آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

القيادة التعليمية والمهنية بالمدارس

الدكتور هاني آل غزوي *

تُعد القيادة التعليمية الفعالة من أهم الركائز الأساسية لنجاح النظام التعليمي في تحقيق الأهداف المرجوّة منه، والتأكد من جودة المدرسة التعليمية وكفاءتها وجودة مخرجاتها، حيث يُنظر أولًا إلى قيادتها وما يتوفر لديها من قدرات وإمكانات ووعي متكامل للأدوار المطلوبة منها ولدور المدرسة التعليمية في المجتمع، ويُخطئ من يظن أن قيادة المؤسسات التعليمية سهلة ومُيسرة أو أن ظروفها تتشابه مع غيرها من المؤسسات الأخرى.

ومدير المدرسة هو قائدها والمسؤول الأول عنها، ولا شك أنه يلعب دورًا مهمًّا في تيسير العملية التعليمية وإنجاحها، فهو المسؤول عن توجيه المعلمين في النواحي الفنية بالاشتراك مع التوجيه الفني. وكذلك له العديد من الاختصاصات والمسؤوليات المتعلقة بالعملية التعليمية وسير الدراسة بالمدرسة والأنشطة المختلفة، فمدير المدرسة يقوم بمسؤوليات وعمليات التخطيط والتنظيم للسياسة العامة للمدرسة ووضع برنامج شامل للعمل، ويقوم بعمليات الإشراف على تنفيذ البرنامج والنظم والمشروعات، وسير الدراسة والأنشطة المختلفة بالمدرسة، وكذلك علاج ما قد يظهر من نواحي الضعف والمشكلات التي تحول دون تحقيق المدرسة لرسالتها.

فلا يكتفى أن تنسج الوزارة أهدافا وتضع أشكالًا ومخططات للتعليم، إنما لا بد من توفير الأساليب الإدارية التي تترجم هذه الأهداف، وتُنفذ الخطط التعليمية بصورة ناجحة.

ومع تغير النظرة للإدارة التعليمية والمهنية، لم يعُد هدف مدير المدرسة مجرد المحافظة على النظام في مدرسته، والتأكد من سير المدرسة وفقًا للجدول الموضوع، وحصر حضور التلاميذ وتغيبهم، والعمل على إتقانهم للمواد الدراسية، بل أصبح محور العمل في هذه الإدارة يدور حول التلميذ، وتحقيق الأغراض التعليمية والمهنية والاجتماعية.

وتُكتسب العديد من المهارات القيادية والمهنية من خلال التدريب الرسمي وغير الرسمي ومن خلال زيادة الخبرات وتُعزز من خلال الممارسة، فيجب على القادة البارزين العمل على اكتساب المهارات التي تجعلهم فعالين، فالقائد يُعد ولا يُولد، فهناك العديد من السلوكيات التي تجعل المديرين ناجحين ومنها:

إن القادة البارزين لديهم بُعد نظر وتكامل بمعنى أن يكونوا متكاملين وأن يكونوا عادلين وأمناء وعلى خُلق ويتصفون بالكفاءة، وتتطلب الكفاءة التصرف بشكل ناضج وأن يكون مثلًا أعلى يُحتذى به، ويتمتعون بالقدرة على حل المشكلات، وأيضًا يتمتع القادة الفعالون بضبط بالنفس والوعي بمشكلاتها، كما يتسمون بالتوجيه الذاتي والمعرفة الذاتية وتقدير أنفسهم.