آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

تصرفات مخجلة في ليلة الناصفة..!!

عباس سالم

في الليلة الخامسة عشر من شهر رمضان المبارك تسود الناس حالة من الفرح والسرور بذكرى مولد الإمام الحسن المجتبى ، والمعروفة بليلة الناصفة أو ليلة الكريكشون، وهي من الليالي المباركة والشريفة، وكذلك من الليالي الجميلة والممتعة على الجميع خصوصاً الأحبةالصغار.

تشع البلاد نوراً وجمالاً في ”ليلة الكريكشون“ في النصف من شهر رمضان المبارك، حيث يعم الفرح والسرور على وجوه الجميع صغاراً وكباراً، أبطالها الأطفال يجوبون الفرجان مرددين بعض الكلمات المتوارثة والخاصة لتلك الليلة منها ”كريكشون ناصفة حلاوة وغيرها من الكلمات المتوارثة“ فتوزع الحلويات والمكسرات من على أبواب كل بيت احتفالاً بتلك الليلة.

ابطال ليلة الكريكشون دائماً هم الأطفال الذين يعبرون الطرقات والأزقة مبتهجين بهذه المناسبة السعيدة التي توارثتها الأجيال، وهم يلبسون الملابس التراثية ويحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت، ذلك الطقس الروحاني الذي يأخذنا إلى عالم الطفولة والصبا، فالجميع كانوا في يوم ما يحملون مثل تلك الأكياس مرددين كريكشون ناصفة حلاوة.

التجاوزات «المقرفة» في الليلة السابقة التي حصلت من بعض الناس «المتخلفين» في ثقافة الاحتفال بمناسبات أهل البيت ، فخروج الناس بسياراتهم ودباباتهم بتلك الطريقة الهمجية «المتخلفة» تسببت في ازدحام مروري خانق عانى منه الكثير من الناس الذين يستخدمون الطريق، والشيء «المقرف» هو قيام البعض بستخدام رغوة طفاية حريق ورش المارة! وأصاب بعض النساء والأطفال الذين يحتفلون بليلة الكريكشون.

أجواء الاحتفال بليلة الناصفة قد أطفأ جمالها المتهورون الذين يهددون حياة الناس بسياراتهم ودراجاتهم النارية وغيرها من وسائل الإزعاج التي يستخدمونها في مثل هذه المناسبات، وبأفعالهم «المقرفة» قد سلبوا الفرحة من على وجوه الجميع وبالخصوص الأحبة الصغار.

والسؤال هنا: من هم هؤلاء الناس الذين يخرجون الى الشوارع ويخربون الاحتفال بأفعالهم «المقرفة»؟ هل هم أناس نزلوا من السماء في تلك الليلة؟ كلا بل هم أبناء مجتمعنا، لذلك فإن الآباء والأمهات المحترمون مدعوون إلى بذل المزيد من التوجيه والإرشاد للأبناء والبنات الأعزاء لمراعاة الآداب العامة التي تتناسب مع مكانة هذه الليلة الشريفة، حيث أن بعض صغار العقول «المتخلفين» من سائقي الدبابات لا يحترمون الناس في هذه المناسبة ويفضلون الإزعاج والتسبب في ازدحام الشوارع.

ختاماً ما نراه من تيه لأولادنا وبناتنا في هذا الزمان هو نتاج لسوء تربيتنا لهم، حيث أننا ركزنا جل اهتمامنا بهم بتوفير كل ما يحتاجونه من كماليات الحياة، وتركنا تعليمهم جوهر الحياة وهو الأخلاق! فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.