنا الفطريه تحقق لنا جزء كبير من السعاده، وفقا لهرم ماسلو للإحتياجات وبغض النظر عن ترتيبه، فأن إحتياجاتنا تتلخص في الإحتياجات الفسيولوجيه وحاجات الأمان والحاجات الإجتماعيه والحاجه للتقدير والحاجه لتحقيق الذات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو فقدنا أحدى الإحتياجات السابقه فهل هذا يعني بأننا نحكم على أنفسنا بالتعاسه ؟

مما لا شك فيه بأن أي نقص او غياب للإحتياجات السابقه قد يؤدي الى خلل او اقلا الشعور بالنقص في حال أننا وضعنا تركيزنا على ما نفقد , وفي الوقت ذاته هل توافر جميع مكونات الهرم في حياتنا تعني بأننا سعداء ؟ الجواب نراه جليا على أرض الواقع، المسأله أكبر وأعمق من تكرار الاسطوانه المشروخه في التركيز على الجزء الممتلئ من الكوب، نحن في الحقيقه لا نملك خيارات مرضيه وصحيه سوى أن نكون سعداء، السعاده شعور ولكنه ايضا خيار ومسؤوليه تقع على عاتقنا تجاه أنفسنا قبل أي أحد، فهل نحن حقا نتحملها كما ينبغي أم أننا نعلقها على رقبه الظروف وبعض الأشخاص ؟

لا يوجد أحد سعيد بالمطلق ولا دائما مبتسم وراض، الوضع الطبيعي أن نقتنص لحظات السعاده أو نصنعها أو حتى نحاول ممارستها، هناك من يتمنى سياره من طراز معين او منزل بمواصفات معينه، او وظيفه او مركز اجتماعي , اطفال عدد معين او جنس معين، وسلسله طويله على غرار السابق وأغلبها ممكنه الحدوث من خلال السعي والدعاء لكن اذا إصطدمنا بالواقع او المقادير الالهيه فهل يعني بأن ننزع جميع الألوان من حياتنا ونعيش على الأبيض والأسود بل ونقيم مناحه لا منتهيه ونهدر كل الوقت والمشاعر وننشغل فقط بما لم نحصل عليه ؟

قد تكون السعاده متمدده في عمق نفسك وبحاجه فقط للإيقاظ، قد تكون السعاده في الرضا بما قسم الله وقد تكون السعاده في أن تغير نظرتك لمجريات حياتك، لماذا لا تكون السعاده في سعيك الحثيث خلف ما تريد ؟ لماذا لا تكون في شعورك بالترقب وخلقك للأمل واليقين ؟ لماذا لا تكون في استمتاعك بوعوره الطريق، مجرد وصولك الى ما تريد هو نهايه الإحتفاء بشعورك بالسعاده، هو النقطه الأخيره، السعاده تدخل في اطار الإنجازات , أن تكون سعيد ومستمتع في حياتك على الرغم مما ينقصك فأنت تجيد الحياه وهذا ما لا يقدر عليه الجميع .

فلو سألت مريضا عما يوفر له السعاده سيجيبك ” الصحه ” ولو سألت من لم يرزقه الله ذريه سيقول ” الأولاد ”، السعاده مكنونه فيما ينقصنا ولكن ماذا بعد أن نمتلك سوى أننا سنسعى وراء أمر آخر قد يزيد تملكه من سعادتنا , نحن نسعى خلف فقاعه وما أن تتلاشى حتى نحاول اصطياد غيرها ” حصلت على الأقل على ما أريد فهل أنا سعيد ؟ لا لست سعيدا تماما . فمالذي أفتقده ؟ أن روحي فقدت حمى النشاط التي كانت تشعلها فيها الرغبه .. ويكأنه حريا بنا أن لا نظلل أنفسنا فالسعاده ليست في الحصول على الرغائب بل هي في السعي وراءها ” بيير بومارشيه.